يواجه الأطباء العديد من المواقف التي تستدعي اتخاذ قرار حاسم فقد يكون تأخر ذلك القرار سبباً في وفاة أحدهم، والقيام بالجراحات ذات الصعوبة البالغة ليست بالأمر الهيّن على عائلة المريض، فهذا الطبيب تفوّق على عدد عملاق من أطباء العالم في أصعب العمليات الجراحية، فلقد استطاع أن ينقذ حياة ما يتجاوز 100 مريض وبذلك حقق رقماً قياسياً في مجال أكثر الجراحات تعقيداً، ولد الدكتور الجراح عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة عام 1955م، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أن موقفاً واحداً جعل الشّغف يتشرب قلبه لممارسة مهنة الطب، إذ سقط وقام بإيذاء نفسه وتطلب العلاج القيام بعدة غرز قام بها الطبيب دون استخدام أي مخدر موضعي، ومن تلك اللحظة رغب في أن يصبح طبيباً يخفف ألم ومعاناة المرضى. كما حصل الربيعة على بكالوريوس في مجال الطب والجراحة من جامعة الملك سعود في الرياض، ومن ثم سافر إلى كندا لاستكمال تعليمه، وعلى الرغم من النجاح والفرص التي توالت عليه اختار أن يعود إلى المملكة العربية السعودية، وتخصص في مجال فصل التوائم الملتصقة وذلك لصعوبتها ورغبته في إنهاء معاناة من أتى إلى الحياة ملتصقاً، ففي عام 1990 أجرى أولى عملياته والتي كانت لتوءم ملتصق في منطقة البطن والتي تكللت بالنجاح التام، ومن بعد نجاحه في هذه العملية استمرت سلسلة من عمليات الفصل وصلت أصداؤها إلى كل العالم، وبه وصل صيت المملكة إلى أن تصبح أيقونة في هذا النوع من العمليات فعلى مدار 30 عاماً استطاع إجراء ما يقارب 48 عملية، وتكريماً لجهوده تكفلت المملكة بنفقات الحالات التي تأتي من مختلف أقطار العالم. وشغل الربيعة عدداً من المناصب من أهمها وزيراً للصحة كما يشغل منصب المستشار بالديوان الملكي ومنصب المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما أن قيامه بعمليات الفصل لم يمنعه من التواصل مع تلك الحالات بعد مرور السنوات كالتوءم الشهير داريا وأولغا واللتين استغرقت عمليتهن 18 ساعة ونصف.