ريادة الأعمال أصبحت متلازمة اجتماعية ذات صدى للاسم والمسمى لتوجه عصري جديد وأصبح رائد الأعمال ذا بعد جاذب رغم عدم فهم كثيرين لمؤداه وأهدافه وأصبح حالة تجاذبية بين عدة جهات. حيث بدأ المسمى مؤخراً يأخذ وضعاً مستقراً ومفهوماً ومتطلباً، أذكر في السنة الأولى التي عملت بها كصحفي؛ سألت أحد الزملاء الذين سبقوني في الصحافة عن أفضل التخصصات هل الصحافة الرياضية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية؟ فكان جوابه لي: اختر التخصص الذي تحس أنك لا تشبع نفسك منه فكلما بحثت عنه أكثر وجدت أنه أعمق من ذلك ولديك الكثير من الأسئلة عنه وعندما تجالس وتقترب مع أهل التخصص تجد نفسك قريباً منهم تألفهم ويألفونك، فإذا أصبحت صحفياً رياضياً صادق الرياضيين وحكام الملاعب، وإذا أصبحت صحفياً اقتصادياً صادق رجال الأعمال والمحللين الماليين. فبعد دخولي هذا المعركة الإعلامية وجدت نفسي لا أنفك عن الممارسة والمتابعة الجادة التي حققت لي نضجاً إعلامياً ريادياً. تحولت بعدها إلى صحافة ريادة الأعمال بمضامينها المميزة في التجارب الناجحة وأبعادها الموسيقية الرائدة. وفي أحد الأيام جمعني عشاء عمل مع المدير الإداري في الصحيفة، وكان ذلك في عام 2014م على ما أعتقد، وكان يخبرني أنه عندما دخل إلى العمل في الصحيفة قبل 10 أعوام كانت إدارة الصحيفة تعاني من مشكلة عدم وصول الصحيفة لجميع المنازل في المملكة، وكان يقول لي تردني شكاوى العملاء على جوالي يشتكون من تأخر وصول الصحيفة عن الساعة 8 صباحاً، وكان يقول إن البعض ينام متأخراً قبل نشرت الأخبار فيريد أن يشاهد الأخبار من الصباح الباكر، وأخذني الحديث معه عن أن الصحف هي من تشكل رأي المجتمع والبعض يعطي انطباعاً عن الشخص من خلال الصحيفة بمختلف ميولهم وتوجهاتهم الفكرية. وحالياً اختلفت القواعد فقد أصبحت جميع وسائل الإعلام في العالم في جيب القارئ وأصبح المحلل المالي والرياضي يصل إلى الجمهور مباشرة دون وجود الصحفي، وكنت أظن أنا نفسي كباقي الصحفيين مهنة الصحفي تكاد أن تموت، ولكن عندما التحقت في برنامج الإعلام الريادي الذي تنظمه هيئة (منشآت)، وكان يتضمن برامج مكثفة لفهم ريادة الأعمال وكذلك فهم عمل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار من أجل مساعدة الصحفيين في نشر ثقافة ريادة الأعمال. هذه المعلومات ستكون توجهاً خاصاً للإعلام المتخصص، فالوقت الكافي لقراءة آلاف المقالات عن موضوع ما لن يكون متاحاً إلا للمتخصص الذي يعنيه ما نشر، ولكن بادر عدد من الصحفيين الأذكياء وقالوا سوف ننشئ حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي تختصر مئة سطر في سطر واحد وهدفنا الدائم هو الحصول على ثقة القارئ فأصبح الصحفيون العاملون في هذه الحسابات يتقاضون رواتب مجزية لأن عددهم قليل، ووجدت أن ريادة الأعمال وغيرها من التخصصات كل يوم في تطور مستمر وتحتاج إلى إعلامي متخصص يعرف التخصص والتخصص الدقيق لكي يستطيع نقله لغير من المتخصصين بأسلوب مفهوم وجذاب، ولذلك أصبحت صديقاً لرواد الأعمال أعرف منهم وأنقل لهم ولغيرهم أهم المستجدات. وأصبحت ريادة الأعمال بعد أن كانت مفهوماً مستجداً صارت مجالاً رائداً ومنتجاً، له منهجيته وأبعاده المستجدة المتطورة كجزء من الإنتاج الاقتصادي المزدهر.