في جذور التاريخ ومنذ ثلاثة قرون أصبح هذا التاريخ المميز 22 فبراير يتربع على عرش قلوبنا من كل عام نحن كسعوديين نجني هذا الإرث العظيم وهو يوم تأسيس هذه الدولة المباركة، كلنا فخر وحب وانتماء ليوم التأسيس فهو الماضي التليد والعريق الذي نقلنا لحاضر مجيد ومشرف برؤية مشرقة لمستقبل زاهر وجميل. تحتفل المملكة العربية السعودية بأربع مناسبات رسمية سنوية، تشمل أعياد المسلمين؛ وهما عيدا الفطر والأضحى، وبالإضافة إلى الأيام الوطنية؛ وهما اليوم الوطني الموافق ليوم 23 سبتمبر ويوم التأسيس الموافق ليوم 22 فبراير. تسارعت خطى المملكة في صناعة الاقتصاد، وعزز ذلك ظهور النفط واستخراج المعادن، وتضاعفت العلاقات التجارية مع الدول العالمية، وانتشار حركة التجارة الداخلية، إضافة إلى استقطاب التقنيات العالمية والاستفادة منها داخل المملكة. وحققت المملكة معادلة متوازنة بين الأصالة والمعاصرة، من خلال رؤية واضحة للتطور والنماء، مما أنتج مجموعة من الحواضر الحديثة، والمنجزات التنموية المتنوعة. يظهر المزيج بين القديم والجديد والحداثة والتقاليد بشكل واضح في جميع أنحاء المملكة وكذلك فوائد الاستثمار الضخم في الأفراد والبنية التحتية والبيئة. حققت المملكة توازناً بين الأصالة والمعاصرة، وحمت مدنها وقراها من التصحر، واستحدثت مجموعة من المدن العالمية مع الحفاظ على طابعها التاريخي. خلال عقود قليلة، حولت المملكة نفسها من دولة صحراوية إلى دولة حديثة متطورة ولاعب رئيس على المسرح الدولي. تجسد اليوم الديناميكية المستمرة لشعب وقيادة المملكة أحد أكثر برامج التحول الوطني طموحاً في العالم؛ وهي رؤية 2030. حق لنا أن نعتز ونحتفي بهذا المجد المستمر من التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، إلى مرحلة التوحيد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -، حتى عهدنا الحاضر عهد الرخاء والازدهار والتطور بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله ورعاهما -. ميلاد الهوية السعودية لم يكن باب خير للسعوديين فقط، بل لجميع العرب والمسلمين. نسأل الله العلي القدير أن تستمر بركات الخير والأمن والحضارة والتطور على المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها. كما نسأله سبحانه أن يتغمد برحمته وفضله من أسسوا هذا الوطن وشاركوا في وحدته ونهضته.