يعرف الذكاء الإصطناعي بأنه قدرة الأنظمة على مجاراة الذكاء البشري في تنفيذ المهام المختلفة، إذ أنه أصبح في العقود الأخيرة أداة لاغنى عنها في القيام بالأعمال البشرية كالرد على العملاء وكذلك تقوم بكفاءة بالعمليات المعقدة. ومن خلال استخدام الذكاء الأصطناعي في العملية الإدارية فقد كان أداة أثبت فعاليته في الحد من الأخطاء البشرية وتقليل الهدر المالي وتبسيط العملية الإدارية في مختلف المجالات الوظيفية، فالمهام التي كانت تستغرق السنوات والأيام والكثير من الأوراق أصبحت تنهى في ظرف ثوانٍ ودقائق وغالبا بلا تدخل عنصر بشري وإنما بالإعتماد على الخوارزميات الرقمية التي تم برمجتها وفق ارشادات واضحة ومحددة لتنفيذ المهام الإدارية. ويعتبر الذكاء الاصطناعي وأدواته التنبئية أداة فاعلة في مكافحة الفساد، إذ أن الفساد يعتبر من التصرفات الخفية صعبة الاكتشاف فقد ساهم من خلال أتمتة العمليات الإدارية في مكافحة والحد من عمليات الرشوة والوساطة والابتزاز وسوء استخدام المنصب والموارد من خلال القيام بكافة العمليات الإدارية والتقليل من تدخل العنصر البشري، ويمكن استخدام تقنيات التعلم الآلي لتحديد الموظفين ذوي الأداء الضعيف والذين يميلون إلى ارتكاب الفساد، وبالتالي تحسين عمليات التوظيف والتدريب. يمكن لمتخذ القرار معرفة الانحرافات الإدارية وسرعة معالجتها حتى يمنع تفاقم المشكلات في الختام، فإن استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تقليل حصول الفساد الإداري وتحسين شفافية المؤسسات الحكومية. ولكن يجب العمل على تحسين الثقافة الإدارية والتوعية بأهمية النزاهة والشفافية في المؤسسات الحكومية لتحقيق نتائج أفضل في هذا الصدد وهذا ما نلمسه من خلال جهود هيئة الرقابة ومكافحة الفساد التي أصبحت مثالا يحتذى به في البلدان الأخرى.. والله الموفق