تتزعم عملاقة الطاقة بالعالم، شركة أرامكو السعودية مشروعات النفط والغاز والبتروكيميائيات بالعالم، بينما من المتوقع أن يبدأ الشرق الأوسط 621 مشروعًا بين عامي 2023 و2027، وفقًا لبيانات شركة جلوبال داتا إنيرجي. ومن بين هذه المشروعات، ستكون مشروعات المنبع للتنقيب والإنتاج 81، بينما ينفذ 141 مشروعاً في المنبع اللاحقة "مدستريم"، فيما يبلغ عدد مشروعات المصافي عند 84، وستكون البتروكيميائيات هي الأعلى ب 315 مشروعًا. من المتوقع أن تقود مشروعات البناء الجديدة مشهد المشروعات القادمة في الشرق الأوسط، حيث تشكل حوالي 78 ٪ من إجمالي المشروعات عبر سلسلة القيمة، وتعتبر حصة مشروعات البناء الجديدة عالية بشكل خاص في قطاع البتروكيماويات حيث تمثل 60 ٪ من إجمالي مشروعات البناء الجديدة عبر سلسلة القيمة، من ناحية أخرى، تهيمن مشروعات التوسعة على قطاع التكرير (المصافي) بنسبة 43 ٪. في الشرق الأوسط، تم التخطيط لأكثر من نصف المشروعات في مرحلتي الإنشاء والتشغيل، ومن المرجح أن تبدأ عملياتها خلال فترة التوقعات 2023 - 2027، حوالي 34 ٪ من المشروعات في مراحل التخطيط والباقي تمت الموافقة عليها أو بانتظار الموافقة، ومن بين الدول، تقود إيران مشهد المشروعات القادمة في الشرق الأوسط، حيث تمثل 45 ٪ من المشروعات المتوقع أن تبدأ عملياتها بحلول عام 2027. إلا أن عملاقة الطاقة بالعالم شركة أرامكو السعودية تقود مشروعات النفط والغاز والبتروكيميائيات والطاقة المتجددة، فيما تعكف الشركة على مواصلة تعزيز طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز والبتروكيميائيات، فضلًا عن محفظتها في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، لتلبية الطلب المتوقع في المستقبل. واعتبر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين بن حسن الناصر، العام 2022 علامة فارقة في تاريخ الشركة الحافل على الصعيدين المالي والتشغيلي واتخاذ خطوات كبيرة نحو المستقبل. وقال "بفضل الله حققت أرامكو السعودية أداءً ماليًا قياسيًا في العام 2022، حيث تعززت أسعار النفط الخام العالمية مقارنة بالعام السابق. وفي الوقت نفسه، نستمر في إستراتيجيتنا طويلة الأجل، التي تركز على التوسع في استثمارات الطاقة حيث نتوقع أن يظل النفط والغاز مصدرين ضروريين في المستقبل المنظور، مع زيادة الطلب على الطاقة والمواد الكيميائية". إلا أن الناصر لم يغفل مخاطر نقص الاستثمار العالمي في قطاع الطاقة والتي لوحظت في 2022، والتي كانت بالفعل حقيقية وأسهمت في ارتفاع أسعار الطاقة وعدم استقرار الأسواق، وبكون أرامكو جزءًا من منظومة الحلول العالمية للطاقة، فقد شرعت الشركة في أكبر برنامج إنفاق استثماري في تاريخها، إذ ارتفعت نفقاتها على المشروعات الرأسمالية في العام الماضي بنسبة 18.0 % لتصل إلى 141.2 مليار ريال (37.6 مليار دولار). بينما تشدد أرامكو السعودية التركيز الذي لا ينصبّ على التوسّع في إنتاج النفط والغاز والكيميائيات فحسب، بل أيضًا على الاستثمار في تقنيات جديدة للاستدامة وخفض الكربون مع إمكانية تحقيق مستويات أدنى من الانبعاثات سواء في أعمال الشركة أو لدى المستخدمين النهائيين لمنتجاتها. وضخت أرامكو في النفقات الرأسمالية في العام 2022 ما مقداره 141.2 مليار ريال (37.6 مليار دولار)، بزيادة قدرها 18.0 % عن عام 2021، وتتوقع أرامكو السعودية أن تتراوح النفقات الرأسمالية لعام 2023 ما بين حوالي 168.8 مليار ريال (45.0 مليار دولار) إلى 206.3 مليار ريال (55.0 مليار دولار)، بما في ذلك الاستثمارات الخارجية، مع زيادة هذه النفقات حتى منتصف العقد الجاري تقريبًا. وأكملت أرامكو السعودية أيضًا صفقة للبنية التحتية في مجال الطاقة في فبراير 2022 أدّت إلى استحواذ ائتلاف مستثمرين، بقيادة بلاك روك للأصول الثابتة وشركة حصانة الاستثمارية، على حصة 49 % في ملكية شركة تابعة تم تأسيسها حديثًا، وهي شركة أرامكو لإمداد الغاز، مقابل 58.1 مليار ريال (15.5 مليار دولار). وحول أهم المنجزات التشغيلية للعام الماضي، بلغ متوسط إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، تشمل 11.5 مليون برميل في اليوم من المواد السائلة، وواصلت الشركة سجلها القوي في موثوقية الإمدادات من خلال تسليم النفط الخام والمنتجات الأخرى، بنسبة موثوقية عالية بلغت 99.9 %، وهو العام الثالث على التوالي الذي تحقق فيه الشركة هذا المستوى من الموثوقية. ويواصل قطاع التنقيب والإنتاج تنفيذ خطط النمو الرامية إلى تعزيز إنتاجية مكامن المملكة على المدى الطويل، ويمضي قدمًا في تنفيذ توجيهات الحكومة بزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لأرامكو السعودية من النفط الخام إلى 13.0 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027. وأحرزت الشركة تقدمًا في الأعمال الإنشائية والهندسية ضمن برنامج زيادة الإنتاج في حقلي مرجان والبري، ومن المتوقع أن يضيف مشروع حقل مرجان طاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل في اليوم، وأن يضيف مشروع حقل البري 250 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2025. ولا تزال زيادة النفط الخام في حقل الظلوف في المرحلة الهندسية، ومن المتوقع أن يُسهم حال إنجازه في توفير مرفق مركزي لمعالجة كمية إجمالية تبلغ 600 ألف برميل في اليوم من النفط الخام من حقل الظلوف بحلول عام 2026. كما تتواصل أعمال الإنشاء في مشروع تطوير حقل الدمام، والذي من المتوقع أن يضيف 25 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2024، و50 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2027. وبدأت مشروعات ضغط الغاز في الحوية وحرض أنشطتها، ومن المتوقع الوصول إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة خلال العام 2023. وبلغت الشركة مراحل متقدمة من الأعمال الإنشائية لمشروع تخزين الغاز في مكمن الحويةعنيزة، وهو أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي في باطن الأرض، حيث شرعت في أنشطة الحقن. وتم تصميم البرنامج لتوفير ما يصل إلى 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي ليتم ضخها في شبكة الغاز الرئيسة بحلول عام 2024. واتخذت أرامكو السعودية قرارًا استثماريًا نهائيًا بالمشاركة في تطوير مجمع متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في شمال شرق الصين. ويمثل المشروع فرصة للشركة لتوريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل في اليوم من لقيم النفط الخام للمجمع. وتخضع الصفقة لشروط إغلاق معينة، بما في ذلك الموافقات النظامية. ووقّعت أرامكو السعودية في أغسطس، اتفاقية شراء للاستحواذ على حقوق ملكية فالفولين للمنتجات العالمية (فالفولين غلوبال برودكتس) بقيمة 9.9 مليار ريال (2.65 مليار دولار). وسيُكمل هذا الاستحواذ الإستراتيجي الذي أُغلق في مارس 2023، مجموعة منتجات زيوت التشحيم ذات العلامات التجارية المتميّزة لأرامكو السعودية، ويعزز قدراتها العالمية في إنتاج زيوت الأساس، ويوسع أنشطة البحث والتطوير الخاصة بالشركة، والاستفادة من شراكاتها مع شركات تصنيع المعدات الأصلية. ونجحت أرامكو السعودية في نوفمبر، في إغلاق ثلاث صفقات مع شركة "بي. كي. إن. أورلن" البولندية العاملة في مجالي التكرير وبيع الوقود بالتجزئة، مما أدّى إلى توسيع وجود أرامكو السعودية في قطاع التكرير الأوروبي. وكجزء من الصفقة، حصلت الشركة على حصة نسبتها 30% في مصفاة جدانسك التي تبلغ طاقتها التكريرية 210 آلاف برميل في اليوم، إضافةً إلى ملكية بنسبة 100% في شركة بيع الجملة المرتبطة بها، وحصة بنسبة 50% في مشروع مشترك لتسويق وقود الطائرات. واتخذت أرامكو السعودية وشركة توتال إنيرجيز قرارًا استثماريًا نهائيًا في ديسمبر لإنشاء مجمع بتروكيميائيات كبير في المملكة. وسيعمل المجمع على تمكين مصفاة ساتورب الحالية من تعزيز إستراتيجية أرامكو السعودية لتحويل السوائل إلى كيميائيات. ويخضع قرار الاستثمار لشروط وموافقات إنهاء الصفقة المعمول بها. وفي أكتوبر، أنشأت أرامكو السعودية صندوقًا للاستدامة بقيمة 5.6 مليارات ريال (1.5 مليار دولار) للاستثمار في التقنية التي يمكن أن تدعم تحولًا مستقرًا وشاملًا للطاقة. ويخطط الصندوق للاستثمار في التقنيات التي تدعم طموح أرامكو السعودية المُعلن بالوصول إلى الحياد الصفري في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في النطاقين (1 و2) عبر موجوداتها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050، بالإضافة إلى تطوير أنواع وقود جديدة منخفضة الكربون. وفي نوفمبر، تم توقيع اتفاقية تطوير مشتركة بين أرامكو السعودية ووزارة الطاقة لإنشاء أحد أكبر مراكز احتجاز الكربون وتخزينه المخطط لها على مستوى العالم في المملكة بمدينة الجبيل، بسعة تخزين تصل إلى 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول العام 2027.