افتتح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في مداخلة عبر الفيديو، مؤتمر ميونيخ للأمن حيث التقي رؤساء من حول العالم قبل أسبوع من الذكرى السنوية الأولى على بدء العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا. ويتناول المؤتمر، الذي يستمرّ ثلاثة أيام، العلاقات الأميركية - الصينية، في ظلّ ازدياد التوتر. ولم يُدعَ أي ممثل عن روسيا، بمن فيهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي كان يشارك بانتظام في المؤتمر في الماضي. ويأتي المؤتمر قبل أسبوع من ذكرى الرابع والعشرين من فبراير 2022 حين أرسلت موسكو قواتها إلى أوكرانيا. ويتصدّر النزاع جدول جلسات المؤتمر حيث سيكون وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ممثل كييف. وقال هذا الأخير في منشور على انستغرام «ستتمثل الأولويات في تسريع شحنات الأسلحة والذخيرة التي وُعدت بها أوكرانيا، بالإضافة إلى اعتماد قرارات سياسية في المستقبل بشأن توفير مقاتلات لأوكرانيا». وسبق أن قدّمت الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، كميات كبيرة من الأسلحة لكييف وتعهّدت بإرسال شحنات إضافية، بما فيها دبابات ثقيلة تطالب بها كييف لمواجهة الهجوم الروسي. ويكثّف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حاليًا مناشداته للحصول على مقاتلات غربية. وفي مقابلة مع شبكة «بي بي سي» نُشرت الخميس، جدّد زيلينسكي دعواته للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الغربية، قائلًا «بالطبع، تسرّع الأسلحة الحديثة عملية السلام. الأسلحة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا». واستبعد أيضًا التنازل عن أي أراض أوكرانية في حال أبرمت كييف اتفاق سلام مع موسكو، محذرًا من أن التخلي عن أراض سيعني أن روسيا قد «تعود»، وفق «بي بي سي». ورحّب كوليبا بقرار عدم دعوة مسؤولين روس إلى المؤتمر. وولّد قرار برلين الأخير السماح بإرسال دبابات ليوبارد ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، بعد أسابيع من التردّد، لدى كييف أملًا بالحصول على مزيد من الأسلحة في المستقبل. وفي حين أن « بعض القرارات استغرقت وقتاً طويلاً»، اعتبر كوليبا، في مقابلة مع مجموعة «فونكي» الألمانية الإعلامية، أن برلين «تجاوزت التوقعات». وقال «أعتقد أن الأمور ستسير بشكل أكثر سلاسة بعد القرار المتعلق ليوبارد». ويُتوقّع أن يشارك كوليبا أيضًا في اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع السبت على هامش مؤتمر ميونيخ. ووسط مؤشرات على أن روسيا تنجح في التكيف مع العقوبات المفروضة عليها، تخطط الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لمجموعة كبيرة من الإجراءات الجديدة ضد موسكو حسبما قال مسؤول أميركي. قبيل المؤتمر، قال رئيسه كريستوف هوغسن إن المشاركين سيتطرّقون إلى مسألة كيفية احترام «النظام الدولي القائم على قواعد». وأضاف، «في المستقبل، هل سيكون هناك نظام يسود فيه القانون، أم نظام يهيمن فيه الأقوى؟». مع وجود وفد أميركي رفيع المستوى يضم هاريس وبلينكن وفريق صيني رفيع المستوى بقيادة وانغ، تبرز تكهنات بحصول محادثات على هامش المؤتمر لتخفيف التوترات وسط الخلاف حول منطاد التجسس. ورُصد المنطاد الأبيض الكبير الصيني فوق عدد من مواقع الأسلحة النووية السرية في وقت سابق هذا الشهر، قبل أن يتم إسقاطه قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وانعكس السجال توترا في العلاقات الدبلوماسية دفع بلينكن لإلغاء زيارة نادرة له للصين. غير أن بكين تؤكد أن المنطاد كان مخصصا لأبحاث مرتبطة بالطقس. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنه يعتزم التحدث إلى نظيره الصيني شي جينبيغ في هذا الشأن، قائلًا «آمل أن أتمكن من التحدث إلى الرئيس شي.. وأن نبحث هذه القضية في العمق».