تناغمت وزارة الاعلام مع المتغيرات الجيوستراتيجية العربية، مواكٍبة المعطيات الايجابية التي تشهدها القمة العربية التي تعقد حاليا في جدة حيث اطلقت مفهوما جديدا لفلسفة المراكز الاعلامية للمؤتمرات تحت مسمى "واحة الاعلام" بحيث يؤدي الاعلاميون القادمون من مختلف الدول الخليجية والعربية والعالمية مهامهم الاعلامية في بيئة هادئة يستطيعون من خلاها كتابة قصص النجاح ورصد اجواء القمة واجراءات الحوارات والتحقيقات ، تزامنا مع انعقاد القمة في جدة . واعدت وزارة الاعلام مركزًا إعلاميا عالميا متكاملًا في قاعة ليلتي بجدة بمشاركة مجموعة أجنحة الشركاء تمثل في: الشريك الاستراتيجي (نيوم)، وشركاء معارض الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وشركة البحر الأحمر الدولية، إلى جانب مشاركة الممكن الرقمي للمركز الإعلامي شركة الاتصالات السعودية. ويحتوي المركز الإعلامي على أحدث التقنيات الفنية والمكتبية كإستوديوهات التصوير وما يتعلق بها من ديكورات وإضاءات، فيما يشارك في المركز وكالة الأنباء السعودية والتلفزيون السعودي والاخبارية من القنوات والصحف العربية والأجنبية، لمواكبة أعمال القمة العربية كما يقدم المركز الإعلامي للإعلاميين المشاركين في تغطية القمم , خدمات الأقمار الصناعية للقنوات الفضائية ، والإنترنت المفتوح، والبث المباشر، إلى جانب أستديوهات مجهزة بالكامل لنقل الحدث مباشرة، وأماكن المخصصة لإجراء المقابلات، والضيافة. وتشارك وكالة الأنباء السعودية بجناح خاص في تلك المراكز لتقدم خدماتها الإعلامية المتمثلة في الخبر والصورة والفيديو إلى جانب إجراء المقابلات الحصرية، كما جهزت "واس" رابطًا خاصًا وباركودًا لتقديم خدمة الصور بجودة عالية لجميع الإعلاميين المشاركين في القمة. وحققت ادارة الحدث زخما إعلاميا كبيرا ، سيما وأنه يتزامن مع اجواء ايجابية داخل اروقة وكواليس القمة والتوقعات بمخرجات كبرى لقمة جدة العربية الى جانب تناول المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالدول المشاركة. وحرص المركز على توفير شبكة الانترنت عالي التدفق لصالح الاعلاميين والصحفيين المتواجدين بكل أنحاء المركز الاعلامي الامر الذي ادى لسرعة مسارات تغطية الحدث العربي الهام. كما وفرت المركز إمكانيات فنية ولوجيستية "ضخمة" بالمركز الإعلامي جاءت لتغطية الحدث. وتحول المركز الإعلامي الى خلية نحل من حيث التواجد الكبير للمهنيين من شتى الوسائل الإعلامية, حيث لا تهدأ فيه الحركة منذ الساعات الأولى من الصباح والى غاية ساعات متأخرة من الليل, , في انتظار انطلاق قمة "لم الشمل العربي" اليوم الجمعة . ولعل أكثر ما شد انتباه الإعلاميين الأجانب المتواجدين في المركز هو التنظيم "المحكم" و "الجيد" وتوفير كافة الإمكانيات والتسهيلات الضرورية لأداء مهامهم خصوصا الاجواء الهادئة , وهو ما أكد عليه الإعلامي حسن زيتوني من قناة روسيا اليوم, والذي شكر وزارة الاعلام على "القدرات الكبيرة التي وفرتها للأطقم الإعلامية وعلى حسن الاستقبال والتنظيم"وفرت من الناحية الفنية اللوجسيتية إمكانيات تقنية كبيرة وعلى مستوى دولي, هي "إمكانيات جبارة وفرتها الدولة وتدعو حقا الى الفخر". ولم يعد خفيا أن تعظيم القوى الناعمة الإعلامية هو تعضيد للقوة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، خصوصا أن المملكة مقبلة على طموح عالٍ لجعل المستقبل السعودي أكثر إشراقاً. وهذا الإدراك دفع السعودية لتأخذ نهج التغيير والإصلاح مأخذ الجد عندما أعلنت عن رؤيتها الطموحة في ربيع العام 2016، هذه الذي جعل من السعودية أكثر تأثيراً على المستوى الدولي وأكثر تطوراً على المستوى المحلي. ومن الأهمية بمكان التأكيد على أنّ القوة الإعلامية الناعمة تلعب دورا كبيرا في إبراز مكامن القوة من خلال سرد قصص النجاح السعودية للعالم، حيث يتمحور دور الإعلام في التأثير على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإظهار مناطق القوى في ظل الثورة الإعلامية الرقمية الجديدة، ووسائل حديثة ومتطورة والفضائيات والمواقع الإلكترونية، لذا بات الإعلام ممكنا رئيسا لصناعة قصص النجاح.