اختلف مفهوم التصميم الداخلي عن السابق حيث كان يعتقد أنه يقتصر على الشكل والنواحي الجمالية فقط، مثل تنسيق ألوان الأثاث والأعمال الجبسية وقطع الإكسسوارات وغيرها. ومازال الكثير يجهل ما التصميم الداخلي وما أهمية دوره وتكلفته ومن أين يبدأ؟ وما أبعاد تأثيراته على نجاح نمط حياة الإنسان؟! ويمكن تعريف التصميم الداخلي بأنه تخصص يجمع بين (العلم والفن) فهو يعمل على دراسة وتخطيط المساحات الداخلية لخلق بيئة آمنة (صحياً ونفسياً) تمكن الإنسان من التعايش داخل المكان بتحقيق متطلباته بتصاميم (عملية ووظيفية وجمالية) بخطوط التصميم والطراز المرغوب (تراثي، كلاسيك، neoclassic، modern contemporary) وبمواد صديقة للبيئة وبألوان ذات تأثيرات إيجابية وبحدود الميزانية المرصودة. ويعتبر تخصص التصميم الداخلي من أهم التخصصات الهندسية حيث يعمل المصمم الداخلي المحترف على تلبية كل متطلبات الإنسان من أول خطوة يخطوها داخل المبنى، حيث يعتمد على دراسة معلومات تخص العميل lifestyle questionnaire مثل نمط حياتهم وعدد أفراد الأسرة وكل متطلباتهم الشخصية وغيرها. ودراسة المخططات المعمارية والإنشائية لأهمية معرفة موقع المنزل واتجاهاته ومساحته ومساحة الفراغات الداخلية وغيرها، لعمل التصاميم الداخلية وتحقيق المتطلبات انطلاقاً من مرحلة البناء (مخطط، عظم، ترميم). وبداية عمل المصمم الداخلي يفترض أن يكون مع المصمم المعماري والمهندس الإنشائي أي في المراحل الأولى كفريق عمل واحد للخروج بعمل إبداعي متكامل، فمسح خط على المخطط أفضل من هدم حائط بعد البناء! وبناء على الأسس ومفاهيم التصميم الداخلي وجميع المعطيات يكون لدى المصمم الداخلي الإمكانية في توظيف المساحات الداخلية بتصاميم مبتكرة توفر الطاقة والتكلفة، مثل خلق جلسات صيفية وشتوية وحدائق داخلية وخارجية وroof garden والاستفادة من الطاقة الطبيعية (أشعة الشمس والتهوية الطبيعية) وتوظيفها بالشكل الصحيح والتمكن من معرفة خيارات مواد التشطيبات، أنواع الإنارة LED، وأبعاد تأثيرات الألوان الإيجابية والسلبية على نفسية الإنسان بتصاميم إبداعية. وفي ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين عراب رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى رفع جودة الحياة فإنه حان الوقت للارتقاء بمفهوم التصميم الداخلي وأهمية دوره في تحقيق رؤية المملكة ومعرفة إمكانياته ومساهمة أبناء وبنات الوطن مهندسين ومصممين (تخصص تصميم داخلي) بالمشاريع التنموية بتصاميم اقتصادية مستدامة صديقة للبيئة تحافظ على جمال تراثنا في مناطق المملكة، متمنين لوطننا الغالي مزيداً من النماء والعطاء والازدهار. * مهندسة تصميم داخلي وعضو مشارك في الهيئة السعودية للمهندسين