تُعد جزر فرسان الواقعة على بعد 50 كيلو متر تقريبا باتجاه الغرب من مدينة -جازان وسط البحر الأحمر، من أهم المواقع السياحية والاستثمارية بمنطقة جازان بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة، بما تمتلكه من مقومات طبيعية وفرص استثمارية واعدة في شتى المجالات السياحية والاقتصادية وغيرها من المجالات، ما جعلها محط أنظار السائحين والزائرين والباحثين عن جمال الطبيعة والشواطئ الرملية الفريدة والنزهات البحرية والغوص وصيد الأسماك وليالي البحر والسمر على ضوء القمر- حتى أصبحت أحد أهم المواقع السياحية بجازان لما تضمه من إمكانات سياحية مميزة ومواقع جذابة وأماكن أثرية، جعلت منها مقصداً للسياح والمستثمرين. واحتفظت جزر فرسان بكل تلك المقومات بالإضافة إلى توفر البيئة الصحية التي قلما توجد في مكان أخر غير جزر فرسان، والتنوع والثراء والخصوصية التي جعلت الجزيرة مؤهلة بكل المقاييس لتكون موقعاً مناسباً لحماية وتكاثر العديد من الكائنات الحية البرية والبحرية ومقصد للطيور المهاجرة في رحلتها السنوية من الشمال إلى الجنوب والعكس. وتمتاز جزر فرسان بتنوعها الأحيائي الكبير والفريد الذي يميزها عن سائر محميات المملكة العربية السعودية، حيث تحتوي على أكثر من 230 نوعاً من الأسماك، والعديد من الأحياء البحرية الفطرية المهددة بالانقراض كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة صقرية المنقار وعرائس البحر والدلافين وبعض أنواع الحيتان واسماك القرش، إضافة إلى 50 نوعاً من المرجان وكثرة الأعشاب والطحالب البحرية وغابات القندل والقرم المهمة كحاضنات لصغار الأسماك والقشريات. فيما احتل الغزال من بين تلك الحيوانات والطيور والكائنات الحية مكانة مميزة في جزيرة فرسان منذ التاريخ القديم للجزيرة، حيث تجوب أسراب الغزلان أرجاء فرسان وتقترب إلى حدود مساكن الأهالي، ما جعل جزر فرسان في مجملها أكبر تجمع للغزال «الادمي» في المملكة، والعديد من أنواع الطيور ومزاراً سنوياً لسمك الحريد الذي يزور جزر فرسان مرة واحدة في كل عام، ما يضيف رونقا للحياة الطبيعية بالجزيرة، ويعزز فرصة التنوع الإحيائي والبيئي الذي تمتاز بها جزر فرسان. وأسهم التنوع الأحيائي لجزيرة فرسان التي تم إعلانها محمية طبيعية في العام 1407ه في وضعها في مصاف المحميات الطبيعية المنتشرة في مناطق مختلفة من المملكة، حيث تحتوي الجزيرة على نحو 145 نوعًا من الطيور، وتضم أكبر تجمع للبجع وردي الظهر في البحر الأحمر، وأكبر تجمع للعقاب النساري في الشرق الأوسط. وفي الجانب النباتي، تحوي أكثر من 180 نوعاً من النباتات، أربعة منها يقتصر وجودها في المملكة على جزر فرسان، فرسان بأهميتها التاريخية والمؤهلة لأن تكون من مواقع التراث العالمي. كما جاء تسجيل «جزر فرسان» ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في (اليونسكو) تأكيداً لأهمية الجزيرة وامتداداً لحرص القيادة الحكيمة واهتمامها بكل ما يبرز حضارة وتراث المملكة واحتلالها المكانة التي تستحقها على جميع الصُّعُد وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية، كما تعد مبادرة تطوير جزر فرسان وتحويلها إلى واجهة سياحية إحدى المبادرات الداعمة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. كما تحتضن جزر فرسان العديد من المواقع السياحية الأثرية التي يرتادها الزوار على مدار العام، ومنها وادي مطر الواقع جنوب الجزيرة ويضم أطلالا ذات صخور كبيرة عليها كتابات حميرية، وقرية القصار بالجزيرة التي يوجد بها موقع «الكدمي» الذي يحوي بنايات متهدمة ذات أحجار كبيرة وبقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومان، وموقع «العرضي» وموقع «جبل لقمان» الذي يحوي حجارة ضخمة متهدمة تشير إلى أنقاض قلعة قديمة، وبالقرب منها بعض المقابر القديمة، إلى جانب «بيت الجرمل» في جزيرة قماح والعديد من البيوت الأثرية كبيت الرفاعي والمساجد، التي تم بناؤها وفق طراز معماري فريد يحكي فن العمارة في تلك الفترات الماضية ومسجد النجدي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1347ه فضلا عن العديد من المواقع الأثرية والنقوش القديمة المتناثرة في مختلف جزر فرسان. وينتظر جزر فرسان مستقبل سياحي واعد من خلال ما ستشهده خلال السنوات القادمة من مشروعات واستثمارات سياحية وبنى تحتية وخدمات إيوائها ستجعل من جزر فرسان وجهة سياحية مهمة للباحثين عن متعة السياحة البحرية والشواطئ البحرية البكر والمناظر الطبيعية الخلابة بجزر محافظة فرسان. مقصد للطيور المهاجرة في رحلتها السنوية أسراب الغزلان تجوب أرجاء فرسان