يوم التأسيس ليس يوماً عابراً، هو يوم خالد في الذاكرة السعودية، ففي تاريخ الدول أيام خالدة تظل محفورة في ذاكرة الأيام، يستلهم معناها ويلتقط وحيها فقط القليل من القادة الذين يملكون بصيرة عابرة للزمن، وحدهم لديهم القدرة على صناعة التاريخ، واستحضار تلك الأيام المضيئة ، لتدشين حقبة تاريخية جديدة ترتكز على روح شابة تدرك إيحاءات التاريخ الذي صنعه الأجداد، وتدرك أهمية الجغرافيا التي تضخ كوامنها في أبناء شعب يجيد بناء المستقبل، ويتوق إلى إعادة تأسيس المجد لأمة بكاملها انطلاقاً من فكر جديد، ووعي لا يتجاهل موروثات الماضي القريب والبعيد. يحفل يوم التأسيس المجيد بمعان عظيمة، ويحتل مكانة كبيرة في نفس كل مواطن سعودي، فهو اليوم الذي وضع فيه الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - حجر الأساس واللبنة الأولى لتأسيس الدولة السعودية الأولى، قبل ثلاثة قرون، التي أصبحت الآن أنموذجاً حضارياً يشهد لها العالم، بعد أن سطرت الأجيال السعودية في ذاك الزمان أروع ملاحم البطولة والفداء، لتشيد وسط الصحراء دولة تقف الآن شامخة في صدارة الدنيا، ترسم مستقبلاً أكثر إشراقاً لأبنائها وللمنطقة والعالم. تحل ذكرى ذلك اليوم المجيد الموافق 22 فبراير من كل عام، وتأتي اعتزازا بالجذور الراسخة لبدء هذه الدولة المباركة ولكي نستحضر العمق التاريخي لها، ونستدعي الذاكرة الوطنية الحافلة بقصص الصمود والبطولة والكفاح، نروي لأجيالنا السيرة العطرة لرجال أفذاذ، بنوا الأمجاد، ووقف التاريخ شاهداً على شموخهم عبر السنين، خاضوا الكثير من الملاحم كي يصنعوا لنا التاريخ الحافل بالبطولات والتضحيات، ورسخوا منظومة من القيم الدينية والثقافية عاش واجتمع عليها الشعب السعودي بكامله على مر السنين، رجال تمسكوا بإرث إنساني عظيم ينبض بالأصالة والعراقة، يجمع بينهم رباط العروة الوثقى، لم يقبلوا تبايناً بينهم ولا انفصالاً، وكانوا على قلب رجل واحد، تغذيه خصال الإخاء والوحدة والتفاني. اليوم ونحن نحتفي بذكرى هذه المناسبة الوطنية العظيمة، فإن الواجب يحتم علينا أن نستشعر بحس وطني كبير، ما بذله الآباء والأجداد المؤسسون من تضحيات جسام، وما قدموه من فداء، في سبيل بناء هذا الوطن الكبير عبر الحقب التاريخية المتعاقبة، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظهما الله -، والذي تشهد فيه البلاد نهضة تنموية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبرى مستندة إلى رؤية المملكة 2030 الطموحة، التي هندسها وأطلقها ورعاها سمو ولي العهد صاحب الفكر الثاقب والإرادة الفولاذية، والتي رسمت خارطة الطريق لمستقبل المملكة، وأطلقت عنان وطاقات أبناء الوطن، تستثمر مكامن قوتهم، وتمكنهم وتدعمهم في مختلف المجالات، وتعزز الابتكار والإبداع لديهم، وتفتح أمامهم آفاق جديدة من أجل بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. وختاماً، يسرني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن منسوبي شركة البواني القابضة أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظهما الله - بمناسبة ذكرى يوم التأسيس المبارك، داعياً المولى عز وجل أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وعلى حكومتنا الرشيدة عزها، وأن يحفظ وطننا ،وأن يعيد علينا هذه المناسبة أعواماً مديدة ومملكتنا الحبيبة ترفل بمزيد من التقدم والنهضة والازدهار. * رئيس مجلس إدارة مجموعة البواني القابضة