يستمر الهلال في تحقيق الانتصارات وهذا يؤكد على التطور الملحوظ للكرة السعودية على مستوى الأندية والمنتخبات وجودة اللاعبين وخاصة في اختيار لاعبين محترفين ذي قيمة عالية. في الحقيقة أن الهلال بخبرته في الآسيوية المتراكمة ستكون الكفة من صالحة عند ملاقاته الدحيل القطري في ظل السيطرة كاملة والتوازن الفني والتفوق في الشوط الثاني الذي قدمه كتيبة الزعيم في مباراة فولاذ الإيراني وهذا يعني أنه سيعيدنا إلى الذكريات المرة والحلوة مع اوراوا الياباني في نهائي مكرر لنسخة 2017 و2019، حيث خسر الهلال في مرة وفاز في الثانية. حظوظ الهلال كبيرة في التتويج باللقب القاري من واقع الخبرة الكبيرة التي اكتسبها اللاعبون خلال السنوات الأخيرة في دوري الأبطال ومشاركة معظم لاعبيه في مونديال قطر 2022، فبطل آسيا 2022 حقق اللقب مرتين في ثلاث أعوام، وقدم لاعبيه أداء مبهر في كأس العالم وتحقيق الفضية خلف ريال مدريد الإسباني. ما يميز الهلال في الآونة الأخيرة عدم التأثر بالغيابات وأصبحت الجماعية السمة الفنية للمدرب دياز في الخطوط الثلاثة بداية من الحارس المعيوف وخبرة الكوري هيون وتصاعد مستوى البليهي وفييتو وتألق سعود عبد الحميد وماريغا في ترجمة مجهودات زملائهم لصناعة الفوز في أكثر مباريات الهلال. من المؤكد أن عودة القائد سلمان الفرج للمشاركة مع زملائه بعد الإصابة في المونديال أمام الأرجنتين، تعني عودة الروح لوسط الفريق، كما تمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة أمام الدحيل في نصف نهائي البطولة بالإضافة لذلك تعطي دياز حلولا وخيارات فنية في وسط الهلال. خروج الشباب أمام الدحيل القطري كان غير متوقع عند الأكثر من جماهيره فالمستوى الفني بشكل عام جيد ولكن يحتاج إلى عمل أكثر فنياً ليعود الليوث لرسم هوية متجددة والمنافسة خاصة أنه بحاجة إلى مهاجم هداف ومتوسط دفاع. الشباب رغم أنه حافظ على نظافة شباكه 6 مرات في دوري أبطال آسيا وقدم أفضل المباريات محلياً وقارياً بأداء فني كبير تحت قيادة مدربه مورينيو لهذا العام، ونجاح خالد البلطان في عودة الليوث لرسم هوية متجددة والمنافسة، وعودة المخضرم الأرجنتيني بانيغا في تسخير خبرة السنوات الطويلة لصالح زملائه اللاعبين بصناعة الأهداف ولا ننسى تألق حسين القحطاني الذي يخطو بثبات نحو النجومية إلا أن الشباب يبقى هو المعادلة الصعبة في عدم تحقيقه لأي بطولة لأكثر من 7 سنوات! ما قام به فريق الفيصلي في المشاركة الآسيوية وخروجه من دور ال16 في ظل تواجده في دوري الدرجة الأولى "يلو" يعتبر إنجاز ومكسب لفريق يتطلع للنهوض من كبوته والعودة مجدد لدوري الأضواء والشهرة، "عنابي سدير" لعب حسب إمكانياته الفنية، حيث اعتمد مدربه أوزونيدس على لاعبين محليين الكسار، عسيري، القميزي ومحترفين روسي وسيميدو لم يصنعوا الفارق ولعبوا في حدود قدراتهم الفنية والتكتيكية. قد نتفق أو نختلف وبعيداً عن الميول، فرغم الغيابات والعقوبات والضغط الكبير في "رزنامة" البطولات والمباريات إلا أنه يبقى الهلال حتى هذا العام هو صانع المجد للكرة السعودية سواءً على مستوى القارة أو على المستوى العالمي، فزعيم آسيا كما يحب جماهيره مناداته وصل إلى الأدوار الإقصائية 13 مرة في تاريخه وبفوز 8 مرات متتالية وحقق لقب البطولة 8 مرات بمسمياتها المختلفة، والإنجاز التاريخي وثاني أندية العالم في كأس العالم للأندية 2023م.