حين تكون واثقاً من سيرتك ومنجزاتك، لن يرتفع صوتك أو ترتبك أو ترتكب الأخطاء الواضحة والفاضحة لتخوفك من توثيق المنجزات أو تقييمها بمعايير محددة مطبقة على الجميع. حين تستجدي المنجزات والألقاب من دورات تنشيطية وترفيهية فاعلم أن هناك خللاً كبيراً جداً في عملك وسيرتك ومسيرتك. ولتعلم أنك بهذا الأسلوب تبحث عن ردم الفجوة الكبيرة بينك وبين المنافسين «مجازاً» في قاموسك أنت لوحدك، فلو ألقينا نظرةً متفحصة على الأندية الأخرى في المملكة العربية السعودية فنجد أن هناك تفرداً لنادي الهلال ويكتب تاريخه في كتابٍ لوحده، وباقي الأندية تكتب في كتاب آخر بعيداً عن الهلال، فالهلال يسكن السماء والبقية يبتعدون عنه بسنوات ضوئية ولن يستطيعوا الوصول إليه مهما فعلوا وافتعلوا وألفوا.. وإن كنت تريد ردم هذه الفجوة بأسلوب حقيقي فعليك الاعتراف بهذه الفجوة الكبيرة لتبدأ في ردمها بالعمل والاجتهاد وتحقيق البطولات وليس من خلال التأليف وتجميع الألقاب على طريقتك الخاصة، والمشكلة أنك تعلم أن الجميع يعلمون أنك تؤلف هذه المنجزات من نسج خيالك. إن التاريخ لا يحجب بغربال ولا بصياح أو نواح عبر الفضائيات ومساحات السوشيال ميديا، فهون على نفسك لأنك الخاسر الوحيد في معركة توثيق البطولات ومشكلتك الكبرى أنك تبشر بأعظم «النصر».. الفقر ليس عيباً بل العيب هو ادعاء الغنى ومناطحة الكبار في سوقٍ أنت الخاسر الأكبر فيه.. رأيت ورأى الجميع حين أعلن الاتحاد السعودي عن لجنة توثيق البطولات والتي ستخضع لمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أصدروا بياناً أوضحوا فيه عدم اعترافهم بنتائج هذه اللجنة لأنهم يعلمون مسبقاً أنهم خاسرون في هذه المعركة ويرفضون الانتقال للسوق المنظم بل يرغبون الاستمرار في حراج يتسلى فيه إعلام الباراشوت وجماهير مغلوبةٌ على أمرها.. اعتقاداً منهم أن هذه الضربات الاستباقية ستجعلهم ينجحون ويكونوا في مصاف أندية شرفت الوطن والمواطن في المحافل الرياضية الدولية.. قلتها سابقاً وأعيدها وأكررها لا تحملونا سوء اختياركم لميولكم الرياضي، فأنتم المسؤولون الوحيدون عن هذا الاختيار.. ختاماً الكل ينتظر توثيق البطولات وإنهاء هذا الجدل المفتعل ممن فقدوا القدرة على المنافسة في الملاعب وسببوا لنا المتاعب بسبب الصياح النواح.. ولا أنسى أن أقول إن الأجيال القادمة أمانةً في أعناق المسؤولين عن الرياضة السعودية حتى لا يتم التلاعب بهم ليتم تورثيهم بالقوة الجبرية تشجيع هذا النادي أو ذاك. فايز الغامدي