ارتفعت حصيلة ضحايا حادث غرق قارب في باكستان الأحد إلى 51 قتيلا، كما أفادت الشرطة الثلاثاء، بعدما انقلب القارب الذي كان محملا فوق طاقته ويقل تلاميذ مدرسة في مياه سد بحيرة تاندا دام الواقع في إقليم خيبر بختونخوا. وبذل عناصر الانقاذ جهودا استمرت ثلاثة أيام في مياه جليدية لانتشال جثث تعود إلى 49 تلميذا تراوح أعمارهم بين سبعة و14 عاما، إضافة إلى مدرّس وقائد القارب. وقال المسؤول في أحد أجهزة الإنقاذ، خاطر أحمد، إن "مياه السد كانت جليدية بسبب الطقس البارد ما أعاق مهمة الإنقاذ. لكنّ الغواصين تمكنوا اليوم من النزول إلى مستويات عميقة لانتشال الجثث المتبقية". و"شارك أكثر من 25 غواصا في مهمة الانقاذ بدعم من غواصي الجيش" بحسب قوله. وكان مسؤولون أعلنوا عقب الكارثة التي وقعت الأحد مقتل 10 أشخاص. وروى محمد عمر الذي يبيع الشاي في موقع للنزهات يطل على الوجهة السياحية الشهيرة المقصودة خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع، أن عشرات الأهالي والأقارب تجمعوا في المكان خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف خلال اتصال مع وكالة فرانس برس الثلاثاء "في كل مرة تنتشل جثة من مكان الحادث، كانوا يهرعون إلى الغواصين ليروا ما إذا كان ابنهم وفي كل مرة كنا نسمعهم يصرخون ألما وحزنا". * مياه خضراء - تقع بحيرة تاندا دام على مسافة حوالى خمسة كيلومترات من المدرسة القرآنية، في كوهات في إقليم خيبر بختونخوا. وأعلن الناطق باسم الشرطة فضل نعيم حصيلة القتلى الجديدة الثلاثاء بعد انتهاء مهمة الإنقاذ. وأكدها المكتب الإعلامي للجيش. وأوضح نعيم لوكالة فرانس برس "القارب كان محملا فوق طاقته، وهي 20 إلى 25 شخصا". وأشار إلى انقاذ خمسة أشخاص هم أربعة تلاميذ ومدرّس. ونشر الجيش الباكستاني مشاهد تظهر غوّاصين يجتازون البحيرة بزوارق مطاط ويدخلون المياه الخضراء لسحب جثث الأطفال. وقال الطفل محمد مصطفى البالغ 11 عاما والذي نجا من الغرق، من سريره في المستشفى في بلدة كوهات القريبة، الأحد إن "القارب انقلب فجأة" مضيفا "كانت المياه شديدة البرودة وتخدر جسدي، كنت على وشك الإغماء عندما أنقذني رجل". وفي اليوم نفسه، قضى 41 شخصا على الأقل في احتراق حافلة بعد سقوطها عن جسر شمال مدينة بيلا الواقعة في ولاية بلوشستان (جنوب غرب). وتكثر هذه الحوادث في باكستان لأسباب منها تقادم المراكب وفقدانها التوازن ما يؤدي إلى انقلابها وغرق ركابها. ولا يجيد الكثير من الباكستانيين لا سيما النساء السباحة، بسبب التقاليد المحافظة في بلادهم. في تموز/يوليو الماضي، غرقت 18 امرأة على الأقل بعد انقلاب قارب محمّل بنحو 100 فرد من العائلة نفسها خلال موكب زواج بين قريتين. وبحسب منظمة الصحة العالمية، قتل أكثر من 27 ألف شخص على طرق باكستان في 2018.