نشاهد اليوم حراكاً محموداً من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، يمتد لما هو أبعد من سن التشريعات أو تطبيق أنظمة، فالهيئة دأبت على التواصل مع السوق، وتقصي تحدياته، والوصول إلى الشركات والمؤسسات والأفراد على كافة المستويات، إيماناً منها بدورها المجتمعي الفعال، وتأصيلاً لهدفها بالمشاركة الفعالة في المنظومة الاقتصادية، واستمراراً لذلك ها هي تُنظم أول مؤتمر لها بعد الدمج لمواكبة التطور العالمي في مختلف المجالات، خاصة أتمتة قطاعاتها، إيماناً منها على ضرورة المضي قدماً في الأتمتة الشاملة في منظومة خدماتها، وهو جزء من سعيها الدائم لتطوير آليتها وتسهيل خدماتها المقدمة للمستفيدين، وتحفيزهم على تطوير آليات التواصل معهم. ففي وقت تسعى فيه المملكة العربية السعودية لاستقطاب الخبرات وتبادلها في كافة المجالات، والاستفادة منها على أكمل وجه، يأتي مؤتمر هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تحت شعار «منظومة رقمية متكاملة لاستدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن» بنسخته الأولى، والذي سيقام خلال المدة 8-9 فبراير المقبل في العاصمة الرياض، برعاية من معالي وزير المالية ورئيس مجلس إدارة الهيئة، وبمشاركة خبراء ومهتمين في الشأن الزكوي والضريبي والجمركي، ليعزز هذا الهدف الطموح، داعماً لمنظومة رقمية متطورة ومتكاملة، وتحقيقاً لاستدامة الاقتصاد المحلي، وتعزيزاً للأمن الوطني، وبالتالي ينعكس على دور الهيئة في الاقتصاد الوطني وتنمية روافده، مما يجعل المؤتمر فرصة واعدة لرفع الوعي بالإجراءات، ورفع مستوى الامتثال بالأنظمة والقوانين، ومنصة تواصل احترافية لكل المهتمين في ممارسات الزكاة والضريبة والجمارك. كما يسلط مؤتمر الهيئة الضوء على جزء من توجيه القيادة السامي نحو رقمنة كافة التعاملات الحكومية، ووضع ذلك ضمن الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، وقاعدة تبني عليها الجهات الحكومية برامجها، حيث يناقش أهم التجارب والممارسات في هذا المجال، ويقيس النماذج المعاصرة وكيفية الاستفادة منها محلياً، وهو ما تسعى الهيئة لتطبيقه باستمرار، لتكون أنموذجاً عالمياً في إدارة الزكاة والضرائب والجمارك، فيوازي عملها الرئيس اضطلاع واستشعار مسؤولية إعلامية توعوية تثقيفية، تبرز فيه نشاطها ومنجزاتها، وفق خمسة مسارات رئيسة، هي تعزيز الجانب الأمني، وبناء منظومة فاعلة، ورفع نسبة الامتثال والالتزام، وتحسين تجربة العميل، ودعم التنمية الاقتصادية، مسارات تهدف لتعزيز المنظومة الاقتصادية، بالإضافة للعديد من المبادرات والإعفاءات مؤخراً. شخصياً، أرى أن المؤتمر فرصة رائعة للاطلاع على تفاصيل وخطط أحد أهم المنظمين للحركة التجارية في المملكة، وكيف هي رؤيته ومشاركته في النهضة العامة في البلاد، كما أدعو الجميع لاغتنامها، خصوصاً من يخوض أسبار العمل التجاري ويتطلع إلى مواكبة تطورات الساحة.