هي غالية بنت الشيخ عبدالرحمن بن سلطان البدري البقمي وزوجة الشيخ حمد بن عبدلله بن محي البقمي شيخ أهل تربة من قبائل محاميد البقوم. هذا التعريف الأولي لها من حيث النسب والمكانة الاجتماعية وصلت (سن 40) وهي تعيش في بيت زوجها مثلها مثل أي سيدة في بيت من بيوتات العرب المعروفة ولكن الأقدار وضعتها على المحك في مفصل تاريخي من داخل قصرها ومن خارجه فقد توفي زوجها داخل القصر بينما كانت طلائع الجيش العثماني تقترب من سوره الخارجي. فتصرفت كما تصرف المرأة العربية الصابرة الحكيمة فأخفت موت الشيخ على الجميع مخافة أن يتفرق المدافعون أو يحدث خلاف على الزعامة. وأخذت تبعث لهم بالتوجيهات باسم الشيخ من داخل القصر عن طريق الخدم. ولما انتصر المدافعون في معركة (ريحان) التاريخية، وانتشر هذا الخبر المدوي وعرف الكل موقفها أصبح الجدل بين الناس حول شجاعة الرأي وشجاعة السيف وكل له رأيه ومبرراته أما المستشرقون المرافقون للحملة فوصفوها أوصافا غير واقعية وألبسوها ثوبا غير ثوبها وأعطوها صفة غير مألوفة للمرأة في الجزيرة العربية. كذلك الكتاب العرب قالوا عنها ساحرة، متأثرون بخرافات الشرق المتخلف في ذلك العصر وهناك من العوام من ينكر وجودها نهائيا. ولكن هناك أقلام محلية من العارفين بتاريخ الجزيرة وأحداثها وثقافة أهلها في مقدمتهم الأديب عبدلله بن خميس -رحمه الله- الفائز بجائزة الدولة التقديرية والذي ألقى عنها محاضرة وكتب عنها عدة مقالات في مجلة الحرس الوطني. وكذلك الدكتورة (دلال بنت مخلد الحربي) عضو مجلس الشورى التي كتبت عنها كتابا قيّما بعد جهد كبير واسمته (غالية البقمية دورها وحياتها) * وأخضعوا المعلومة المدونة من الخارج والمعلومة الشفاهية من الداخل إلى التدقيق والتمحيص الأكاديمي وقدموا صورة حقيقية لها. ونفوا عنها أسطورة أنها قائدة ميدانية تمتشق السيف وتركب الجواد وتمشي في مقدمة الجيش. وعلى كل من أراد أن يتطرق لها شعرا أو كتابة أو بعمل فني أن يرجع لهذه المصادر المسؤولة. وتقديرا لها فقد أطلقت الدولة اسمها على بعض الشوارع ومدارس البنات. وفد زرت تربه مؤخرا فلم أجد شيئا باسمها سواء أطلال قصرها شمال تربة ولأن الشعر عنها نادر أو يكاد يكون معدوما كتب عنها قصيدة على ضوء طرح الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- والدكتورة دلال بنت مخلد الحربي قلت: الستيره غاليه بنت الشيوخ في حصون محكمات أبروجها قصرها عال البنا ماهوب كوخ بين رابية تربه وامروجها ورايها خلا العدو منها يدوخ في نحر ريح تصافق هوجها احمر الاوداج أبو ذرب نفوخ قايد الحمله وباشة فوجها لجل موت الشيخ مايدث شروخ اخفته والراي من منتوجها كفها ماحط فالخده مشوج والمحاجر مابكي مدعوجها تزهم (ظهور السواني) في شموخ صبح والهيجا تلاطم موجها إلى أن قالت غاليه مازادها المستر رسوخ ولا تنقصها العرب باهروجها كان ابوها طيب راسه طنوخ كمل الباقي مكانة زوجها *غالية البقمية، دلال مخلد الحربي، الرياض: دارة الملك عبدالعزيز، ط1، 1434 شارع غالية البقمية غلاف غالية البقمية دورها وحياتها