فرض حارس منتخب فرنسا هوغو لوريس وقائده منذ العام 2010 نفسه في تشكيلة أبطال العالم التي تواجه بولندا اليوم في ثمن نهائي مونديال 2022، باعتباره قائدًا "موثوقًا به" و"هادئًا" وشخصاً يستطيع التواصل مع الجميع، سيصبح الحارس البالغ من العمر 35 عامًا، الفرنسي الأكثر مشاركة في التاريخ الأحد، بالتساوي مع ليليان تورام (142 مباراة)، بعد خوضه مسيرة سلسة ومنتظمة بدءًا من نيس، مسقط رأسه، وصولاً إلى توتنهام الإنجليزي حيث يلعب منذ 10 أعوام، مرورًا أيضا بنادي ليون الذي كان مسرحا لبروزه الأهم في مسيرته، ومع مرور السنوات، أصبح هذا الطفل من كوت دازور حارس عرين كليرفونتين، المركز التاريخي لمنتخب فرنسا الذي فتح له ذراعيه في عام 2008 بدعوة من ريمون دومينيك. ومن ثمّ تم تعيينه قائدا للمنتخب من قبل لوران بلان في نوفمبر 2010، بعد فشل "كنيسنا" الذريع (في الإشارة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010). وسبق أن قال الحارس المخضرم قبل مشاركته الرابعة في نهائيات كأس العالم "الفتى الذي كان عمره 23 عامًا، عندما حصلت على شارة القيادة، والرجل الذي أنا عليه اليوم مختلفان تمامًا، حتى لو التزمت بالمبادئ نفسها". "الاستقرار"، "الاستمرارية"، "الهدوء"، و"الطمأنينة". إنها أبرز الصفات لقائد منتخب بفرنسا حسب زميله وصخرة دفاع فرنسا رافايل فاران، الشاهد الأبرز على حجم لوريس لمنتخب فرنسا وأسهب قائلا: "لدي الكثير من الاحترام له، للرجل الذي هو عليه. كانت فرصة للحصول على هذا الاستقرار في منتخب فرنسا ولفترة طويلة. إنه لاعب موثوق به للغاية ينقل هدوءه وطمأنينته إلى جميع اللاعبين". في غيابه الأربعاء أمام تونس (خسارة 0-1)، افتقر الزرق أيضًا إلى الهدوء، ولم يكن المخضرم ستيف مانداندا مصدرا للثقة. نموذجي يصف والده لوك لوريس "بالنسبة لمن يعرفه عن كثب، فهو محترف لا يمكن تعويضه، ولا يتنازل بسهولة". ويشدّد لوريس الأب أيضًا على "الانضباط الشخصي" الذي "يمكن أن يولّد دعم" اللاعبين والمدربين على حد سواء له حتى لو كان بعيدًا عن السعي وراء ذلك"، أينما ذهب، يكوّن لوريس علاقة خاصة مع المدربين الذين يعهدون إليه الثقة لحراسة العرين ويعتمدون على قيادته بكلمات قليلة، ويؤكد تيري مالاسبينا الذي عرفه كمدرب في مركز للتدريب في نيس عندما كان في سن الخامسة عشرة "إنه متحفظ، لكنه مؤثر. إنه قائد حقيقي للاعبين. في غرفة خلع الملابس أو في الميدان، عندما يعبر عن نفسه، يفعل ذلك جيدًا، وأنت تستمع إليه". بدوره، قال مدرب فرنسا ديدييه ديشان انه وجد استمرارية وثباتا في لوريس، واصفا اياه برجل الثقة مضيفا "إنه ليس شخصًا متطلباً جدًا أو يبحث عن الضوضاء"، ويوضح لوريس "عندما تتحمل مسؤولية القائد، يكون لدينا واجب تجاه الآخرين: أن نكون قدوة، ولكن أيضًا لإظهار القيادة"، وتابع "بصراحة، في بعض الأحيان لا نحتاج بالضرورة إلى التحدث". وأشار مهاجم منتخب انكلترا وزميله في توتنهام هاري كين "إنه يعرف متى يرسل الرسالة الصحيحة"، وأضاف "إنه رجل مجتهد وهادئ ولكنه أيضًا رجل شغوف حقًا". لا يختبئ يعرف لوريس أيضًا كيفية تنظيم حياته والفصل عندما يجب. لا يزال الأب لثلاثة أطفال متحفظًا مع عامة الناس، رغم كونه شخصا سلسا جدا، إنما لطالما عُرف أنه رجل يتمتع بشخصية قوية وصريحة. يؤكد لوك لوريس ذلك "عندما يكون هناك شيء غامض، فإنه لا يخفي". وأضاف "في أي مشكلة، سيفضل دائمًا الشفافية، والاجتماع وجهًا لوجه". يرفض بطل العالم 2018 أيضًا المزج بين الرياضة والسياسة، وتحديداً قبل كأس العالم عندما سارع للتخلي عن شارة "حب واحد" حيث فضّل "إبقاء التركيز على لعبة كرة القدم"، عندما يتعلق الأمر بالامور الفنية، فإنه لا يتردد في الإشارة علنًا إلى اختلالات في أداء المنتخب الفرنسي حيث قال بعد البقاء لمباراتين دون فوز "في بعض الأحيان قد تضطر إلى معرفة كيفية إنهاء المباراة في الماضي، من خلال اللعب حتى بشكل أقل قليلاً، كنا قادرين على الفوز بطريقة مختلفة".