تزامناً مع احتفال منظمة "اليونسكو" باليوم العالمي للفلسفة، والذي يحتفى به في يوم الخميس الثالث من شهر نوفمبر في كل عام، تتوجه أنظار الفلاسفة والمفكرين في كل أنحاء العالم إلى العاصمة السعودية "الرياض" والتي ستحتضن الدورة الثانية من "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة"، تحت رعاية وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وذلك في الفترة ما بين 1 إلى 3 ديسمبر المقبل في مكتبة الملك فهد الوطنية. يشكل المؤتمر ظاهرة عالمية، حيث سيشهد مشاركة واسعة من المفكرين والفلاسفة والعلماء والفنانين ورواد الفضاء والكتاب والمؤرخين من مختلف الجنسيات، وهو يعقد هذا العام تحت عنوان: "المعرفة والاستكشاف: الفضاء والزمان والبشرية"، وذلك لمناقشة العلاقة بين المعرفة والاستكشاف، والحديث عن حيثيات هذه العلاقة التي تبلورت عبر تاريخ التفكير البشري، وتحديد آثارها على عالمنا المعاصر. ويرى الدكتور عبدالله المطيري أستاذ فلسفة التربية بجامعة الملك سعود، والعضو المؤسس لجمعية الفلسفة السعودية، أن اليوم العالمي للفلسفة فرصة عالمية للاحتفال بحبنا للحكمة، "كما يتزامن هذا التاريخ مع اقتراب موعد الدورة الثانية من مؤتمر الرياض للفلسفة وهو حدث سنوي ننتظره كل عام نظراً لأنه يعزز صلة الفلسفة بحياتنا، ويسعدني أن أكون مشاركاً في هذا المؤتمر والذي يركز في هذا العام على الاستكشاف والمعرفة، وبحضور الفلاسفة من داخل المملكة ومن جميع أنحاء العالم، وهو ما سيمنحنا فرصة لتوسيع مشاركتنا الثقافية ومد جسور التواصل بين الجميع". كما أن المتأمل للمشهد الثقافي في المملكة، سيلحظ أن "مؤتمر الفلسفة" يأتي استكمالا لسلسة تطورات نوعية وكبيرة في علاقة المملكة بالعلوم الإنسانية المعاصرة والقديمة، وسعيها الدؤوب إلى تكوين إنسان مبدع قادر على اكتشاف ذاته والتعامل مع الثقافات والأفكار كافة، ومؤمناً بالدور الفلسفي في بناء وصقل عقل الفرد والمجتمع. ولتدعيم الفكر الفلسفي المستنير بشكله العصري، اتخذت المملكة عدة قرارات هامة على مدار السنوات الماضية، إلى جانب الإعلان عن تدشين أول جمعية أهلية غير ربحية تعنى بالفلسفة، تجمع المهتمين والمهتمات بالشأن الفلسفي، لتمكينهم من المشاركة المجتمعية في المجال الفلسفي، وذلك في السابع من نوفمبر 2020. وفي ديسمبر 2021 نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة باستضافة نخبة من المختصين من داخل المملكة وخارجها ليكون منصة سعودية مرموقة لمناقشة مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، ودعم المحتوى الفلسفي متعدد الأبعاد والآفاق والموجّه لجميع الفئات المجتمعية، إلى جانب بناء جسور التعاون بين جميع المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، ودفع عجلة البحث العلمي والأكاديمي المرتبط بالنشاط الفلسفي. كل تلك القرارات لاقت استحساناً كبيراً من الكتاب والمفكرين والمثقفين، والذين اعتبروها دعائم أساسية لتنشأة جيل جديد قادر على التفكير الإبداعي الفلسفي بشكل فريد. واستمراراً لقاطرة التنمية الثقافية والفلسفية التي انطلقت في المملكة، يأتي انعقاد "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة" في دورته الثانية، تحت عنوان: "المعرفة والاستكشاف: الفضاء والزمان والبشرية". وتتمحور أهداف المؤتمر حول أربع نقاط رئيسية هي إيجاد مساحة حوار سنوية لمناقشة مستجدات علم الفلسفة وتطبيقاته الحديثة، ودعم إتاحة محتوى فلسفي متعدد الأبعاد والآفاق وموجه لجميع الفئات المجتمعية، وبناء جسور التعاون بين جميع المؤسسات الناشطة في مجال الفلسفة من مختلف دول العالم، ودفع عجلة البحث العلمي والأكاديمي في مجال الفلسفة. وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، بأن نجاح النسخة الماضية من المؤتمر أسهم في ترسيخ الدور الدولي للمملكة في مجال الفلسفة، وعزَّز من موقعها بوصفها مركزاً إقليمياً للحوار الفلسفي. وكانت وزارة الثقافة ممثلة في "هيئة الأدب والنشر والترجمة" قد دشنت العام الماضي "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة" كأول مؤتمر من نوعه في المملكة، اجتمع فيه الفلاسفة والأدباء والمفكرون من كل مكان تحت شعار "مهرجان الأفكار"، تناولوا فيه محوراً رئيسياً بعنوان "اللا متوقع"، وبحث مسارات متعددة من المجال الفلسفي. وجاء اختيار موضوع المؤتمر لهذا العام بهدف إنشاء نقطة التقاء ما بين العلوم والفلسفة، حيث سيتطرق خلاله المشاركون إلى العديد من الموضوعات العلمية الفلسفية مثل العلوم المعاصرة، والعدل المعرفي، وأخلاقيات الاستكشاف، وآخر التطورات التكنولوجية، ومعضلة الذكاء الاصطناعي، وجوانب الدبلوماسية الفضائية، والتغيّر المناخي والأزمات البيئية.