توقع عالم أوبئة بارز في الصين أن تستمر ذروة موجة كوفيد-19 في البلاد من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وأن يتفجر الوضع قريبا في المناطق الريفية الشاسعة. ويتوقع أن يزيد انتشار العدوى في المناطق الريفية حيث يعود مئات الملايين إلى مسقط رأسهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وتبدأ العطلة رسميا من 21 يناير، وكانت توصف قبل الجائحة بأنها أكبر حركة تنقلات سنوية في العالم. وتخلت الصين في الشهر الماضي عن نظام صارم شمل عمليات إغلاق جماعي أذكت احتجاجات غير مسبوقة في أنحاء البلاد في أواخر نوفمبر، وأعادت فتح حدودها أخيرا يوم الأحد الماضي. لكن رفع القيود سمح للفيروس بمهاجمة السكان البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، ويعيش أكثر من ثلثهم في مناطق تجاوزت فيها الإصابات ذروتها بالفعل، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية. وحذر تسنغ جوانج، كبير علماء الأوبئة السابق في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من أن الأسوأ لم ينته بعد، وفقا لتقرير نشره موقع سايشين المحلي أمس الخميس. ونقل الموقع عن تسنغ قوله «كانت الأولوية هي التركيز على المدن الكبيرة. حان الوقت للتركيز على المناطق الريفية». وقال إن عددا كبيرا من سكان الريف، حيث المرافق الطبية أضعف نسبيا لا يحظون بالاهتمام اللازم بما في ذلك كبار السن والمرضى والمعاقون. فيما قالت السلطات إنها تبذل جهودا لتحسين إمدادات الأدوية المضادة للفيروسات في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع توفير علاج مولنوبيرافير المضاد لكوفيد الذي تنتجه شركة ميرك اند كو في الصين اعتبارا من الجمعة. من جانب آخر قال معهد روبرت كوخ الألماني إن نسبة الحالات التي تنطوي على متحور جديد لفيروس كورونا كانت منخفضة في ألمانيا، في حين أن عدد حالات الإصابة بالفيروس على مستوى البلاد لا يزال ينخفض بشكل مطرد. وأوضح المعهد في تقريره الدوري عن كوفيد-19 الصادر يوم الخميس: «إن نسبة الإصابات بالمتحور «إكس بي بي 1 .5 «، المنتشر بشكل كبير في الولاياتالمتحدةالأمريكية، هي 1% «. وتابع المعهد أن نسبة الإصابات بالمتحور خلال الأسابيع السابقة كانت أقل من 0,5%. وأشار إلى أنه، وفقا للبيانات الأولية، يبدو أن المتحور يزداد بسرعة أكبر من المتحورات الأخرى التي كانت وما زالت تنتشر في الماضي. وتستند البيانات إلى عدد صغير جدا من الحالات من نهاية العام الماضي، حيث يجري فحص الجينوم الفيروسي الكامل فقط في نسبة صغيرة جدا من العينات الإيجابية. بالإضافة إلى ذلك، كانت القدرات الاستيعابية للمختبرات أقل خلال الإجازات وبداية العام، وفقا لمعهد روبرت كوخ. وعلى مستوى البلاد، انخفض معدل الإصابة لمدة سبعة أيام بنسبة 14% الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق. وقال التقرير «بعد التراجع الكبير والزيادة الطفيفة المؤقتة قبل نهاية العام، هناك الآن دلائل على وجود مزيد من التراجع في عدد الحالات». ومع ذلك، يقول الخبراء إنه لم يجر تسجيل عدد كبير من الحالات من قبل معهد روبرت كوخ، لأن الإحصائيات تشمل فقط الإصابات التي أكدها اختبار «بي سي آر». ولا يخضع كل المصابين للاختبار.