تتنوع مظاهر وعادات شهر رمضان المبارك من بلد إلى بلد آخر نستضيف اليوم سعادة السفير أحمد فاروق سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة ليحدثنا عن رمضان في مصر قديماّ وحديثاً فإلى الحوار: * ماذا بقي من ذكريات سنواتكم الأولى في الصيام؟ وكيف كانت أجواء رمضان في مصر قديماً؟ * ذكريات السنوات الأولى في رمضان أتذكر تجمّع العائلة للتحضير والإعداد لكل مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل عن طريق شراء الفوانيس وكانت وقتها تُضاء بالشموع وليس البطارية حيث كان لذلك شعور خاص وكذا شراء المأكولات والمشروبات الرمضانية كالياميش والكنافة والقطايف وقمر الدين حيث عادة لا تظهر هذه النوعيات إلا في رمضان كما كنّا نتجمع مع أبناء الجيران لتقديم الإفطار لأي عابر سبيل بل وكنا أيضا نساهم في إعداد الوجبات وخاصة الحلويات وكانت الأجواء الرمضانية في مصر بشكل عام تتميز بالاحتفالات والتجمعات ليس فقط بين العائلة ولكن بين الجيران والأصدقاء وأبناء الحي. * متى كان أول رمضان تصومونه خارج البلاد؟ * كان ذلك عام 1988م في روما عندما كنت أعمل ملحقا دبلوماسيا بالسفارة المصرية لدى الفاتيكان وأتذكر الإحساس بالغربة وعدم سماع صوت الآذان ولكن سرعان ما تبدد هذا الشعور بالوجود بين الجاليات العربية وخاصة الجالية المصرية التي نقلت أجواء رمضان إلى إيطاليا ولا يفوتني أن أذكر أصدقائي الأعزاء من السفارة السعودية في روما حيث لا تزال تربطني بهم علاقات صداقة ومودة وأخوّة حتى اليوم فقد كانوا يشاركوننا الاحتفال بشهر رمضان في جو من الأخوّة والمودة المعروفة بين الشعبين الشقيقين. * ما العادات والتقاليد المصرية خلال شهر رمضان المبارك؟ * لا شك أن لشهر رمضان أجواء وروح مختلفة عن باقي شهور العام من قبل قدوم الشهر الكريم تبدأ الاحتفالات والتجهيزات والاستعدادات فتجد الشوارع تزينت بزينة رمضان المبهجة وتلألأت بالفوانيس والإضاءات المرتبطة بهذا الشهر المبارك مع سماع الأهازيج الرمضانية الشعبية التي تبث البهجة والفرح والسرور وتجد الشوارع قد امتلأت بالناس الذي خرجوا لشراء لوازم شهر رمضان والكل في هذه الأيام يتبادل التهنئة والمعايدات التي لا تخلو من "خفة دم الشعب المصري" ويتم أيضا عقد دورات رمضانية لكرة القدم في الشوارع والأحياء السكنية قبل الإفطار كذلك من أشهر العادات هي انتظار جميع فئات المجتمع المصري لسماع مدفع الإفطار الذي ينطلق من قلعة صلاح الدين ليعلن موعد الإفطار وقت آذان المغرب ومن العادات المصرية ذلك في شهر رمضان تجمع الأصدقاء والعائلات في المناطق السياحية وارتياد المقاهي الشعبية مثل قهوة الفيشاوي وقهوة نجيب محفوظ وغيرها من أماكن التجمعات والخيم الرمضانية لتناول وجبات الإفطار والسحور معاً. * ما الأطباق الرمضانية المشهورة بها المائدة المصرية؟ * يعتبر المطبخ المصري مطبخا غنيا وله تاريخ خصوصا في شهر رمضان ويعتبر طبق الفلافل من الأطباق الشعبية وكذلك أشهر حساء محلي في مصر هو الملوخية وتعتبر من أفضل الأطعمة المفضلة بالإضافة إلى المأكولات البحرية وخاصة في المدن الساحلية ومن المأكولات الشهيرة أيضا المحاشي بأنواعها وخاصة ورق العنب وطاجن الكفتة وكذلك الحمام المحشي، أما بالنسبة للمشروبات الشعبية فهناك العرقسوس والخروب بالإضافة إلى المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة المحوّجة وغيرها. * ما الموقف أو الحدث المرتبط بشهر رمضان ولا زال عالقاً في ذهنكم سواءً على الصعيد الشخصي أو العام؟ * عندما كنا أطفال وقبيل السحور كانت طبلة (المسحراتي) مع صوته يثير بيننا مشاعر القلق والمسؤولية للصيام وكنا ننتظره في كل ليلة بشغف لسماع صوته وصوت الطبلة المميز. * يحظى العُمّار والزوّار خلال شهر رمضان المبارك منظومة خدمات متكاملة لتسهيل أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة واطمئنان، كيف يرى سعادتكم عناية حكومة المملكة بالحرمين الشريفين خصوصاً في هذا الشهر الكريم؟ * صدقت، كذلك تبذل المملكة العربية السعودية أقصى قدر من المرونة وتقديم الخدمات المتكاملة للتسهيل والتيسير على المعتمرين من خلال منظومة متكاملة على المواقع الإلكترونية وتقديم وجبات غذائية ومشروبات خلال شهر رمضان في الحرمين الشريفين فكل الشكر والتقدير لقيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على كل الجهد والرعاية التي يولونها لجموع المعتمرين.