تستهدف منظومة "الأمن السيبراني" في المملكة تعزيز تنافسية القطاع واغتنام الفرص الواعدة فيه ومواكبة المتغيرات المتجددة على النحو الذي يعكس الطموح الوطني في هذا المجال وتحقيق مستهدفات رؤية 2030. تعمل "الهيئة الوطنية للأمن السيبراني"، لتنمية قطاع الأمن السيبراني في المملكة، وتمكين الشركات من الوقوف على أفضل التجارب الناجحة عالميا في مجال ريادة الأعمال والاستثمار في قطاع الأمن السيبراني، عبر التعرف على أحدث التوجهات المبتكرة والواعدة في القطاع، وتبادل المعرفة العلمية مع الخبراء والمختصين في المجال. وتأتي مسرعة "الأمن السيبراني"، التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع الشركة السعودية لتقنية المعلومات "سايت"، بهدف تنمية قطاع الأمن السيبراني في المملكة عبر دعم الشركات الناشئة محليا، وتشجيع الابتكار لإيجاد الحلول الإبداعية للتحديات السيبرانية، وتطوير أعمال هذه الشركات من خلال التدريب وتوفير البيئة الداعمة والملائمة، والمتابعة والتقييم الدوري. وحققت المملكة المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2022 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا IMD، الذي يُعد واحداً من أكثر التقارير شمولية في العالم، ويهدف إلى تحليل وترتيب قدرة الدول على إيجاد بيئة داعمة ومحفزة للتنافسية والمحافظة عليها وتطويرها، وذلك ثمرة للدعم والتمكين الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، لقطاع الأمن السيبراني، ما أكسبه دفعة قوية في طريق الريادة العالمية في ظل رؤية المملكة 2030، وتجسيداً لتفوق "النموذج السعودي في الأمن السيبراني" عالمياً ومواصلته تحقيق القفزات النوعية في المؤشرات الرقمية الدولية، حيث يُعد نموذجاً رائداً ويحتذى به دولياً. وتكمن المكانة العالمية المرموقة للمملكة في مؤشر الأمن السيبراني هي حصيلة عمل دؤوب تمثل في مخرجات فريدة منها إنشاء الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني، وتنفيذ التمارين السيبرانية المتقدمة على المستوى الوطني، وطرح المبادرات الرامية إلى تعزيز تنافسية القطاع محلياً وتأسيس شركات ناشئة وواعدة في قطاع الأمن السيبراني ورعايتها وفق أفضل الممارسات العالمية. جهود مبذولة في بناء واستدامة هذا القطاع وتطوير منتجاته والتي أسهمت بدورها في إحراز نجاحات متتالية، من خلال المبادرات الهادفة إلى تعزيز تنافسية الكوادر الوطنية المتخصصة في الأمن السيبراني، والمتمثلة في إصدار الإطار السعودي للتعليم العالي في الأمن السيبراني (سايبر - التعليم) لتطوير برامج أكاديمية عالية الجودة في مجال الأمن السيبراني، والإطار السعودي لكوادر الأمن السيبراني "سيوف" الذي يُعنى بأعمال كوادر الأمن السيبراني في المملكة، وتنفيذ نحو 45 تمريناً سيبرانياً وتمكين أكثر من 4000 مختص في مجال الأمن السيبراني، ورفع مستوى التوعية السيبرانية لأكثر من 7200 مستفيد في الجهات الوطنية، وتوفير البيئة التشريعية والتنظيمية الداعمة لتحفيز نمو وتنافسية القطاع، وإصدار مجموعة من السياسات والضوابط ومتابعة التزام الجهات الوطنية بها، وإطلاق مسرعة أعمال لدعم تأسيس الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني على النحو الذي يسهم في نموه وازدهاره. تعمل الهيئة من خلال تنظيم مسرعة الأمن السيبراني إحدى مبادرات الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في برنامج "سايبرك" لتنمية قطاع الأمن السيبراني في المملكة، سلسلة من اللقاءات والفعاليات وورش العمل المتخصصة للشركات المحلية الناشئة المنضمة إلى المسرعة، وذلك في "وادي السيليكون" في الولاياتالمتحدة الأميركية، وشمل البرنامج الذي تم تنفيذه على مدى أسبوع في وادي السيليكون، التعرف على الشركات العالمية الرائدة في قطاع الأمن السيبراني، للاستفادة من خبراتها في التأسيس والنمو والتوسع الاستثماري في القطاع، ولقاء عدد من المؤسسات التعليمية المتخصصة في مجالات البحث والابتكار، من ضمنها جامعة ستانفورد وجامعة سان خوسيه، إضافة إلى لقاء رواد الأعمال السعوديين العاملين في وادي السليكون، للاطلاع على تجاربهم الناجحة في إنشاء شركات رائدة، والتعرف على أهم مقومات نجاح هذه التجارب، كما تضمن البرنامج الاطلاع على أفضل الأساليب والحلول للتحديات التي تواجه الشركات الناشئة، ومناقشة مجموعة من الموضوعات من بينها استراتيجيات التعامل المالي بين الشركات، والخطط الحديثة لتسويق المنتجات وجذب العملاء والمستثمرين. وتعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى تعزيزه حماية للمصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني، إضافة إلى حماية البنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية، كما تختص في وضع أطر إدارة المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني ومتابعة الالتزام بها وتحديثها، للوصول إلى فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق يمكن النمو والازدهار.