تسير المملكة بخطوات ثابتة لتحقيق رؤيتها الطموحة واستراتيجياتها الهادفة في أن تكون رائدة في جميع مجالات الثقافة والفنون ومركزاً عالمياً للقطاع الثقافي من خلال الاستثمار بالمواهب المبدعة والكفاءات الواعدة ولبناء أقوى مجتمع للثقافة في المنطقة، حيث إن الرؤية المبتكرة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رسّخت مكانة المملكة الثقافية، وجعلتها مركزاً متميزاً لابتكار نماذج العمل الثقافي والمفاهيم المجتمعية المتقدمة وتوظيفها واعتمادها في برنامج تنمية القدرات البشرية، وبرنامج جودة الحياة. إطلاق وزارة الثقافة ووزارة التعليم، مؤخراً، بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني؛ استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، بصياغة خطط استشرافية وأهداف للاستثمار في الثقافة، جاء ليعزز مكانة الثقافة ضمن العناصر الرئيسة الأكثر جذباً لمشروعات تحسين جودة المجتمع عبر رؤية مستقبلية فريدة ومبتكرة. أدركت المملكة العربية السعودية انطلاقاً من الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة أهمية قطاع الثقافة ودوره في تحسين جودة حياة المجتمع، حيث دشنت خلال المرحلة الفائتة العديد من الاستراتيجيات والخطط والمبادرات الرائعة لتنمية ذلك القطاع والارتقاء به إلى مجالات أرحب في ظل رؤية المملكة 2030، وقطعت شوطاً كبيراً في دعم وتمكين المبدع السعودي وتهيئة القطاع الثقافي بآلياته، باعتبارها أحد المرتكزات الرئيسة الداعمة للنموذج الثقافي الجديد للدولة خلال السنوات المقبلة. ولعل حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رسم عهداً جديداً لقطاع الثقافة السعودي، عندما قال سموه في أحد اللقاءات التلفزيونية: "إن من غير المعقول أن يبزغ فجر الإسلام من هذه الأرض المقدسة، وليس فيها متحف إسلامي يعرض آثار هذا الدين الأقوم"، وكذلك حينما قال: "سنُعنى بالمسرح والسينما والترفيه عامة بما لا يخالف شريعتنا الغراء". وغنيٌّ عن القول، إن التعليم والثقافة هما جناحا التطوير في المجتمع، اللذان تقوم عليه ركائز مسيرة التنمية، ومخرجات التعليم تجعلها شريكاً أساسياً وفاعلاً في احتياجات سوق العمل في القطاع الثقافي، وستصبح المملكة مركزاً رئيساً لمجتمع الثقافة حيث الموهبة والإبداع والنبوغ.