أينعت البذور التي وضعها الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وأصبحت ثمارًا اليوم، نحن المملكة، نحن الحضارة، نحن الشموخ، نحن التاريخ والاقتصاد، نحن السائرون على ضروب أجدادنا كفاحًا، وتماسكًا، نضجت وعزمًا حتى وصلنا لمجد اليوم. اليوم يوم ذكرى التأسيس، تلك الذكرى التي تمثل صناعة الكيان السعودي. بدأت حكايتنا، التي سطرها التاريخ، وزينت كتبه، وأصبحت لحنًا يطرب آذان الراغبين في الوصول إلى القمة في عام 1727م، 1139ه حين أسس الإمام تغمده الله برحمته محمد بن سعود الدولة السعودية، وكان هذا هو حجر الأساس المتين، الذي أعطى السعوديين الشعور بوحدتهم، وترابطهم، وأهمية اتحادهم، وزادت رغبتهم بلعب دور ريادي وتمثيل أنفسهم ودولتهم أمام العالم، فكانت تلك هي الشرارة الأولى التي خلقت كيان المملكة المتماسك. ثم تمر بنا الأيام، والتي أظهر فيها الشعب السعودي ولاءه، ورغبته في الوحدة، ودوره في تحقيق نجاح غير مسبوق، فبدأت الدولة السعودية الثانية، على يد الأمير تركي بن عبد الله عام 1824، والتي صارت على خطى الدولة الأولى من تأسيس بنية قوية، والسعي لتعزيز مكانة السعودية بين الأقطار. ثم توالت الأحداث إلى أن حدثت معجزة، نعم هي معجزة غيرت مصير المملكة، معجزة أرجعت المملكة رائدة بين الكبار، جعلت اسمنا وعلمنا يرفرف على خارطة العالم وزادها شرفًا بإضافة اسم المملكة به، فعلى يد الملك عبد العزيز عام 1319ه، 1902م تمت استعادة الرياض، فقد رسمت حينها أحلام الشعب السعودي فأنهى الخلافات والشتات والحروب، ووحد الكل تحت راية المملكة، وسطر بداية لنهضة أسمع نجاحها اليوم من في مشارق الأرض ومغاربها. وها هنا اليوم، نكن لكل أجدادنا، من أئمة وملوك الشكر والعرفان والمحبة على ما بذلوه، وضحوا به، وكل تقدم حرك المملكة إلى القمة وأوصلها إلى ما هو عليه، ونعاهدهم كشعب سنظل أوفياء لقيادتنا. اليوم نعيش عهداً زاهراً بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين محمد بن سلمان - حفظهما الله -. نعيش إنجازات عظيمة على كل المستويات تحققت في بضع سنوات من عمر المملكة العربية السعودية، عمارةً، واقتصادًا، وتقدمًا، وصناعة، وتكنولوجية، وخدمات، وستبقى بلادنا مشعّة ورائدة دومًا بقيادتها وبأبنائها الشرفاء؛ وستواصل ريادتها؛ فالمجد هو طريقنا إلى الأبد؛ ومن بدينا ما انتهينا.