تحلّ ذكرى "يوم التأسيس" للمملكة العربية السعودية؛ وهي تعيش في ازدهار وتطور، وتسير بثبات على خارطة طريق قيادتها الحكيمة، في شتى المجالات سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية؛ ومن شواهد الازدهار ما تعيشه المرأة السعودية من ازدهار وما حققته من إنجازات. حول هذا اليوم تحدث عدد من المثقفات عن "يوم التأسيس" وذكراه المجيدة. د. الفريح: احتفاء بالوحدة والاستقرار وقالت د. منال بنت عبدالكريم الرويشد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت": يوم التأسيس تحت شعار "يوم بدينا" يوم عظيم من أيام المملكة المجيدة في تاريخ النمو والتطور والبناء ويؤكد على الاستمرار في البناء والعطاء والتوحيد والتنمية. هذا اليوم يعبر عن مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة لوطننا نستعيد فيها "يوم بدينا" كيف كانت المملكة وجهود قادتها ورجالها نستعيد ذكريات تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله قبل أكثر من ثلاثة قرون مضت مر خلالها تطور ونمو وازدهار وتحققت خلالها الوحدة والأمن والاستقرار بعد مراحل بطولة وشجاعة للإمام محمد في الدرعية والذي نشر الخير وصولاً إلى الدولة السعودية الثالثة وأكدت الرويشد أن جهود الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ورجاله الأوفياء والعهد الذي ننعم به من رخاء وتطور ونمو حضاري واقتصادي تسعى كل القطاعات في تحقيق الرؤية 2030 في العهد الزاهر عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - رعاهما الله - لترتقي بالمملكة بين الدول، ومن هذا التطور والفرص التي أتيحت للمثقفة السعودية في كل مجالات الثقافة وتمكينها بمناصب قيادية تساهم في نمو الثقافة والارتقاء بالبرامج والمشاريع بخطط استراتيجية موجهة لشريحة عريضة من المجتمع بالإضافة لكل ما تحقق للمثقفة الفنانة التشكيلية من فرص قدمت فيها الموروث والأصالة بطلاقة تعبير وفي مختلف المحافل المحلية والدولية. وتضيف د. مستورة العرابي شاعرة وناقدة وأكاديمية بجامعة الطائف، أن يوم التأسيس مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية واستذكار تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن والاستقرار واستمرارها في البناء والتوحيد والتنمية. وبهذه المناسبة أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرًا ملكياً بأن يكون 22 فبراير من كل عام لذكرى تأسيس الدولة السعودية، وقد تم إطلاق شعار "يوم بدينا" على الهوية البصرية بما تحمله من معانٍ جوهرية مرتبطة بعراقة هذه الدولة وبطولاتها، ويحمل الشعار رسمة النخل الذي يدل على النماء والحياة والكرم، والمجلس المعبر عن التناغم الثقافي المجتمعي، والخيل بما تحمله من دلالة الفروسية والبطولة، والعلم الذي يدل على الوحدة والانتماء والوطنية، والصقر رمز الشهامة والنخوة، والسوق في إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على الآخر، كل هذا الاحتفاء والأيقونات بمدلولاتها العميقة يعكس عمق تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا وهويتنا، للاعتزاز بهذه المسيرة العريقة. وتابعت د. خلود عبد الله ملياني أستاذ مشارك كلية الاتصال والإعلام جامعة الملك عبدالعزيز قائلة: يُعد يوم التأسيس ذكرى وطنية وفخراً للمملكة العربية السعودية تستحضر من خلالها الأجيال تضحيات الآباء والأجداد وما كابدوه من تحديات في سبيل بناء وطن يمتد تاريخه لثلاثة قرون. ويبرز ما قامت عليه هذه الدولة منذ التأسيس حيث قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحققت الوحدة بعد الفرقة، وأرست دعائم الأمن. وصولاً لهذا العهد الزاهر عهد البناء والتنمية والتطور، وما تشهده المملكة العربية السعودية من نهضة تنموية في شتى المجالات. لذا يوم التأسيس يعد فرصة للافتخار بمسيرة المملكة التاريخية ووحدتها العميقة ومنجزاتها الرائدة وقيادتها للسلام والتسامح وصناعة المنجزات الوطنية في كل المجالات، الأمر الذي جعل من هذه الأرض المباركة الطيبة بقياداتها الرشيدة موطناً للعالم وأرضاً للرفعة والعز. وأوضحت أن الاحتفاء بهذا اليوم التاريخي يعد تناغماً بين الإرث الكبير الذي يملكه هذا الوطن الغالي وبين النهضة الشاملة في مختلف المجالات التي تقودها القيادة الرشيدة لتضع المملكة في مصاف الدول ذات التاريخ العظيم والحاضر المزدهر والمستقبل المشرق بإذن الله. إنه احتفاء يعيد الاعتبار إلى تاريخ عريق، ويؤكد اعتزاز المملكة شعبًا وقيادة بجذور هذه الدولة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، وجذورها الممتدة في أراضي البطولات. إن يوم التأسيس دليل على أن المملكة دولة عريقة وعظيمة، ضاربة في أعماق التاريخ، وبفضل حكمة وحنكة قيادة رشيدة وما تتمتع به من رؤية ثاقبة وبعد نظر جعل للبلاد مكانة عظيمة بين دول العالم. ويعمل على إبراز الهوية الوطنية لأبناء المملكة العربية السعودية، بربطهم معرفياً بالشخصية التي وضعت اللبنة الأولى لعمقنا التاريخي والحضاري، الذي نرى ثمار تأثيره اليوم. وهو ما أكدته "رؤية المملكة 2030" والتي تضع في مقدمة أهدافها المحافظة على الهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها للأجيال المقبلة. ولأن الهوية الوطنية للمجتمع ترتكز على ثلاثة محددات أساسية، هي الدين واللغة والتاريخ حرصت المملكة العربية السعودية كل الحرص على غرس مبادئ المواطنة، وزرع الهوية الوطنية في نفوس أبنائها وجاء الاحتفاء بيوم التأسيس إحدى الأدوات التي عملت على إبراز هذه الهوية الوطنية. وتشارك الدكتورة فاطمة إلياس ناقدة وكاتبة وتقول: ذكرى التأسيس هي ذاكرة الأوائل الذين قامت على سواعدهم هذه الدولة السعودية العظيمة بعد كفاح أجيال متتالية استمر لثلاثة قرون. وإن كان التاريخ قد أنصف الرجال الذين كان لهم دور في جميع مراحل تأسيس هذا الكيان العظيم، فإنه لا يمكن أن تمر ذكرى التأسيس دون إعادة قراءة التاريخ، واستحضار دور المرأة في شبه الجزيرة العربية في مرحلة التأسيس وتغيير مجريات الأحداث بمواقفها الشجاعة في مواجهة التحديات، وحكمتها ورأيها الراجح في الخروج من الأزمات والتغلب على خصوم الدولة السعودية. ونحن الآن ننعم بالأمن والاستقرار في ظل الدولة السعودية الحديثة وهي في أوج ازدهارها، وتألقها، لا بد أن نستحضر أسماء هؤلاء الرائدات بدءاً من موضي بنت أبي وهطان زوجة الأمير محمد بن سعود؛ والجوهرة بنت معمر؛ وغالية البقمية جميعهن ضربن أروع الأمثلة في المقاومة والاستبسال؛ وانتهاءً بشقيقة المؤسس - رحمه الله - الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؛ وغيرهن الكثيرات من الشخصيات النسائية الملهمة التي صنعت تاريخ المملكة العربية السعودية منذ بداية تأسيسها وحتى الآن. وأضافت: أما الآن ومع سياسة تمكين المرأة السعودية التي بلغت أقصى مداها في السنوات الست الأخيرة ضمن التحولات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة، وبفضل رؤية 2030 في عهد الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فقد حققت المرأة السعودية إنجازات مهولة اختصرت سنوات طويلة؛ فبالإضافة إلى عضوية مجلس الشورى، هاهي المرأة السعودية الآن سفيرة لبلادها، ووكيلة وزارة، وقيادية وموظفة في السلك الدبلوماسي، ومحامية، ورائدة أعمال، وشرطية في السلك العسكري، وكثير من المناصب التي كانت حكراً على الرجل. بالإضافة إلى كل مظاهر التمكين التي تحققت للمرأة السعودية على الصعيد الوظيفي والتعليمي، فقد حصلت على كثير من الحقوق التي كانت تحلم بها؛ بل إن ما تحقق لها فاق كل التوقعات، حتى على مستوى كثير من بلدان العالم. وهذا الدعم الذي تحظى به المرأة الآن سينعكس حتماً على صحة المجتمع، وعلى عطاءاتها. وستثمر تفوقاً علمياً واقتصادياً، وإبداعات وإنجازات نسائية تسهم في نهضة الوطن، ورفع اسمه عالياً بين الأمم.. وتختم الدكتورة هيفاء بنت محمد الفريح قسم الأدب، بجامعة الإمام محمد بن سعود بقولها: احتفاؤنا بيوم التأسيس.. احتفاءٌ بالوحدة، بالاستقرار، بالأمن. احتفاءٌ بأننا - السعوديين - نتفيأ ظل دولة لها جذورها التاريخية الراسخة في القوة والعزة والمنعة. احتفاءٌ بكرم الله علينا بأن جعل ولايتنا بأيدٍ أمينة منذ الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -. نسأل الله الكريم أن يديم علينا نعمه، ويحفظنا وقادتنا وبلادنا من كيد الكائدين وشر الحاسدين. تُشكل الدرعية بصمة خاصة في الثقافة السعودية د. ملياني: نستحضر تضحيات الأجداد د. الرويشد: بناء وعطاء وتنمية د. إلياس: استذكار بطولة الرائدات د. العرابي: «يوم بدينا».. عراقة ممتدة