ورد لهذه العيادة العديد من الاستفسارات عن ماهية وجود فقاعات في البول، أي البول المحتوي على رغوة (البول الرغوي) وهل يجب القلق من هذه الحالة أو أنها طبيعية، وللإجابة على هذا السؤال رأينا أن تكون هذه العيادة الصحفية خاصة للحديث عن هذه المشكلة المتكررة. وكما قد تم شرحه سابقا في هذه العيادة الصحفية للإخوة والأخوات متابعي هذه العيادة أن البول هو سائل يتم إنتاجه بواسطة الكليتين، وهو يتكون من الماء بالإضافة إلى مواد أخرى سامة. وإنتاج البول هو الوسيلة التي يستخدمها الجسم للتخلص من المواد القابلة للذوبان غير المرغوب فيها ومن ثم طردها خارج الجسم. ومن المحتمل أن يكون البول رغوياً كنتيجة لتفاعله مع مواد التنظيف الخاصة بالمراحيض. ويمكنك تحديد ما إذا كان سبب ظهور الفقاعات في البول فسيولوجياً أو نتيجة التفاعل مع المنظفات، عن طريق التبول داخل عبوة معقمة وملاحظة ما إذا كان البول يحتوي على فقاعات أم لا. ففي حال كان الأمر نتيجة التفاعل مع المنظفات ستختفي الرغاوي والفقاعات، أما إذا كانت لا تزال الفقاعات واضحة فالأمر قد يتطلب إجراء المزيد من التحاليل. الأسباب الطبيعية لظهور الفقاعات في البول: الجفاف البسيط يحدث الجفاف البسيط عندما يتم حرمان الجسم من الحصول على كمية كافية من الماء. وتشمل أعراض الجفاف: الصداع، الشعور بالتعب، قلة البول، جفاف الفم، والبول الرغوي. حيث يؤدي الجفاف إلى تركيز البول، وعادة ما تظهر الفقاعات في البول المركز. ويمكن تقليل الفقاعات الموجودة في البول عن طريق تناول كمية كافية من الماء. ونظراً لأن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، عليهم التأكد من حصولهم على كمية كافية من الماء. فمستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم، تجعل الجسم يتخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق البول وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة إدرار البول. وهذا بدوره يعني أن الجسم يفقد الماء بسبب تكرار التبول وبالتالي الإصابة بالجفاف. وبغض النظر عن فقاعات البول والجفاف البسيط، فإن الأشخاص الذين يعانون من السكري عرضة للشعور بالعطش وكثرة التبول. الحمل عند النساء من الطبيعي رؤية الفقاعات في البول أثناء فترة الحمل. ويعود السبب في ذلك إلى تضخم الكلى لدى بعض النساء الحوامل. هذا التضخم من شأنه أن يؤدي إلى وجود الفقاعات في البول. علاوة على ذلك، فإن الكلى أثناء فترة الحمل قد تعمل أيضاً على فلترة كميات أكبر من الأحماض الأمينية. وعندما تزيد كمية الأحماض الأمينية عن قدرة الأنابيب الكلوية على امتصاصها، قد يتسرب البروتين إلى البول، وتواجد البروتين في البول قد يؤدي أيضاً إلى ظهور الفقاعات. من ناحية أخرى، فإن تواجد الفقاعات في البول قد يكون مؤشراً على الإصابة بتسمم الحمل، إذ أن هذه الحالة المرضية تؤدي إلى تواجد البروتين في البول ومن ثم تكون الفقاعات. ومن أعراض تسمم الحمل الأخرى: ارتفاع مستوى ضغط الدم، بالإضافة إلى تورم الوجه، اليدين والقدمين. وتتطلب هذه الحالة الحصول على الرعاية الطبية دون تأخير. التبول باندفاع وبشكل سريع عندما يتبول الإنسان باندفاع وبشكل سريع، يُحبس الهواء في البول، وهو ما يؤدي إلى ما يُعرف باسم البول الرغوي. هذا الأمر أيضاً شائع عند التبول في الصباح. فبول الصباح يكون مركزاً بشكل كبير وبالتالي يقوم بتكوين الفقاعات. هذا الأمر لا يستدعي القلق، إلا إذا كانت الفقاعات تظهر بشكل متكرر وفي معظم الأحيان. الطمث من الطبيعي بالنسبة للنساء رؤية الفقاعات في البول خلال أول يومين من نزول الدورة الشهرية، ويعود السبب في ذلك إلى الجفاف. هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مصدراً للقلق وينصح فقط بتناول كمية كافية من المياه. السائل المنوي أحيانا تتواجد كمية من السائل المنوي في الأحليل والمثانة بعد القذف تسمى القذف الراجع خاصة عند الرجال المصابين بالسكري أو نتيجة لاستخدام أنواع معينة من الأدوية، وعند التبول قد يختلط هذا السائل بالبول ويؤدي إلى تواجد رغوة البول. الأسباب غير الطبيعية لظهور الفقاعات في البول في بعض الأحيان، قد تكون فقاعات البول مؤشراً على العديد من الاضطرابات والمشاكل الصحية مثل أمراض الكلى والتهابات المسالك البولية. وفيما يلي سرد لبعض الحالات التي يمكن أن تسبب البول الرغوي: البيلة البروتينية تحدث هذه المشكلة بسبب وجود كميات غير طبيعية من البروتين في البول. وهي أحد المؤشرات على الإصابة بأمراض الكلى، لأن تلف الكلى يسمح بمرور البروتين من الدم إلى البول. كما يمكن أن تعود هذه الحالة أيضاً إلى تناول الكثير من الأطعمة البروتينية أو إنتاج الكثير من البروتين في الجسم. تجدر الإشارة إلى أن من يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم أو السكرى أكثر عرضة لرؤية الفقاعات في البول. علاوة على ذلك فإن الأشخاص ممن تجاوزوا ال65 من عمرهم، والأشخاص الذين يعانون من البدانة وكذلك من يعانون من أمراض الكلى الوراثية أكثر عرضة للإصابة بالبيلة البروتينية، كما يمكن للسموم، الأدوية، اضطرابات جهاز المناعة والالتهابات أن تؤدي أيضاً للإصابة بالبيلة البروتينية التهابات المسالك البولية عادة ما تصيب هذه التهابات النساء بشكل أكبر من الرجال. وهي ناتجة في الغالب عن البكتيريا الموجودة في المثانة أو مجرى البول. وفي حال لم يتم معالجتها في الوقت المناسب، يمكن أن تنتقل هذه البكتيريا إلى الكلى. وتشمل أعراض الإصابة بالتهابات المسالك البولية العليا (الكلى): الحمى، الإلحاح البولي (الحاجة الملحة والمتكررة للتبول)، عسر البول، آلام البطن، إفرازات صفراء أو خضراء اللون، رائحة بول كريهة، وآثار دماء في البول. الناسور القولوني المثاني يشير الناسور القولوني المثاني إلى وجود اتصال غير طبيعي بين القولون والمثانة. وهو أكثر شيوعاً لدى الرجال عن النساء بنسبة 1:3 ونتيجة لوجود هذا الاتصال بين المثانة والقولون فإن الغازات الموجودة عادة في القولون يمكن أن تصل إلى تجويف المثانة ومن ثم خروجها مع البول على شكل فقاعات. هذه الفقاعات قد تكون مؤشراً لعدد من الأمراض التي تسبب هذا الاتصال، مثل مرض كرون أو الإصابة بالأورام.