أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية، يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن. أنديتنا مطالبة بتنفيذ برنامج الاصطفاف والصمود البرازيلي الرياضة تجنب الشباب وصغار السن ارتكاب الجريمة والمخدرات «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفتنا اليوم الدكتورة نجوى الثقفي، باحثة اجتماعية ومستشارة أسرية بمركز مستشارك. * بدايتنا.. هل الاهتمام بممارسة الرياضة بالشكل السليم يقي من ارتكاب الجرائم خصوصا لصغار السن؟ * تعتبر الرياضة من عوامل الوقاية من الجريمة والحد منها ويرجع ذلك إلى أن ممارسة الفرد لأنشطة تتلاءم مع ميولة وأهدافه في وقت فراغه يبعث في روحه البهجة والسرور والراحة والرضا النفسي وبالتالي تطوير قدراته وإمكانياته الجسمية والعقلية والمهنية مما يساهم في تنمية الشخصية طالما كان الهدف هو ترسيخ التربية الإنسانية الفاضلة والتنمية الروحية عند الأفراد والجماعات. حيث إن ممارسة الرياضة تعلم الإنسان احترام القوانين والأنظمة وتؤثر بالايجاب على معظم المشاكل الأسرية تنتج من هموم الحياة وضغوطها، فالنشاط الرياضي يعزز العلاقات الأسرية ويشغل أفرادها عن إدمان وسائل التكنولوجيا الذي يؤثر سلبا على المدى بأسلوب تفكير الأفراد من عنف وانفصال عاطفي، إلا أن ممارسة الرياضة والأنشطة الرياضية وحدها لا تحد من الجريمة إذ لا بد أن يرافقها تعلم المهارات الحياتية، ويعد تعزيز المهارات الحياتية لدى الشباب هدفاً أساسيًا من أجل تقليل عوامل الخطر إلى الحد الأدنى وتعظيم العوامل الوقائية المتصلة بالجريمة والعنف وتعاطي المخدرات، ومن خلال تعزيز المعرفة بالآثار المترتبة على الجريمة وتعاطي المخدرات وتطوير المهارات الحياتية، تسعى المبادرة إلى إحداث تأثير إيجابي في سلوك ومواقف الشباب المعرضين للخطر ومنع السلوك المعادي للمجتمع والمحفوف بالمخاطر. * هل الأندية الرياضية مقصرة في تقديم محاضرات لتوعية الأسرة في عالم الجريمة؟ * اطلعت على موقع وزارة الرياضة وأهدافها ورؤيتها ولكن للأسف لم أجد أيا من أهدافها يوجه الاهتمام إلى توعية الشباب في الوقاية من الجريمة أو أي برنامج للمهارات الحياتية للحد من الجريمة أو الانحراف، وبالتالي فالأندية الرياضية ووزارة الرياضة لا بد أن يكون لديها برامج متعددة للشباب للوقاية من الجريمة والحد منها كزيارة أبطال الأندية للمدارس والجامعات وتقديم محاضرات بهذا الشأن أو إدارة جلسة حوار مثلا وعمل فعاليات وأنشطة رياضية تتضمن التوعية واستغلال الفراغ وإقامة أنشطة ترفيهية ورياضية وإعداد برامج للمهارات الحياتية كبرنامج "Line Up Live Up" الاصطفاف والصمود الذي تقدمه البرازيل. * كثرة دخول الأبناء وصغار السن للسوشيل ميديا بدون مراقبة.. هل يشكل هاجسا للانحراف خصوصا بوجود سلبيات كثيرة؟ * أنا ضد المراقبة والأهم منها هو زرع القيم الأخلاقية في نفوس أبنائنا منذ الصغر ليتم انتقاؤهم للأشياء بناءً على قيمهم فالإنترنت بحر واسع ولا تستطيع السيطرة عليه بمراقبة لأبنائك، وبالتالي لا بد أن تحسن تربيتهم وتوجيههم وتكون لديهم اتجاهات الأسرة التي تريد أن تكون وعلى هذه الأسس سوف يكون أولادك بعيدا عن أي انحرافات، وإذا ما تعرضوا لأي إغواء سوف يلجؤون لك لأنك الأمان بالنسبة لهم، وسوف يبلغونك وهنا يكون دورك في التوجيه من خلال النقاش والحوار الهادف إلى أن يتخذ ابنك القرار في انتقائه لمواد السوشيل ميديا. التعصب الرياضي يدمر الصحة النفسية * هل المتعصبون للرياضة مهددون بأمراض نفسية؟ * يصنف التعصب الرياضي اضطرابا نفسيا لما يصاحبه من أعراض تدمر الصحة النفسية. ومن أبرز أعراض التعصب الرياضي التي تثير القلق: عدم القدرة على ممارسة المهام اليومية بسبب التفكير في مجريات مباراة، الإصابة بالدوار وتسارع ضربات القلب والغثيان بسبب أحداث مباراة، اللجوء إلى التدخين وتناول الممنوعات كرد فعل على حدث رياضي، التفكير بإيذاء الآخرين بالقول أو الفعل بسبب حدث رياضي - حتى لو كنت من جماهير الفريق الفائز - سيطرة النزعة الانتقامية على التفكير، بدلًا من التركيز على المنافسة ومتعة الرياضة، ممارسة العنف اللفظي أو الجسدي على الخصم أو أعضاء الفريق الذي تؤيده في حال خسارته. * هل ترين أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غائبا أم عكس ذلك؟ * ما أراه من تعصب رياضي على مستوى الإعلام والإعلاميين غير متزن ويعكس بالتالي أسلوبه على جمهور الرياضة فالإعلام من العوامل المؤثرة على المجتمع بشكل كبير ويؤثر على سلوكه وقيمه فما نشهده من أسلوب الشد والتهجم والتطاول في بعض الأحيان بين الإعلامين يؤسفنا كثيرا. * هل سمعت من قبل عن حرب كرة القدم؟ إنه الوصف الذي يطلق حتى اليوم على مباراة. * السلفادور والهندوراس في تصفيات كأس العالم 1969، حيث تسبب التعصب الرياضي بين جماهير المنتخبين بحرب حقيقية دامت أربعة أيام وراح ضحيتها آلاف القتلى! ونتمنى ألا نصل إلى هذا الوضع ولا بد من الحد من هذا التعصب وأتمنى ألا يتم نشر مقاطع التعصب التي تنتشر في السوشيل ميديا والتي تؤدي إلى زيادة أشكال التعصب الرياضي من عنف جسدي أو عنف معنوي بالشتم والتلفظ بالألفاظ نابية أو التعدي على الممتلكات من تكسير المنشات أو السيارات أو السرقة وغيرها. * عبارة العقل السليم في الجسم السليم.. نريد عبارة بديلة لجيل المستقبل؟ * العقل السليم في توظيف المعرفة الصحيحة بطريقة سليمة والجسم السليم في الممارسة المتكررة للعادات الصحية السليمة. * هل تعتقدين أن الرياضة ثقافة اجتماعية وأسرية وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * نعم تعتبر الرياضة ثقافة اجتماعية وأسرية لأن لها تأثيرا على المجتمع وعلى الأسرة من ناحية أنها تخلق علاقات متنوعة بين أفراد المجتمع وأفراد الأسرة وهذه العلاقات ربما تكون إيجابية تقوي العلاقات بين الأفراد وتخلق جوا من التعاون والسعادة والتضامن وربما تكون سلبية حينما تخلق جوا من التنافس والبغضاء والتناحر للتعصب تجاه فريق ضد فريق أما دور الأسرة في التعامل مع هذه الثقافة فبشكل عام نجد هناك ميلا من من قبل العديد إلى ممارسة الرياضة والاهتمام بها ولكن من وجهة نظري أن الاهتمام بالرياضة هو للناحية الشكلية لدى البعض وهذا ليس المضمون الاجتماعي من الرياضة ولذلك نجد عدم الاستمرار لدى البعض والاكتفاء بالوصول للهدف الشكلي فقط. لذا لا بد من أن تكون الرياضة عادة من العادات الاجتماعية في الأسر تعتمد على المشاركة الجماعية كما لا بد أن تكون في جميع المنظومات التعليمية كمادة أساسية ترتبط ببرامج المهارات الحياتية، وكذلك تكون ضمن ساعات العمل في المنظومات المهنية. * هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟ * تجمع الرياضة حينما تكون علاقات جيدة كفريق يحقق الانجازات حينما يكون هناك روح رياضية بين الفرق الرياضية حينما ينتج عن الرياضة ممارسات من مهارات حياتية، وتفرق الرياضة حينما نفتقد الروح الرياضية بين الفرق الرياضية ويحل محلها التعصب الرياضي والمنافسات المبالغ فيها ويظهر العداء والعنف. * بنسبة مئوية كم نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ * كممارسة الرياضة فهي من عاداتي اليومية التي لا أتنازل عنها أينما كنت، كما أن من هواياتي الرياضية تنس الطاولة، واستمتع كثيرا بمشاهدة المباريات النهائية من كل موسم لأنها تربط الأسرة ببعضها وتكون الأجواء فيها نوعا من المتعة والسعادة والحماس. * متى كانت آخر زيارة للملاعب الرياضية؟ * لم يسبق لي أن زرت أي ملعب رياضي. * لمن توجهين الدعوة من الرياضين لزيارة منزلك؟ * أود مقابلة وزير الرياضة أو من ينوب عنه لمناقشة دور الوزارة في وضع برامج خاصة بالمهارات الحياتية ضمن البرامج الرياضية للشباب والأطفال للحد من الانحراف والجريمة والحد من التعصب الرياضي. * ما ناديك المفضل؟ * الهلال. * أي الألوان تشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * اللون البني والأزرق. * لمن توجهين البطاقة الصفراء؟ * لمن يقف دون أن يقوم بدور فعال تجاه الأطفال والشباب في حمايتهم وأمنهم الفكري والاجتماعي وهو لديه القدرة من خلال تخصصه أيا كان هذا التخصص، فكل له رسالة اجتماعية نحو وطنه. * لمن توجهين البطاقة الحمراء؟ * لكل من قدم له هذا الوطن من أمن وأمان وعطاء وقابل ذلك بالإساءة سواء للوطن أو لنفسه من خلال سلوكيات منحرفة أو عنف أو جريمة. * أين الدكتورة نجوى من الهم الرياضي؟ * قدمت مع مجموعة من الأكاديميين والمستشارين الأسريين في برنامج صحتي حياتي وهو برنامج علاجي لشباب متعاطي تم البرنامج لمدة 4 أشهر تضمن محاضرات وأنشطة ميدانية ووجبات منزلية وجلسات إرشادية حقق والحمد لله نجاحا حيث توقف 12 % منهم عن التعاطي ومنهم من أكمل دراسته ومنهم من التحق بوظائف. أنديتنا الرياضية لا تقوم بدورها بتوعية الشباب للوقاية من الانحراف أقول للجماهير الرياضية: كونوا سفراء لدينكم ولوطنكم وأسركم * كيف تقييمين الرياضة النسائية بالمملكة واهتمام وزارة الرياضة؟ * الجميل ما نشاهده من تكاتف الجهود بين كل من وزارة الرياضة ووزارة التعليم في إبراز المواهب الرياضية ووجود النوادي في الجامعات وظهور البطولات على المستوى الدولي لطالباتنا بجميع الأعمار مما يؤكد التميز والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه الرياضة النسائية. * لو خير لك أن تعملي في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخلين؟ * باب التوعية والوقاية من الجريمة وبرامج المهارات الحياتية والإرشاد الجمعي. * كلمة إلى الجماهير الرياضية؟ * كونوا سفراء لدينكم ولوطنكم وأسركم. الهلال الضيفة مع نائب أمير الرياض بمناسبة شراكة مركز «تعارفوا» للإرشاد الأسري بوزارة التنمية الأمير عبدالعزيز بن تركي تكريم د. نجوى في يوم التأسيس صيانة المساجد أحد مناشط برنامج «صحتي حياتي»