«المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال» خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «المرأة السعوديّة تعيش اليوم حياة تمكين غير مسبوقة، فقد عملنا على تمكينها في مجالي العمل والأحوال الشخصيّة، وباتت اليوم شريكًا فعلياً للرجل في تنمية وطننا من دون تفرقة» ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود شاركت المملكة منظومة دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف ال 8 من مارس الحالي؛ تأكيداً على دورها في تحقيق التنمية وصناعة الحضارة البشرية وتذكيراً بإنجازاتها وحضورها في المحافل والفعاليات، وتميزها في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ التي مثلت من خلالها الوطن داخلياً وخارجياً. وحظيت المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بتمكينها من العمل والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن وتحقيق أهداف وتطلعات رؤية السعودية 2030، واستحداث الأنظمة التي كفلت حصولها على حقوقها، وإجراء تعديلات واسعة على عدد من الأنظمة واللوائح؛ بما يحمي حقوقها ويعزز حضورها في المجتمع؛ مستمدة ذلك من الحقوق التي كفلتها لها الشريعة السمحة والمبادئ والأنظمة والاتفاقيات والمعاهدات، التي تضمن لها حياة كريمة وفرصا متساوية. الثقة بالمرأة وكان لهذا التمكين دور في بناء الثقة بالمرأة السعودية، حيث تسارع حضورها في المجتمع وإسهاماتها المستمرة ومنافستها في كل الجوانب العملية والعلمية، ما انعكس على حضورها المشرف في المحافل المحلية والدولية، وجعلها تخطو خطوات تاريخية متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة، ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية والمشاركة في بناء الوطن، والإسهام في مختلف أوجه الحراك التنموي. وما زالت "المرأة السعودية" تسهم بفعالية في دفع عجلة التنمية من خلال العمل التطوعي، فرؤية السعودية 2030 لم تغفل هذا الجانب بل جعلته جانبًا مهمًا في التطوير ينبع من إدراك عميق للقيادة الرشيدة بأهمية العمل التطوعي ودوره في بناء المستقبل، ووفرت له مناخاً إيجابياً ليساعد على نموه، وصولاً بعدد المتطوعين من 11 ألفا إلى مليون متطوع ومتطوعة عام 2030م. وبالنظر لمكانة المرأة السعودية ودورها التنموي والرئيس في خدمة المجتمع؛ فقد اختصت بأولويات رؤيتها المستقبلية وركزت مستهدفاتها على مشاركتها الكاملة اجتماعياً في تنمية المجتمع وتطوره، كون التنمية والبناء الاجتماعي لا يكتمل إلاّ بمشاركة المرأة من خلال دعمها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها كتوجه استراتيجي، بالإضافة إلى الإيمان برؤيتها الطموحة وتنمية مواهبها، واستثمار طاقاتها وتوفير مناخ يتلاءم معها وتقديم خدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية. السعوديات في الأممالمتحدة وتشارك المملكة في أعمال الدورة 67 للجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع المرأة CSW التي تنعقد في نيويورك خلال الفترة من 6 إلى 17 مارس 2023م بوفد تترأسه الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة الدكتورة ميمونة بنت خليل آل خليل، لبحث موضوع "الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي لتحقيق المساواة وتمكين جميع النساء والفتيات" واستعراض موضوع أعمال الدورة 62 "التحديات والفرص في تحقيق المساواة وتمكين النساء والفتيات في الريف". ويضم الوفد المشارك الدكتورة لانا بنت سعيد، والعنود الحنيوي ممثلتين عن مجلس شؤون الأسرة، وشروق القويعي ممثلة عن وزارة الخارجية، والمستشارة الدكتورة مها الضاحي ممثلة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، والدكتورة هيا المقوشي ممثلة عن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وفرح أبا الخيل ممثلة عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والدكتورة فاطمة باعثمان ممثلة عن القطاع غير الربحي، وضحى بديوي ممثلة عن فئة الشباب من مشروع سلام للتواصل الحضاري. اجتماعات CSW67 وتأتي مشاركة وفد المملكة في اجتماعات CSW67 لتؤكد مكانة المملكة ودورها الريادي في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، والتزامها بتحقيق المساواة التكاملية وضمان تكافؤ فرص إسهامهم في مسيرة التحول الرقمي، عبر استعراض الجهود والمنجزات الوطنية الرائدة والنوعيّة في القطاع، ومن أبرزها تسليط الضوء على مبادرة تمكين المرأة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ومبادرة سمو ولي العهد الدولية لتمكين المرأة في الأمن السيبراني، وإبراز جهود القطاع غير الربحي الممكّنة في مجالات التغيّر التكنولوجي، بالإضافة إلى استعراض حزمة المبادرات والبرامج التي أطلقتها المملكة لتعزيز إسهام المرأة في التنمية الريفية في إطار مناقشة ما حققته الدول في موضوع أعمال الدورة 62 لعام 2018. أهداف التنمية وأوضحت الدكتورة ميمونة آل خليل أن هذا الملتقى الأممي يعد فرصة لاستعراض ما تحقق من منجزات على صعيد تمكين المرأة في المملكة ضمن سياقات أهداف التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030، ومشاركة المجتمع الدولي للتقدم المحرز فيما يتعلق بموضوع النقاش لهذا العام وهو الابتكار والتغيير التكنولوجي، مشيرةً إلى أن وفد المملكة المشارك سيسلط الضوء على دور مبادرات المملكة في تعزيز فرص المرأة ومشاركتها الفاعلة في مسيرة التحول الرقمي على الصعيدين المحلي والدولي، التي تنطلق من إيمان المملكة الراسخ بأهمية تمكين المرأة في المجالات كافة . وتنظم المملكة على هامش أعمال الدورة فعالية بعنوان "التحول الرقمي والابتكار من الشمولية إلى الاستدامة" تزامنًا مع يوم المرأة العالمي، لمشاركة تجربة المملكة في تمكين المرأة في الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي، وتجربة القطاع غير الربحي في توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم المرأة، إلى جانب تمكين الشباب السعودي من قيادة التحول الرقمي. دور مهم وبهذه المناسبة أكّد رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد بن عبدالرحمن الفاخري بأن هذا اليوم مناسبة مهمة لاستعراض الإصلاحات والممكنات الهادفة لتعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من خلال عدة مبادرات وبرامج ساهمت في تمكين القيادات النسائية في مواقع اتخاذ القرار كتعزيز دور المرأة القيادي وتحقيق التوازن بين الجنسين في أنظمة العمل وتوحيد سن التقاعد للجنسين، ومنع التمييز بين الجنسين من حيث الأجور ونوع الوظيفة ومجالها وساعات العمل فيها، بالإضافة لتمكين المرأة من ممارسة الأعمال التجارية دون الحصول على موافقة مسبقة وغيرها من الممكنات الهادفة لدعم حقوق المرأة وتعزيزها. وقال إن رؤية المملكة 2030 أسهمت في تعزيز مكانة المرأة ودعم حقوقها من خلال تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكينها على الصعيد الوطني والدولي، الأمر الذي أتاح للمرأة أداء دور مهم في التنمية. كما أشار رئيس الجمعية إلى أن الأنظمة السارية في المملكة كنظام الحماية من الإيذاء ونظام الأحوال الشخصية ونظام العمل ونظام التحرش وغيرها ساهمت في توفير مزيد من الضمانات للمرأة على أرض الواقع. واختتم رئيس الجمعية تصريحه أن من الضروري تكثيف البرامج التوعوية بحقوق المرأة وفق ما نصت عليه الأنظمة بما يساهم في تمكينها من معرفة ما لها من حقوق كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة السارية في المملكة، بالإضافة إلى أهمية رفع وعي المجتمع بهذه الحقوق لاحترامها وعدم المساس بها.