لم يكن أمام الصين في البحث عن أقوى الشركاء ليس في إمدادات البترول السعودية بحسب، بل أيضا تعكف الصين على تعزيز الشراكة مع المملكة العربية السعودية في صناعات المصب للتكرير والكيميائيات والصناعات اللاحقة والتي تؤكد قوة ارتفاع الطلب على النفط الخام في أكبر مستورد ومستهلك للنفط، الصين. تلك الخطط عجلت ببدء أعمال البناء في مصفاة متكاملة ضخمة ومجمع بتروكيميائيات في شمال شرق الصين، تابع لعملاق الطاقة، أرامكو السعودية وشركاؤها، مجموعة "نورينكو" ومجموعة "بانجين" الصناعية. وتعمل شركة أرامكو هواجين للبتروكيميائيات، وهي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية (30%) ومجموعة "نورينكو" (51%) ومجموعة "بانجين" الصناعية (19%)، على تطوير مشروع مجمع جرينفيلد، الذي سيشمل مصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يوميًا، ومعمل للبتروكيميائيات بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 1.65 مليون طن متري من الإيثيلين و2 مليون طن متري من البارازايلين. ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء في الربع الثاني من عام 2023 بعد أن حصل المشروع على الموافقات الإدارية المطلوبة. ويُتوقع أن يتم تشغيله بالكامل بحلول عام 2026. وستورّد أرامكو السعودية ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من لقيم النفط الخام إلى المجمع الذي سيتم بناؤه في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ الصينية. من وجهة نظر أرامكو، قال النائب التنفيذي للرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد يحيى القحطاني: "سيدعم هذا المشروع المهم الطلب الصيني المتزايد على الوقود والمنتجات الكيميائية. كما أنه يمثل علامة فارقة في استراتيجيتنا للتوسع المستمر في الصين والمنطقة بشكل عام والتي تُعد محركًا مهمًا بشكل متزايد للطلب العالمي على البتروكيميائيات". من جهته، قال نائب المدير العام لمجموعة "نورينكو"، زو وينشاو: "تمثل هذه المصفاة الضخمة والمجمع البتروكيميائي مشروعًا رئيسًا لمجموعة نورينكو لتُسهم من خلاله في تنفيذ وتحقيق التنمية المشتركة عبر مبادرة (الحزام والطريق) المتميّزة، كما أنه يعزز إعادة الهيكلة الصناعية وقطاع النفط والبتروكيميائيات ليصبح أقوى وأفضل وأكبر. وسيؤدي المشروع دورًا مهمًا في تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والمملكة، وتحقيق التنمية والازدهار لكليهما". وقال رئيس مجلس إدارة ومجموعة"بانجين"، جيا فاي: "لهذا المشروع أهمية كبيرة بالنسبة إلى بانجين من أجل تشجيع زيادة المواد الكيميائية والمنتجات المتخصصة، وتعزيز التكامل بين صناعة التكرير والكيميائيات. وهو مشروع له رمزيته لبانجين حيث يسعى إلى تسريع عملية تطوير قاعدة وطنية مهمة لصناعة البتروكيميائيات والكيميائيات الدقيقة". والصين لم تكتف بتوجهاتها نحو تعزيز الشراكات السعودية إذ نجحت بجذب عملاق الطاقة، شركة أرامكو السعودية لتوسع وجودها في الصين ومكنتها من الاستحواذ على حصة 10% في رونغشنغ للبتروكيميائيات. وفي التفاصيل وقّعت أرامكو السعودية، إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالميًا في مجال الطاقة والكيميائيات، اتفاقيات نهائية للاستحواذ على حصة بنسبة 10% في شركة رونغشنغ للبتروكيميائيات المحدودة والمدرجة في بورصة شنجن ("رونغشنغ") مقابل 24.6 مليار يوان صيني (3.6 مليارات دولار أمريكي بأسعار الصرف الحالية)، في صفقة ستُسهم في زيادة توسيع وجودها بشكل كبير في أعمال التكرير والكيميائيات والتسويق في الصين. ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، ستعمل أرامكو السعودية على توريد 480 ألف برميل يوميًا من النفط الخام العربي إلى شركة جيجيانغ للنفط والبتروكيميائيات المحدودة ("جيجيانغ") التابعة لشركة رونغشنغ، بموجب اتفاقية مبيعات طويلة الأجل. وسوف تستحوذ شركة أرامكو لما وراء البحار، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، على الحصة في "رونغشنغ". ومن بين الأصول الأخرى، تستحوذ رونغشنغ حصة 51% في شركة جيجيانغ، والتي بدورها تمتلك وتدير أكبر مجمع متكامل للتكرير والكيميائيات في الصين بطاقة معالجة تبلغ 800 ألف برميل في اليوم من النفط الخام، وإنتاج 4.2 ملايين طن متري من الإيثيلين سنويًا. وتعليقًا على توقيع هذه الاتفاقيات، قال النائب التنفيذي للرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد يحيى القحطاني: "يؤكد هذا الإعلان التزام أرامكو السعودية طويل الأجل تجاه الصين وإيمانها بقوة قطاع البتروكيميائيات الصيني. وهي عملية استحواذ مهمة للشركة في سوقٍ رئيسة تعزز طموحاتنا في النمو والمضي قدمًا نحو استراتيجية تحويل السوائل إلى كيميائيات. كما أنها تُسهم أيضًا في تأمين إمداداتٍ موثوقة من النفط الخام لواحدة من أهم مصافي التكرير في الصين". وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة رونغشنغ، لي شويرونغ: "سيؤدي هذا التعاون الاستراتيجي إلى نقل صداقتنا طويلة الأمد وثقتنا المتبادلة إلى مستوى جديد، ويمهد الطريق لمستقبل مشرق من خلال تطوير رفيع المستوى لصناعة البتروكيميائيات في العالم. وأتوقع أن تُسهم مشاركة أرامكو السعودية بشكل كبير في مساعدة رونغشنغ على تنفيذ استراتيجية نمو البتروكيميائيات الخاصة بها". ويعزز هذا الاستثمار العلاقة المهمة بين أرامكو السعودية ورونغشنغ وجيجيانغ المشغلة لأحد الأصول الأكثر تطورًا في العالم لتحويل الكيميائيات. وتتضمن الصفقة بيعًا ثانويًا خارج البورصة لأسهم رونغشنغ من قبل المساهم الأكبر وهو مجموعة جيجيانغ رونغشنغ القابضة، مع إمكانية التعاون المستقبلي بين الأطراف في الأنشطة التجارية، والتكرير، وإنتاج المواد الكيميائية، وترخيص التقنية. ومن المتوقع إغلاق الصفقة بنهاية عام 2023، بعد أن تخضع للموافقات التنظيمية. يأتي ذلك في أعقاب الإعلان عن عزم مشروع أرامكو السعودية المشترك "أرامكو هواجين" بدء أعمال البناء في مصفاة متكاملة ضخمة ومجمع بتروكيميائيات في شمال شرق الصين في الربع الثاني من عام 2023. وستورّد أرامكو السعودية التي تمتلك 30% في "أرامكو هواجين"، ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من لقيم النفط الخام إلى المجمع. ومن خلال هذه الشراكة مع "رونغشنغ" ومشروع "أرامكو هواجين" المشترك، ستورّد أرامكو السعودية إجمالي 690 ألف برميل يوميًا من النفط الخام إلى مرافق التحويل العالي للكيميائيات.