يا لها من حرب شرسة لا تتوقف جولاتها، يقودها رجال أوفياء، ضد مجموعة من شياطين الإنس المتآمرين الذين يستهدفون شبابنا وأبناءنا، يبتكرون كل يوم طرقاً جديدة للتهريب، يواصلون محاولاتهم المسمومة على ترويعنا من خلال شحناتهم المشبوهة عن طريق البر والبحر والجو، والتي تسقط - ولله الحمد - في أيدي رجال الأمن، ويصبح المذنبون عبرة لغيرهم من المهربين. إنها "حرب المخدرات" التي أعلنتها المملكة على المروجين والمهرِّبين والمتعاطين، ضمن حملة وطنية أمنية تشمل جميع مناطق ومحافظات المملكة، بتوجيه ومتابعة مباشرة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان "يحفظه الله" والتي حققنا فيها انتصارات مبهرة تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، وكانت درساً قاسياً يفكر فيه الجناة والمهربون ألف مرة قبل أن يكرروا محاولاتهم. لقد توعد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، قبل أيام بشن ضربات متواصلة ضد المروجين والمهربين، وقال بصريح العبارة: "لن ينجو أحد من تهريب المخدرات إلى المملكة" مؤكداً أن المملكة ظلت توجه لهم الضربة تلو الأخرى، وتسعى جاهدة إلى استئصال من يستهدفون مجتمعنا ووطننا، حيث تم تشكيل فرق أمنية وإعلامية وتوعوية للقيام بهذه الحملة بمشاركة وزارة الإعلام والجهات ذات العلاقة، وتواصلت الجولات التفتيشية في الطرق والتجمعات والاستراحات والأماكن المشبوهة، كما يجري بشكل دوري تفتيش قائدي السيارات للبحث عن الممنوعات وملاحقة أي نشاط غير متزن ومؤثِّر على المجتمع. إن "الحرب على المخدرات" كما وصفتها المديريّة العامة لمكافحة المخدرات، أصبحت نموذجاً إقليمياً فريداً يمكن أن تستفيد منه دول المنطقة، في محاربة الآفة التي تشكّل خطراً على المجتمعات، من حيث اتساع رقعتها لتشمل جميع مناطق البلاد مترامية الأطراف، وتنوّع أشكال المواجهة من جوانب أمنية وقانونية واجتماعيّة وحتى سياسيّة، ولعل ما أعلنته المديرية العامة لمكافحة المخدرات قبل أيام من إحباط محاولة تهريب ما يربو على 5 ملايين قرص من مادة الإمفيتامين المخدّر -التي تستخدم في تحضير الشبو- وألقت القبض على مستقبليها، خير دليل على ذلك. بات واضحاً أن وطننا مستهدف من أعداء الإنسانية، الذين يحاولون تدمير عقول شبابنا، ويعملون في الظلام من أجل الوصول إلى أهدافهم المشبوهة، لقد تنوعت أشكال التهريب، بدليل أن المحاولة الأخيرة جاءت مخبّأة داخل شحنة أحجار ومستلزمات بناء عبر ميناء جدة الإسلامي بمحافظة جدة، وقبلها جاءت المخدرات في قلب الفواكه والخضراوات، وغيرها من الأساليب التي أصبحت محفوظة لرجال الأمن المتيقظين. لا ينبغي أن نتصور أنها حرب رجال الأمن فقط. بل هي حربنا جميعاً للحفاظ على أبنائنا وأحفادنا ومستقبلنا، والمبهج أن المواطنين المخلصين لهذا الوطن، رحبوا على مواقع التواصل الاجتماعي بالمشاركة في هذه الحرب بكل وعي، حرصاً على سلامتهم من آفة المخدرات وطالبوا بالصرامة في حق من يسلكون هذه الطرق المشينة، وتفاعل مشاهير السوشل ميديا بشكل إيجابي. الكلام وحده لا يكفي.. ينبغي أن نتحول جميعاً جنوداً للوطن في هذه الحرب التي لا تتوقف فصولها.