قال مسؤولون في منطقة الرنك في دولة جنوب السودان، إن نحو عشرة آلاف لاجئ دخلوا البلاد قادمين من السودان في الأيام الماضية، فارين من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقال كاك باديت مفوض المنطقة، إن نحو 6500 عبروا الحدود يوم السبت، وعبر ثلاثة آلاف آخرون الأحد، ووصل المزيد يوم الاثنين. وقال داو أتورجونج قائد الجيش في الرنك، إن ثلاثة أرباع الوافدين من مواطني جنوب السودان، والبقية من مواطني السودان وإريتريا وكينيا وأوغندا والصومال. ويستضيف السودان 800 ألف لاجئ من جنوب السودان، فروا من صراعات طويلة الأمد هناك. واستقلت دولة جنوب السودان في عام 2011. وقال أتورجونج" تقدم السلطات المحلية والسكان المساعدة للوافدين الجدد، حتى الآن لم تتدخل المنظمات الإنسانية". وهناك أكثر من مليوني نازح في جنوب السودان، حيث أسفرت الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 2013 إلى 2018 عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف. وفيما يشكل المطار الرئيسي في الخرطوم مسرحاً لاقتتال عنيف، مع سيطرة قوات الدعم السريع عليه، تجري عمليات إجلاء عدّة عبر ميناء بورتسودان، على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة. في ما يأتي ملخص عن أبرز الجهود التي تقودها دول عدّة من أجل نقل مواطنيها وموظفيها إلى برّ الأمان. الولاياتالمتحدةوكندا أجلت الولاياتالمتحدة الأحد نحو مئة شخص، من موظفي سفارتها و"بعض الدبلوماسيين الأجانب من الخرطوم، في ثلاث مروحيات من طراز "ش-47 شينوك" أرسلتها من جيبوتي إلى اثيوبيا ثمّ إلى السودان، حيث بقيت على الأرض لأقل من ساعة. وشارك في العملية أكثر من مئة عنصر من العمليات الأميركية الخاصة. ولا يزال في السودان آلاف المواطنين الأميركيين، يحمل بعضهم جنسية أخرى. وأجلت كندا، وفق ما أعلن رئيس وزرائها جاستن ترودو، موظفي سفارتها من الخرطوم. دول الاتحاد الأوروبي أعلن مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن أكثر من ألف من رعايا الاتحاد غادروا السودان، في عمليات إجلاء تمت خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال لصحافيين "كانت عملية معقدة وناجحة". وللاتحاد الأوروبي بعثة دبلوماسية في الخرطوم على غرار فرنساوألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وتشيكيا. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية إجلاء "388 شخصا بينهم مواطنون فرنسيون، أعربوا عن رغبتهم بذلك، فضلا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى، أوروبيون خصوصا فضلا عن أفارقة ومن القارة الأميركية وآسيا" من السودان، بعدما سيّرت منذ الأحد رحلات جوية عدّة بين الخرطوموجيبوتي. وأفادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عن إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، أن الجيش الإيطالي أجلى "نحو 200 شخص بينهم مواطنون سويسريون" عبر جيبوتي. وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، إنه تم إجلاء عدد من الرعايا الهولنديين في طائرة فرنسية، آملا إجلاء مجموعة أخرى في طائرة هولندية في وقت لاحق، متحدّثاً عن "عملية معقدة جدا". وأعلنت ألمانيا إجلاء 300 شخص، بينهم مواطنون وأفراد من جنسيات أخرى، في ثلاث طائرات، بعد محاولة فاشلة الأربعاء الماضي. وأجلت طائرة إسبانية مئة شخص، هم ثلاثون إسبانيا، وسبعون من أوروبا وأميركا اللاتينية، من السودان إلى جيبوتي. وأعلنت اليونان أنها أجلت الأحد مجموعة أولى من مواطنيها بينهم جريحان إلى جيبوتي "بمساعدة فرنسا"، وأن 10 مواطنين وعائلاتهم غادروا في عملية الإجلاء الإيطالية. وقالت إيرلندا من جهتها إنها باشرت "عملية إجلاء" رعاياها البالغ عددهم 150 شخصاً من السودان. وأرسلت السويد 150 عسكريا لإجلاء دبلوماسييها ورعاياها من السودان على ما ذكرت وزارة الدفاع. الدول الإفريقية صأعلنت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أن عددا من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان، فروا إلى السودان هربا من الحرب في بلادهم، بصدد العودة بأنفسهم. وتقوم تشاد بإرسال طائرات لإعادة 438 من رعاياها، يغادرون الخرطوم على متن حافلات إلى بورتسودان، بحسب الحكومة. المملكة المتحدة والنروج وسويسرا أكدت المملكة المتحدة أنها تبذل "كل ما بوسعنا" لإجلاء مواطنيها من السودان، في وقت قال عدد منهم إنهم يشعرون بأنهم "تركوا لمصيرهم". وكان وزير الخارجية البريطاني قد دافع عن قرار إعطاء الأولوية، في عملية عسكرية ليلية لإجلاء موظفي السفارة وعائلاتهم، مشيرا إلى "تهديد محدد جدا للمجتمع الدبلوماسي". وأعلنت النروج من جهتها إجلاء دبلوماسييها من الخرطوم. وأفادت سويسرا عن إجلاء سبعة من موظفي سفارتها وأفراد عائلاتهم بمساعدة فرنسا.