هلْ تتوقّع نجاح مشروعك التجاري بنسبة 90 %؟ وما المقياس الذي بنَيت على أساسه تلك النسبة؟ وكيف ستتصرف حينَ تبدو النتيجة مختلفة تمامًا عن المتوقع؟ في حقيقة الأمر تصرّفُك يتحدّد بمستوى وعيك وتجاربك في هذِه الحياة؛ وفي المُقابل علينا ألّا نتساهل بالأثر المُترتِّب على انحراف نتائج توقعاتنا عن المسار المُتشكِّل في أذهاننا، علينا أن نعترف أنّ الأمر مؤذٍ وقد يؤدي إلى التراجع أو فقدان الشّغف لفترة من الزمن، وكيْ لا نقَع في الفخ نفسه لاحقًا، أرى من السّليم لأي شخص، ألّا يكون أسيرًا لسقف توقعاته! وذلك لضمان ألّا تخيب أماله في حال عدم بلوغِهِ إياها، من الجيّد ألّا يكون هُناك (سقف) من الأساس، جرب أنْ تكون توقعاتك غير محدودة ومُتشعِّبة. بِدايةً حدّد هدفك، ثم اعمل على تحقيقه، وانوِ بداخلك أن كلّ ما سيحدث فيما بعد سيَخدُم قصة حياتك، فربّما تبلُغ أعلى من سقف التوقعات الذي كُنتَ سترسمه في خيالك، وبذلك أنتَ حقّقت ما هو أسمى من الحدود التي وضعتها لنفسك، بالتالي وسّعتَ أفُقك، وتمكنتَ من رؤية الصّورة الكبيرة. وقدْ تبلُغ ما هو أقل من سقف التوقعات، وهُنا عليك أنّ تُدرك أنّ ثمّة درس ينتظرك، عليكَ فهمه والبحث في أسبابه، كيْ لا يتجسّد لكَ على هيئةِ موقفٍ آخر! اختصر عليك وأمعِن في تفاصيله، وفُكَّ عقدته من المرة الأولى، فوقتُكَ ثمين، ولا داعي لتفويت الفُرص بسبب أخطاء مُكرّرة، وغير مُدركَة. طريقُ النجاح مليءٌ بالأحداثِ المتنوعة، لذلك أرى من السِّعة ألّا تضع حواجزًا بملْء إرادتك، حينئذٍ ستكون جاهزًا لجميع النتائج التي ستظهر في طريقِك، سواءً كانت على تردّدات حُلمك أو غير ذلك، وفي جميع الحالات أنتَ تعرفُ جيّدًا كيفية التعامل مع كل نتيجة، فلا داعي أنْ تُرهِق نفسك بسقفٍ مُعين، وظِّف جميع قُدُراتك وافعل ما بوِسعك ثم ترقّب النتائج العديدة في المدى الرحيب واستقبلها بحفاوة، وقوّمها بحِكْمَة وحِنْكَة. انسِف سقف توقعاتك أرضًا، وراقب الأحداث وهي تسير بشكلها الطبيعي، تقبّل كل شيء دون مقاومة أو تذمُّر، تقبّل للحدِّ الذي لا يجعل أحدًا يُميّز بينك وبين النهر الذي يجري في مجراه بخفةٍ وتناغُم.