ابتهج وسُرّ الوطن والمواطن السعودي النبيل والقيادة الحكيمة بصدور الأمر الملكي الحكيم بتاريخ 09 /08 /1444ه لمولاي قائد بلادنا المباركة وراعي نهضتها الحديثة والشاملة والدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –أيده الله–، بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً ومناسبة وطنية عزيزة على قلوبنا باسم (يوم العلم)، حيث أقر جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه– العلم الوطني السعودي بشكله الحالي في ذات اليوم (11 مارس) من عام 1937م. ويأتي ذلك انطلاقاً من مكانة ومنزلة العلم الوطني السعودي الممتدة منذ تاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1139ه الموافق 1727م على يد الإمام الحاكم محمد بن سعود –رحمه الله تعالى–، وإلى ما يحمله من قيم ودلالات ورموز متعددة، إذ كان وسيبقى العلم الوطني السعودي خفاقاً ومرفرفاً وشاهداً على حملات توحيد وطننا الغالي التي قادها حكام الدولة السعودية ومن ناصرهم –رحمهم الله– من أجل نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة وتوسيع نفوذ الحكم وتوحيد البلاد تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي بُنيت عليها ركائز مملكتنا الغالية، وامتداداً للتاريخ الإسلامي. إن تخصيص هذا اليوم بيوم العلم هو تتويج للجهود الوطنية المباركة والاستثنائية لسمو سيدي ولي العهد الأمير الهمام محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي استشرف ضرورة الاحتفاء بهذا اليوم العزيز على أفئدتنا باعتباره أصلاً في غاية الأهمية في تعزيز وإبراز الولاء والانتماء للهوية الوطنية السعودية، ومصدر فخر واعتزاز للمواطن السعودي الكريم. تبرز مكانة وقيمة وقوة العلم الوطني السعودي باحتوائه على شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي تتوسطه مكتوبةً بخط الثلث باللون الأبيض على خلفية خضراء، إذ ترمز إلى رسالة السلام والعطاء والتسامح والوئام والإسلام الخالدة التي بُعث بها خير البرية رسولنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم للأمة جمعاء، وهي ذات الرسالة التي تأسست عليها هذه الدولة المباركة، واستمدت تطبيق أحكامها منها فضلاً عن وجود شكل سيف مسلول باللون الأبيض متوسطاً تحت شهادة التوحيد تتجه قبضته نحو سارية العلم لترمز بذلك إلى الأنفة وعلو الحكمة، والمكانة والعدل والقوة. وحرصاً على سلامة الاستخدام الأمثل للعلم الوطني بما يليق بمكانته فقد تم وضع أنظمة تحدد شكله وأبعاده وآداب رفعه، وأصول استخداماته المختلفة، ومواصفاته القياسية. لقد أسبغ المنعم الكريم على وطننا الغالي نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ منها توفيق الله وهدايته إلى أن تكون راية التوحيد علماً للوطن ورايةً للأمة بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، وراية للعز، وعلماً استثنائياً شامخاً في العليا لا يُنكس أبداً وهو ما يُميزه عن بقية الأعلام الوطنية بأنه العلم الوحيد من بين أعلام دول العالم الذي لا يُنكس أو يُنزل إلى منتصف سارية العلم في أي حدث كان، ولا يُحنى في أي مناسبة كانت؛ لتصبح بذلك تلك الراية الشامخة رمزاً للإباء والقوة ورمزاً لسيادة المملكة العربية السعودية. وقد احتفلنا جميعاً بهذه المناسبة الوطنية العزيزة حيث تتجسد فيها مشاعر الوئام والسلام والوحدة الوطنية والانتماء الوطني، ومناسبة نظهر فيها اعتزازنا بمتانة أواصر وقيم الارتباط النبيلة والصادقة بين المواطن وولاة الأمر والولاء لهم. نسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه، وأن يديم على وطننا الغالي الأمن والأمان، والرخاء، والازدهار، والتطور.