في بداية الموسم ربما كان من الصعب توقع وصول ثلاثة فرق إيطالية إلى دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكن ثنائي ميلانو ذهبا إلى أبعد من ذلك وضمنا تأهل فريق إيطالي إلى المباراة النهائية. وكان من المعتاد بلوغ أندية إيطاليا المراحل الأخيرة بالأدوار الإقصائية في مسابقة أوروبا الكبرى قبل عقدين تقريبا، لكنها تأثرت بالأزمات المالية وزيادة نفوذ أندية إنجلترا وإسبانيا لذا لم تعد قبلة تجذب ألمع الأسماء بين اللاعبين والمدربين. لكن الكرة الإيطالية اعتادت المفاجآت وكسر القواعد دائما، ويرجع عشاقها السبب دائما إلى "جرينتا" أو المثابرة والشغف ورفض الاستسلام. وسيشهد الدور قبل النهائي هذا الموسم قمة بين ميلان وغريمه إنتر، كما تهيمن إيطاليا في صراع العقول خارج الخطوط أيضا بوجود ثلاثة من مدربيها في المربع الذهبي. ففي قمة ميلانو يصطدم المدربان ستيفانو بيولي وسيموني إنزاجي، بينما يطمح مواطنهما كارلو أنشيلوتي للاحتفاظ باللقب مع ريال مدريد بعد تخطي مانشستر سيتي بقيادة الإسباني بيب جوارديولا، الذي تأثر أيضا بتجربته في إيطاليا حين لعب بقميصي روما وبريشيا. وبعد أن أطاح ميلان بنابولي، متصدر الدوري الإيطالي، وتفوق إنتر على بنفيكا البرتغالي ضمنت إيطاليا وجود أحد فرقها في النهائي لأول مرة منذ 2017 حين خسر يوفنتوس 4-1 من ريال مدريد، بينما لم يتوج فريق إيطالي باللقب منذ فوز إنتر بنسخة 2010. وستعيد قمة ميلانو ذكريات مواجهة الجارين في قبل النهائي بموسم 2002-2003 حين تفوق ميلان ثم توج باللقب على حساب يوفنتوس في أولد ترافورد بركلات الترجيح، كما تقابلا في دور الثمانية بموسم 2004-2005 وشق ميلان طريقه نحو اللقب أيضا. نعيش حلما قال إنزاجي، الذي وصل فريقه إنتر إلى أدوار خروج المغلوب من خلال مجموعة ضمت أيضا بايرن ميونيخ وبرشلونة، "وصلنا قبل النهائي عن استحقاق. كان حلما لكننا الآن هنا وسنخوض مباريات كبيرة. "نعمل كل يوم لنعيش هذه الأيام التي افتقدناها هنا في إنتر سنوات عديدة. نعرف ما تمثله مباراة القمة أمام ميلان للجميع هنا. نحن سعداء وسنلعب بأفضل طريقة". وقال بيولي عن مواجهة إنتر "أحب ذلك. ستكون مواجهة صعبة وممتعة ورائعة في دوري الأبطال. قمنا بعمل جيد ولا نريد التوقف الآن". وكشف باولو مالديني المدير التقني لميلان أن أنشيلوتي، مدربه السابق بالنادي، أرسل له رسالة عقب التأهل لقبل النهائي قائلا "أراك في إسطنبول" حيث يلعب النهائي في يونيو المقبل. لكن لا يمكن اعتبار هذه النتائج نهضة جديدة للكرة الإيطالية، ولا يمكن ضمان وصول أندية شبه الجزيرة إلى أدوار متقدمة في مسابقات أوروبا بالموسم المقبل في ظل الصعوبات المالية، فجروح إيطاليا لم تلتئم بعد للغياب عن كأس العالم في قطر 2022 للمرة الثانية على التوالي بعد أشهر قليلة من التتويج ببطولة أوروبا الأخيرة.