وطننا أرض القمم بكل معانيها، أرض سخية معطاء تثمر الخير للجميع، وانعقاد ثلاث قمم في عاصمتنا الحبيبة الرياض أمر واقعي جداً، فالرياض قبلة لكل من أراد أن يكون عالمنا عالماً متناغماً يعمل بتجانس وتفاهم، وحوار يؤدي إلى نتائج ملموسة تحقق الفائدة للجميع. العلاقات السعودية - الصينية شهدت في السنوات الأخيرة تقدماً في جميع المجالات، حيث المملكة شريك استراتيجي للصين، وتلتقي رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية في اتجاه واحد، يجعل من التنمية والمصالح المشتركة أساساً في التعاملات في ظل احترام متبادل للاختلاف، ما جعل العلاقات الثنائية تتطور بوتيرة متسارعة؛ كونها بنيت على أهداف واضحة، وأسس متينة تعمل في الحاضر من أجل المستقبل. انعقاد القمم الثلاث السعودية - الصينية، الخليجية - الصينية، والعربية - الصينية في الرياض حدث بالغ الأهمية، فاجتماع القيادة بالرئيس الصيني، ومن ثم اجتماعه بالقادة الخليجيين والعرب يؤسس لمرحلة مقبلة من التعاون المكثف في مجالات عدة، تعود بالنفع على جميع أطرافها، كما أن القمم تنعقد وسط ظرف عالمي معقد ودقيق، يحتاج العالم فيه أن يكون أكثر عقلانية، وأكثر تفاهماً لتجنب خطر الانزلاق إلى متاهات اختلاف المصالح الدولية، فالقمم الثلاث ستضع الأسس لمرحلة مقبلة من التعاون الاستراتيجي البناء، الذي تكون المصالح المشتركة وتواؤم الرؤى هما الأساس فيه، فالصين كدولة عظمى والمملكة والدول الخليجية والعربية بما لها من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم لديهم من الإمكانات والنيات ما يجعل اجتماعاتهم تسير وفق نهج منتظم من تحديد الأطر التي من خلالها تتحقق الأهداف التنموية التي من شأنها توثيق العلاقات، وأخذها إلى مراحل أكثر تقدماً في مسيرة العلاقات المشتركة.