خلال الأيام الأولى من منافسات كأس العالم 2022 لكرة القدم، نجحت قطر في تقديم أبلغ رد، بشكل عملي ملموس، على كل الانتقادات والادعاءات التي طالتها خاصة خلال الأسابيع السابقة لانطلاقة البطولة. فبمجرد حصول قطر، قبل 12 عاما، على حق استضافة المونديال، بدأت موجة مستمرة من الانتقادات والتشكيك في قدرتها على استضافة أبرز حدث عالمي واستيعاب جماهير الساحرة المستديرة من مختلف الثقافات وتوفير تجربة مميزة لها. وعادة ما تشهد الفترات السابقة لأي بطولة رياضية كبيرة، عبارات إشادة وكذلك عبارات انتقاد من مسؤولين ومدربين ونجوم بارزين، لكن تبقى الكلمة الأهم هي كلمة الجماهير، التي تشكل العنصر الأساسي للعبة والشاهد ذو الرؤية الأقرب. ومنذ بدء توافد الجماهير على قطر لحضور منافسات مونديال 2022، كان الانبهار والإشادة هما العامل المشترك في آراء المشجعين من مختلف القارات والدول. ونجحت قطر في توفير كل سبل الترحيب والاستقبال الحافل لضيوفها منذ اليوم الأول من توافد المشجعين، من حيث تسهيل وتسريع الإجراءات لدى الوصول وكذلك آليات الإقامة والأهم من ذلك هو توفير سبل النقل المجانية والمريحة. وبجانب الحافلات وطرق النقل الأخرى، كان مترو الدوحة هو الوسيلة الأبرز والأكثر سهولة واستيعابا للمشجعين الذين توفرت لهم إمكانية استخدام المترو بالمجان بمجرد حمل بطاقة "هيا". فقد وفر مترو الدوحة بالفعل شبكة نقل عصرية ربطت بين أهم الوجهات الرئيسة في العاصمة وضواحيها وكان له دور هائل في تسهيل وتسريع حركة نقل الجماهير، وبأعداد كبيرة، بين الاستادات المستضيفة للبطولة. وتشهد محطات المترو أجواء احتفالية قبل المباريات وبعدها حيث تضج أركانها بهتافات التشجيع وترديد الأغاني وأسماء النجوم وتوقعات نتائج المباريات، وذلك وسط دعم مميز من الأفراد العاملين بالمترو حيث يحظى المشجعون بكل سبل التوجيه والمساعدة والترحاب. وخارج الملاعب ووسائل النقل، تعيش الجماهير تجربة استثنائية ومميزة بالفعل في الدوحة ومناطق المشجعين وعلى رأسها مهرجان الفيفا للمشجعين في حديقة البدع وكذلك سوق واقف والكورنيش وكتارا. ويتضمن مهرجان فيفا للمشجعين في حديقة البدع، منطقة العروض الحية والبث التي ينقل فيها البث المباشر للمباريات والفعاليات الترفيهية، ومنطقة الطعام حيث المطاعم وأكشاك الأطعمة المحلية والعالمية التي تلبي احتياجات جميع الأذواق، ومنطقة الألعاب حيث أنشطة التسلية، وكرة القدم، والفعاليات التي تناسب جميع أفراد العائلة. وتشهد حديقة البدع بشكل يومي توافد عشرات الآلاف من المشجعين ليعيشوا تجربة استثنائية من الأجواء الاحتفالية، وسط حالة انبهار بما تقدمه للضيوف من مختلف أنحاء العالم. وتشهد مناطق المشجعين حضورا أمنيا مكثفا يضمن تجربة آمنة لكل المشجعين والعائلات، حيث ينصب تركيز أفراد الأمن على ضمان سلاسة الحركة والحفاظ على السلامة وتقديم كل أوجه المساعدة والإرشاد بابتسامة تجسد الترحيب والبهجة باستقبال ضيوف قطر. كذلك تجسد انبهار الجماهير في سلوكهم خلال التجول في الطرق والشوارع حيث يحرص العديد على تصوير مقاطع البث الحي على وسائل التواصل الاجتماعي لنقل التجربة إلى ذويهم وأصدقائهم الذين لم يحالفهم الحظ في حضور المونديال. وتشهد الأسواق وأماكن التجمع الشهيرة مثل سوق واقف توافد أعداد هائلة من الجماهير للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية البهيجة وتناول الأطعمة والمشروبات بمختلف أنواعها واقتناء الهدايا، وسط جهود حثيثة من رجال الأمن على تسهيل حركة المرور وتقديم الإرشادات للضيوف والحفاظ على سلامة كافة الأفراد والعائلات، وهو ما لاقى استحسانا واضحا من قبل الجماهير.