استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في قصر اليمامة بالرياض سماحة مفتي عام المملكة وأصحاب السمو الأمراء، وأصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء وجمعاً من الأهالي، الذين قدموا للسلام على سمو ولي العهد -حفظه الله- والتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك. وقد بادلهم سمو ولي العهد التهنئة بالشهر الفضيل، سائلا الله أن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم، وأن يديم على وطننا الغالي أمنه واستقراره بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وفي الاستقبال برز مشهد يعكس تقدير العلماء وتصدر مواقع التواصل عندما قبّل سمو ولي العهد رأس سماحة المفتي العام خلال استقباله المهنئين بشهر رمضان في خطوة غير مستغربة، وهو الإرث للذي حمله سموه أبا عن جد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان يؤكد على الدوام أنّ الاهتمام بالعلم والعلماء محل اهتمامه وحرصه الشخصي، إيمانًا منه بأنه الأساس للتطور والرقي، والسبيل إلى الوصول لمصاف الدول المتقدمة. والمتأمل لمنهج محمد بن سلمان في احترام وتقدير العلماء يدرك الأثر الكبير للتربية العميقة التي تلقاها عبر حياته من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكيف كان يحترم ويجل العلماء والمشايخ، وكيف كان يستقبلهم ويزورهم ويستشيرهم؛ فهم أهل الحكمة والعلم والخبرة، وما محمد بن سلمان إلاّ نتاج لتلك التربية الفريدة والصالحة؛ فقد لحظنا في لفتة تدل على احترام العلماء وتقديرهم. بمثل هذه الروح السامية والأخلاق الفاضلة نستلهم القدوات بشخصيتها المميزة في التعامل مع العلماء ومع الناس، تلك الشخصيات التي تصنع مستقبل البلاد، المستقبل الماديّ والتنموي، وكذلك المستقبل الأخلاقي والاجتماعي، فرأينا زياراته لكبار العلماء في الماضي، وكم وكيف التقدير لهم، فكانوا يسعدون به، وبما يعمله، ويدعمون جميع تطلعاته، فهم يعرفون أنه هذا الأمير الشاب هو امتداد للملك الإنسان سلمان خادم الحرمين الشريفين، والسائر على خطى جده الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، بكل معاني المصداقية والوعي، والتجدد، المفيد للأمة الإسلامية. ويجسد لقاء ولي العهد بالعلماء والمواطنين قوة التلاحم والتعاضد والوفاء والولاء بين قيادة رشيدة وشعب كريم، ويعكس الاهتمام والعناية الفائقة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالعلماء والمواطنين في كافة أرجاء الوطن، وهذه المكانة أصبحت نهجاً يسير عليه الجميع، وتتوارثه الأجيال، ليؤكّد أن العلماء والمشايخ لهم النصيب الأكبر من اهتمام القيادة وحرصهم على غرس هذه المكانة في نفوس الجميع. وهذه البلاد أسست على أساس متين فدستورها كتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذلك فإن اهتمام الدولة بالعلم والعلماء هو نتاج هذا الأساس القويم فمن البدايات اهتمت الدولة بالعلماء وبنشر التعليم وتوضح النهج الراسخ للمملكة في سيرها على نهج الكتاب والسنة دون تعصب مذهبي، كما توضح منهجها الراسخ في محاربة التطرف والإرهاب، حيث إن المملكة -بتوفيق الله- كانت الرائدة بين دول العالم في اقتلاع جذوره، وتتبع رموزه؛ وشعب المملكة وقف صفًا واحدًا خلف قيادته التي تعمل ليل نهار لتكون المملكة في مصافّ الدول الأولى في العالم.