تتمثل في الخطط طويلة المدى التي تغطي جميع القنوات الرقمية بأفكار وطرق إبداعية تعمل مع بعضها وبالتعاون مع القنوات التقليدية - إن وجدت - لدى المنظمة لتحقيق مجموعة من الأهداف عالية المستوى، والتي ينبغي أن تكون واضحة وبسيطة بحيث يستطيع الجميع استيعابها بدون أي جهد في تدريب الموظفين عليها بمختلف مستواهم الوظيفي والتعليمي حتى يكون الكل على دراية بها وملزم في تحقيق نتائج إيجابية من خلالها، والتي تعتمد بشكل رئيس على مدى الوقت المطلوب لتحقيقها ومقدار المال وكذلك عدد الموظفين المؤهلين لتنفيذها، ويمكن الاعتماد في ذلك على نموذج خريطة الموارد (Resource Map Template) وهو قالب يساعد المنظمة في المقارنة بين طلباتها المتوقع احتياجها لها من وقت ومال وموظفين وبين المتوفر لديها بحيث يتضح لها مدى العجز أو الفائض، إضافة إلى ذلك استخدام العائد على الاستثمار (ROI) لتقييم جهود التسويق الرقمي، أما بالنسبة للأهداف الاستراتيجية المتعلقة بجانب التسويق الرقمي تتمحور حول حجم المبيعات الرقمية وعدد الزيارات للموقع والتطبيق الإلكتروني ومقدار التفاعل ومدى التعاطف مع محتوى المنظمة في منصات التواصل الاجتماعي ومقدار المشاهدات للفيديو وعدد الاشتراكات وعمليات التحويل التي تمت وكذلك عمليات البحث عن المنظمة في محركات البحث، ويمكن تقدير هذه الأهداف وغيرها من خلال استخدام معيار المقارنة المرجعية لأفضل الممارسات (Benchmark) للصناعة أو السوق أو لحملة إعلانية سابقة. ولإعداد استراتيجية تسويق ناجحة لابد من دراسة السوق ومعرفة اتجاهاته (Industry Trend) والعوامل الخارجية المتعلقة به من وضع اقتصادي وسياسي وأنظمة وتطور تقني وغيرها إضافة إلى القيام بالأبحاث التسويقية لمعرفة الفرص والمخاطر الحالية والمستقبلية والتعرف على سلوك وتوجهات المنافسين والأبحاث الخاصة بالجمهور لتحديد الشريحة المستهدفة ومعرفة احتياجاتها ورغباتها وصفاتها وسلوكها وطريقة تفكيرها التي تقسم فيها البيانات إلى ثلاثة أنواع رئيسة "ديموغرافية" (Demographic) التي تصنف الشخص ضمن التركيبة السكانية في المجتمع، و"السلوكية" (Behavioral) التي تتعلق بسلوك الشخص، و"النفسية" (Psychographics) التي تتعلق بنمط حياة الفرد وأفكاره ومعتقداته، أيضا ينبغي انتهاج المنظمة للتفكير بشكل استراتيجي بغرض ضمان استمرارها بإذن الله ومساعدتها على الاستباقية في اتخاذ القرار الصحيح عوضا عن القيام بردة فعل (Proactive vs Reactive) كذلك مساعدتها في اكتساب الفرص وتقليل المخاطر وعدم اليأس في حال الإخفاق عبر وضع خطط بديلة وخلق فرص من هذا الإخفاق. وبالنسبة لأكثر الاستراتيجيات التسويق نجاحا فهي التي تدمج بين قنوات التسويق الرقمي والتقليدي مثل "استراتيجية التسويق 360" وهي عدة خطط تسويقية متكاملة لعلامة المنظمة ومنتجاتها وخدماتها مع بعضها البعض في خطة واحدة، أيضا بالنسبة لتكامل قنوات المنظمة مع بعض في التواصل مع العملاء من خلال مفهوم (Omnichannel) الذي يقصد به تكامل جميع القنوات التقليدية والرقمية معا لتوفير تجربة تسوّق موحدة للعملاء تكون سلسة وسهلة لعملية الشراء والتواصل مع العميل بنفس الكفاءة والمتطلبات بشكل متساو على جميع القنوات الرقمية والتقليدية من خلال التركيز على تجربة العميل حيث يقصد بكلمة (Omnis) اللاتينية الأصل بمعنى "كل" بالعربي، وكمثال عليها أن تكون طريقة وأسلوب وإجراءات خدمة العميل من خلال الاتصال بمراكز العناية بالعملاء هي نفسها عند زيارة الفرع، كذلك التكامل في إعلانات المنظمة عندما يظهر إعلانها في التلفزيون يظهر معها "وسم" (Hashtag) ليتفاعل معه العملاء في وسائل التواصل الاجتماعي، ويختلف المفهوم هنا عن استراتيجية القنوات المتعددة (Multi-channel) التي يقصد بها تكرار نفس الرسالة الإعلانية على كل قنوات المنظمة والتركيز على توفير المنتجات والخدمات على جميع القنوات بغض النظر عن اختلاف طريقة وأسلوب ومتطلبات خدمة العميل بينهم. * خبير تسويق رقمي