جاء دخول قوافل الإغاثة وفرق البحث والإنقاذ السعودية إلى الشمال السوري المدمر كأول دولة في العالم تدخل المناطق المدمرة، كبلسم لآلاف الجرحى والمنقطعين ومئات الآلاف من السوريين الذين يلتحفون السماء في العراء في ظروف جوية قاسية وأجواء برد صفرية بلا ماء ولا طعام ولا سكن ولا ملابس. وثمن رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس في حوار هاتفي من غازي عنتاب موقف خادم الحرمين وسمو ولي العهد وفزعة الشعب السعودي للشعب السوري المكلوم والمنكوب، مؤكدا أن موقف المملكة العربية السعودية غير مستغرب كونها وقفت موقفا ثابتا ومبدئيا مع إنهاء مأساة الشعب السوري طوال مراحل الأزمات الماضية. وتابع جاموس قائلا "الشعب السوري يثمن عالياً مواقف خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والموقف السعودي المبدئي والراسخ في دعم الشعب المنكوب ودعمه في هذه الظروف الصعبة جدا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري، فضلا عن مساندة الشعب السوري لتطلعاته المحقة، باعتباره رافعة أساسية من أجل الوصول إلى حل سياسي. وأضاف جاموس أن دخول قوافل الإغاثة السعودية إلى الشمال السوري كان بمثابة البسلم لجراح مئات الآلاف من الجرحى واللاجئين كون المملكة أول دولة في العالم دخلت مناطق الشمال السوري المنكوبة مع القوافل القطرية للإغاثة. وأشار إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-؛ لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يطلق الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسورية وتركيا من خلال منصة ساهم، خطوة قوبلت بالدعاء من الشعب السوري للدور الإنساني الرائد للمملكة عالميًا كواحدة من أكبر الدول إسهامًا في تقديم الدعم وإغاثة البشرية في النوازل والكوارث. وقال تم تسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين الشقيقين السوري والتركي، تأكيدًا لرسالة المملكة في قيادة العالم الإسلامي، ووقوفها الدائم والداعم للشعوب الإسلامية والعربية. وأردف قائلا "المساعدات جاءت انطلاقًا من حرص المملكة على الوقوف إلى جانب المتضررين من أبناء الشعبين السوري والتركي، والتخفيف عنهما من آثار الزلزال المدمر، الذي تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات في سورية وتركيا في ظل ظروف مناخية بالغة الصعوبة بسبب طقس الشتاء القارس البرودة وامتدادًا لمواقفهما الإنسانية النبيلة الثابتة وغير المستغربة، والدور الإنساني الكبير الذي تلعبه المملكة بالوقوف دائمًا مع المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم بمختلف الأزمات والمحن، دون اعتبار لدين أو عرق أو لون. وقال إن المملكة تنطلق في عملها الإنساني ومبادراتها النوعية للتعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية لما يتعرض له شعوب كوكب الأرض، من مبدأ راسخ يقوم على استشعار قيادتها وشعبها للواجب الإنساني العالمي، والمسؤولية الوطنية والعروبية والإسلامية، وما يمليه عليها الواجب الإنساني والغوث والمدد لكل محتاج ومعوز وفق مبادئ راسخة وثوابت تتوطد بمرور الأيام احتساباً للثواب من عند الله. وأضاف أن حراك المملكة الإنساني السريع لدعم الشعب السوري أثر الزلزال جسد هذا التوجه الإنساني، والذي فتح فصلاً جديداً من الدعم السعودي الإنساني للدول العربية والإسلامية والدول حول العالم دون أي أجندة دينية أو سياسية فمنذ إطلاق المملكة برنامج المساعدات الإنسانية، وحتى اليوم وهي تعمل على تخفيف معاناة الشعوب وإغاثة الملهوف، وأشار إلى أن التحرك السعودي العاجل قوبل بتفاعل شعبي سوري خصوصا المساهمات الشعبية المادية وتحرك الجسر الجوي السعودي بقوة ووصلت المساعدات الإغاثية الإنسانية للمتضررين حاملة رسالة دعم ومؤازرة من الشعب السعودي للشعبين السوري والتركي.. وتؤكد أنها تجسد نهج المملكة العربية السعودية لإغاثة المنكوبين في العالم. وأضاف أن الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسورية وتركيا تحت شعار (عطاؤكم يخفف عنهم) من خلال منصة ساهم، خطوة كبرى تعكس الدور الإنساني الرائد للمملكة عالميًا كواحدة من أكبر الدول إسهامًا في تقديم الدعم وإغاثة البشرية في النوازل والكوارث. وأكد أن الشعب السعودي يجسد وفاء ونجدة المتضررين من الشعب السوري والتركي وهذه المواقف النبيلة والثابتة هي من مبادئ المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا. وقال إن المملكة نظمت حملة شعبية لدعم الشعب السوري التي كان لها أثر إيجابي كبير لديه وبنفس الحراك السريع وصل فريق الإنقاذ السعودي إلى مدينة غازي عنتاب المنكوبة لدعم وتعزيز العمل الإغاثي الميداني دعما لجهود الجسر الجوي الإغاثي الذي اشتمل على مساعدات طبية وإنسانية بصورة عاجلة، وفق توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لمركز الملك سلمان للإغاثة بتسيير جسر جوي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة ساهم لدعم تركيا وسورية بمواجهة الزلزال الذي ضربهما. ومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي تأثرت جرّاء الزلزال، وتداول مصادر إعلامية عن ارتفاع متواصل في عدد الجرحى والمصابين في سورية، فإن جسور الإغاثة وقوافل المساعدات السعودية لعبت دوراً إيجابيا في زرع الأمل داخل نفوس الخائفين والمنكوبين والمتضررين الذين يعيشون في العراء في ظروف قوية قاسية جدا مع وصول المساعدات المتنوعة دعماً لجهود الإنقاذ وإغاثة لمناطق المنكوبين». وأكد جاموس أن الشمال السوري مدمر بنسبة 90 في المئة، وهناك الملايين من اللاجئين ومئات الآلاف من القتلى والآلاف تحت الأنقاض.. ووصف جاموس استجابة المملكة السريعة للدعم والمساندة التي حظي بها الشعب السوري المنكوب بأنه بمثابة طوق نجاة من المملكة بعد أن فتحت المملكة للشعب السوري إبان الأزمة بلاد الحرمين الشريفين أبوابها لاحتضان السوريين الذين يقيمون على الأراضي السعودي ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون قيود أو مضايقات وأصبحوا مقيمين على الأراضي السعودية ويتمتعون بفرص العمل والدراسة والعلاج، وقال إن ما يبذله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من جهود في احتضان السوريين في المملكة هو محل تقدير من جميع أطياف الشعب السوري الذين يشيدون بالدور السعودي المشرف لرفع المعاناة عن الشعب السوري، حيث سمح لهم بتجديد تأشيراتهم والاستمرار بالإقامة في المملكة وتم توجيه المدارس الحكومية بقبول أطفالهم وقُدمت المنح الجامعية لعشرات السوريين، كما تم تقديم الرعاية الطبية في المستشفيات الحكومية. واستعرض جاموس تاريخ المملكة المُشرف في الوقوف مع اليمن وسورية عبر الظروف والأزمات، مشيداً بالحكمة التي تتمتع بها القيادات السعودية المتتالية في إدارة الأزمات.