كيف استطاع الأمير محمد بن سلمان مستلهماً من الرؤية 2030، في إعادة تموضع المملكة بامتياز وتمكينها خارجيا باقتدار وإيصال المملكة إلى مصاف الدول العالمية باعتزاز؟ الإجابة عن هذا السؤال تتمحور في حجم الإبهار الذي حققته المملكة، على كافة الأصعدة، خصوصا أن الأمير الشاب محمد بن سلمان لم يحصر عوامل القوة السعودية الناعمة، بثروتها النفطية فقط، كون مخرجات الرؤية 2030، تعددت وتنوعت وتصدرت مفاصل الدولة، والمتغيرات داخل المجتمع السعودي من جهة، وإعادة تشكيل التحالفات العالمية شرقاً وغرباً. الحارثي: المنتدى منصة للحوار والنقاش حول واقع ومستقبل الإعلام لقد تبارت الوزارت والقطاعات والهيئات السعودية مع بداية عام 2030 في تنظيم الملتقيات والمؤتمرات والمنتديات، لإبراز التحولات والمتغيرات الداخلية والخارجية في المملكة وفقا لرؤية 2030 التي غيرت قواعد النظرة للمملكة عالميا، عبر التحولات غير المسبوقة في الحراك السعودي والتي ساهمت في صياغة مجموعة من العوامل الإيجابية التي وفرت القواعد لإظهار مكامن القوة الثقافية والروحانية والإنسانية والمجتمعية والسياحية، خصوصا عقب نجاح الحراك التفاعلي الجيوسياسي والاقتصادي والنفطي السعودي، وتمكُن المملكة في تثبيت اسمها في صدارة صناع القرار العالمي والإقليمي والإسلامي والعربي، بعد سلسلة النجاحات الباهرة والحراك الإيجابي المثمر التي لفتت نظر القادة، عقلاء وحكماء السياسة، والاقتصاد والطاقة والإعلام، عربياً وعالمياً، لأمير شاب نجح من خلال خطواته الواثقة وشخصيته القيادية الجاذبة، وقراراته المهمة في استقرار العالم. السعودية بوصلة العالم والسعودية تكاد تكون بوصلة العالم بزخمها وثرائها المعرفي والآثاري، بقوتها الاقتصادية وتأثير سياستها الوسطية المعتدلة وإرثها الحضاري والإسلامي. ولم يعد خفيا أن تعظيم القوى الناعمة الإعلامية هو تعضيد للقوة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، خصوصا أن المملكة مقبلة على طموح عالٍ لجعل المستقبل السعودي أكثر إشراقاً. وهذا الإدراك دفع السعودية لتأخذ نهج التغيير والإصلاح مأخذ الجد عندما أعلنت عن رؤيتها الطموحة في ربيع العام 2016، هذه الذي جعل من السعودية أكثر تأثيراً على المستوى الدولي وأكثر تطوراً على المستوى المحلي. سرد قصص النجاح ومن الأهمية بمكان التأكيد على أنّ القوة الإعلامية الناعمة تلعب دورا كبيرا في إبراز مكامن القوة من خلال سرد قصص النجاح السعودية للعالم، حيث يتمحور دور الإعلام في التأثير على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإظهار مناطق القوى في ظل الثورة الإعلامية الرقمية الجديدة، ووسائل حديثة ومتطورة والفضائيات والمواقع الإلكترونية، لذا بات الإعلام ممكنا رئيسا لصناعة قصص النجاح. الملح في الطعام وعندما قال وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي في إحدى الجلسات الحوارية السابقة إن صناعة الرأي والخبر فن وعلم، فالسعودية والسعوديون لديهم قصة حقيقية وإنجاز غير عادي، يجب أن يترجم إلى قصة وخبر، فإنه كان يشير إلى حجم قصص النجاح المتوفرة والتي تحتاج لرواية وصناعة لسردها للعالم. وعندما وصف الدكتور ماجد القصبي الإعلام بأنه مثل الملح في الطعام، وهو التشبيه الذي دائمًا ما كان يردده له والده، -رحمه الله-، والذي كان أول سعودي يحصل على ماجستير الصحافة في المملكة، وذلك في أربعينات القرن الماضي، فإنه كان يشير أن المملكة لم تستغل الإعلام بالشكل الأمثل في تسويق حقيقتها خارجيًا، مؤكدا على على أهمية وضع رؤية إعلامية لما سيكون عليه إعلام المملكة عام 2030، وكيفية الارتقاء بصناعة الإعلام. توقيت مهم وعندما ينظم المنتدى السعودي للإعلام في الفترة ما بين 20 - 21 فبراير الحالي تحت شعار "الإعلام في عالم يتشكل "، فإن توقيت المنتدى يكتسب أهمية كبرى في ظل الوهج والبريق السياسي والاقتصادي والثقافي والسياحي الذي حققته المملكة خلال السنوات الماضية. وهذا المنتدى يعقد في ذروة الاختراقات الإيجابية المتنوعة في الداخل والخارج، يعد من أهم المبادرات الإعلامية التي شهدها القطاع الإعلامي بالمملكة والمنطقة العربية والذي تنظمه هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع هيئة الصحفيين السعوديين الذي شهد نجاحا كبيراً في نسخته الأولى التي عقدت عام 2019. الرياض محور العالم ويمثل انعقاد المنتدى في العاصمة الرياض والتي أصبحت واحدة من أهم عواصم العالم وخاصة دول العشرين الكبرى خصوصا ومع وصول المملكة إلى المرتبة الأولى في تسجيل أعلى مستويات النمو بين دول مجموعة العشرين عند 11 % بالإضافة إلى القوى الإعلامية الهائلة من كبريات الشبكات والإذاعات التي تملكها المملكة سواء كانت رسمية أو خاصة والتي تغطي بشكل شبه كامل المنطقة العربية وأجزاء من العالم؛ مما جعل المملكة نقطة ارتكاز مهمة في العديد من مواطن الحراك حول العالم، لما تمثله من ثقل متنوع المصادر، وأدوار فاعلة في تقريب وجهات النظر حول المصالح والمكاسب الإنسانية المتعددة، وتأكيد مبادئ التنوع والتعايش والتسامح والتكامل البشري من أجل مستقبل أفضل للأجيال الناشئة، ومن أجل النهوض بمناحي الحياة كافة وعلى رأسها الناحية الإعلامية لا سيما وأن المملكة باتت رائدة في التعاطي مع الإعلام. صناعة القرار وتعد الرياض، اليوم العاصمة العربية المهمة والمؤثرة في صناعة القرار إقليمياً ودولي، في الشرق الأوسط وتملك أكبر مخطط لبناء المدينة الإعلامية لدعم الصناعة الإعلامية ومخرجاتها فضلا عن توافر البيئة الغنية بالتجارب الإعلامية بشتى أنواعها وبإمكاناتها، ومرافقها المتقدمة وهي أكبر سوق إعلامي وإعلاني في المنطقة إلى جانب كونها عاصمة أكبر اقتصاد عربي وشرق أوسطي المقر الرئيس لكبرى الشبكات الإعلامية بالمنطقة. ومع التغيرات الكبيرة التي تشهدها صناعة الإعلام حول العالم، ووفقاً للتطورات السريعة التي تحدث في الفضاء العالمي الراهن على مستويات عدة سياسية، وثقافية، واجتماعية، واقتصادية، وعسكرية، فإن العالم يعبر مرحلة مهمة في تاريخه تتسم بحراك غير مسبوق، ولأن الإعلام، بأشكاله وأنماطه، ووسائله كافة، الحامل الأهم والمشارك الأكبر في صياغة الرؤى، وبناء المفاهيم والاتجاهات، والتحفيز على السلوك في كل ما يحدث في العالم؛ فإن أهمية المنتدى تتعاظم وتتضاعف كونه منصة للعصف الذهني. استعدادات غير مسبوقة وأكد خبراء صناعة الإعلام ل"الرياض" على أن تنظيم المنتدى في هذا التوقيت، وبهذه الضخامة من حيث حضور المختصين وقادة الرأي والإعلام، يعتبر بكل المعايير خطوة جبارة لتعظيم صورة المملكة في العالم. ومن الواضح أن الاستعدادات والترتيبات للمنتدى ليست عادية كون المنتدى عاديا توقيتا وتحضيرا ومضمونا، بمشاركة قادة الرأي والمتخصصين والباحثين ورؤساء الشركات وممثلي الهيئات الإعلامية، كونه يشكل ساحة للحوار المهني، وتلاقح الأفكار والعصف الذهني حول الموضوعات والقضايا المعنية بواقع ومستقبل الإعلام في المملكة والعالم. ويناقش المنتدى عبر جلسات وورش عمل مستجدات ومستقبل قطاع الإعلام في العالم بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي، كما يستعرض أبرز التجارب المحلية والدولية في المجال، ودوره باعتباره صناعة مهمة في القضايا الاجتماعية والسياسية والرياضية والاقتصادية. مواكبة المتغيرات وأوضح رئيس المنتدى والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، محمد الحارثي أن المنتدى يعد منصة إعلامية وثقافية للحوار والنقاش وطرح الآراء حول واقع ومستقبل القطاع، الذي يشهد تطوراً متسارعاً، مبيناً أنه يأتي في وقت يشهد فيه الإعلام السعودي طفرة غير مسبوقة، من خلال مواكبته التغيرات الإعلامية بالعالم، وتفوقه في أطروحاته وأدواته، التي أسهمت في انتشار محتواه على نطاق عالمي واسع. وتابع قائلا "إن المنتدى يسعى لخلق بيئة تنافسية في العمل الإعلامي، ليكون دافعاً للمؤسسات المتخصصة والمهنيين في تقديم الأعمال المميزة التي تستحق الاحتفاء والتكريم، مؤكداً أن الجائزة تخدم المحتوى، وتمنحه المزيد من العطاء والإبداع". استجابة إعلامية سريعة ويعكس المنتدى صناعة الإعلام "كقوة فاعلة في طبيعة الحراك الحاصل في المجتمعات الإنسانية ورصده للتغيرات المتسارعة والأحداث المتعاقبة التي تتطلب استجابة إعلامية سريعة واتصالية متوازية وكشفه للمتغيرات والتحديات التي تواجه البيئة الإعلامية الاتصالية المحلية والإقليمية إلى جانب توضيح معايير وجود إعلام قوي للدول بناء على قدرتها على الاتصال الفعال وإظهاره للإعلام المحلي كإحدى وسائل القوة الناعمة التي تصنع التأثير والتغيير في الداخل والخارج. كما يعكس حالة الإعلام بفاعليته وتأثيره مما يعطى دلالة على فعالية المجتمع والحراك الصحي الموجود فيه والعمل على مسايرة سرعة الطفرات الإعلامية لشبكات التواصل الاجتماعي وإظهار مدى علاقتها بالأجيال الناشئة. التحولات الرقمية ويتطرق المنتدى إلى مواكبة التلفزيون والصحافة للتحولات الرقمية، وأهمية الإعلام الرقمي وتسويق المحتوى، وصحافة الموبايل، والمنصات الحديثة، كما يناقش واقع الإعلام العربي، والتوجهات الحديثة في القطاع، والعديد من القضايا المتعلقة به؛ ومن خلال منصاته التفاعلية ومكوناته الجديدة. ويعد المنتدى فرصة كبرى لتواصل المعنيين والمهتمين بقطاع الإعلام السعودي والعربي والعالمي يضم الخبراء والمسؤولين وحتى العاملين في مختلف مساراته لإبراز مخرجات مؤهلة لتكون خارطة طريق للإعلام بكل فئاته وعناصره المحلية والعالمية. 100 ورقة عمل وسيتم خلال المنتدى الذي سيستمر لمدة يومين مناقشة أكثر من 100 ورقة عمل وتجربة ثرية، وورش، ونقاشات مهنية وتحليل ومناقشة الإعلام في عالم يتسم بالتحول والتشكل من جديد، ويستلهم المنتدى السعودي للإعلام منظومة متكاملة من أجل التميز والتنافس والإبداع من خلال اللقاء والتواصل والحوار في جميع مجالات العمل الإعلامي بين قادة وخبراء وممارسي وباحثي الإعلام والاتصال ومع طرح العديد من التساؤلات. منصة لباحثي صناعة الإعلام وتكمن أهمية المنتدى كونه يعد منصة مهمة لقيادات وخبراء وباحثي صناعة الإعلام للنقاش والحوار، حيث يجمع في فعالياته أكثر من 1000 قيادي وخبير وباحث إعلامي من دول العالم تحت سقف واحد يبحث قضايا متخصصة ورؤية وتجربة وورشة ولقاء مهني، يحتويها المنتدى ويتداولها المشاركون فيه، كما يتيح المنتدى بيئة مهنية متقدمة لتباين الآراء وتعددها ومناقشتها، من أجل إثراء المعرفة المتخصصة في مجالات الإعلام والاتصال. تشجيع الحوار الحضاري ويشجع المنتدى على الحوار الثقافي والحضاري المبني على الإيجابية والانفتاح توضيح دور الإعلام والاتصال في تعزيز الرسالة التي تقوم عليها المجتمعات المعاصرة نحو تعزيز قيم التنوع والتسامح والسلام والتعايش واحترام الآخر، ومن أهداف المنتدى السعودي للإعلام وضع أسس حوكمة الإعلام وتأثيراته المباشرة ومناقشة واقع الصناعة الإعلامية وتحدياتها التنظيمية الثقافي للتراث ومبادراته والثقافية والمهنية والتقنية والعوامل المعاصرة المؤثرة فيها، وتعزيز العناية بصناعة المحتوى الإعلامي، ومناقشة دوره بلورة دور الممارسات الإعلامية والاتصالية كقوى ناعمة في تشكيل الرأي العام في البيئة الجديدة للإعلام، تسهم في بناء السمعة للدول والمجتمعات، ومناقشة دور التحول الرقمي للصناعة الإعلامية في تعزيز رؤية 2030 وتسليط الضوء على دور تأهيل العنصر البشري في البيئة تنافسية وسائل الإعلام. الجديدة للإعلام والاتصال، واستعراض التجارب الدولية الناجحة في الصناعة الإعلامية. تجارب متقدمة لصناع الإعلام ويناقش المنتدى سبل تطوير تجهيزات الإعلام ومرافقه، مع أحدث طرق تطوير وتأهيل الكوادر الإعلامية، وسيوفر المنتدى الوسائل الهامة للتطوير والاحتكاك مع تجارب متقدمة وبناء شبكة علاقات واسعة لصناع الإعلام حول العالم، كما يشكل المنتدى تظاهرة إعلامية كبرى ستوصل لمنهجية إعلامية مبتكرة في خارطة الإعلام والاتصال.