أكد الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة من الأزمات، منوهاً بأهمية هذه القمة والعمل على نجاحها. وأوضح خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة بالي، أنه شرف لإندونيسيا أن تستضيف قمة مجموعة العشرين، مشيرًا إلى أن إندونيسيا تركز على أهمية مبدأ الحوار لسد الفجوات والاختلافات؛ لمواجهة التحديات العالمية، وإيجاد حلول حسب ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي. وأفاد الرئيس الإندونيسي أن عام 2023 سيكون أشد صعوبة على العالم، مبينًا أن أزمتي الأمن الغذائي، وأمن الطاقة، تؤثران على الدول النامية. كما حث الرئيس ويدودو قادة دول العالم على "عدم إدخال العالم في دهاليز الحروب"، مشددًا على أهمية الاستعداد لمواجهة أي جائحة مستقبلية، من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعاون المشترك بين الدول لدعم التعافي، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، والتركيز على تحول الطاقة. من جانبه أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن أمن الغذاء والطاقة هو التحدي الأكثر إلحاحاً في التنمية العالمية، وأن السبب الجذري للأزمة الحالية ليس الإنتاج أو الطلب، بل تعطيل سلاسل التوريد والتعاون الدولي. وقال الرئيس الصيني في كلمته التي ألقاها أمام قمة مجموعة العشرين في بالي، إن العالم يجب أن يوقف محاولة تسييس قضايا الغذاء والطاقة أو استخدامها كأدوات وأسلحة، مشيراً إلى أن المخرج من ذلك هو أن تقوم جميع الدول، بالتنسيق مع الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية المتعددة الأطراف، بتعزيز التعاون بشأن الإشراف على السوق وتنظيمه، وبناء شراكات. ودعا إلى الحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة والسيطرة على التضخم العالمي وحلحلة المخاطر المنهجية في مجال الاقتصاد والمال، مشيراً إلى أن الاقتصادات المتقدّمة يجب عليها أن تخفض التداعيات السلبية للتعديلات في سياستها النقدية وضمان استقرار الديون لتبقى عند مستوى مستدام. كما دعا في ختام كلمته إلى رفع العقوبات الأحادية، وإلغاء القيود المفروضة على التعاون العلمي والتكنولوجي ذي الصلة. وكانت هناك علامة إيجابية عشية القمة تمثلت في الاجتماع الثنائي الذي استمر ثلاث ساعات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، إذ تعهدا بتكثيف الاتصالات على الرغم من العديد من الخلافات بينهما. وعلى هامش القمة، تُعقد محادثات ثنائية بين العديد من الزعماء، إذ يلتقي عدة زعماء مع الرئيس الصيني شي، الذي يقوم بثاني رحلاته الخارجية فقط منذ بداية جائحة كورونا. وتسعى دول مجموعة العشرين لتحسين جهود حماية المناخ وتمويلها، وذلك وفقاً لمسودة بيان ختامي مشترك للقمة. ورحبت الدول الأعضاء في البيان بالإجراء العام الممتد والجديد المتعلق بالمناخ، كما دعت جميع الأطراف ل"لتعزيز العاجل" لعملية خفض الانبعاثات، والتكيف مع تداعيات التغير المناخي بالاضافة إلى "سبل التطبيق". وتُعقد قمة مجموعة العشرين للمرة الأولى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، والذي وصفته موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة". ودفعت الحرب بعض الزعماء الغربيين إلى توجيه دعوات لمقاطعة القمة وسحب دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقاومت إندونيسيا ذلك، ورفضت سحب دعوة بوتين كما رفضت أيضاً ما قالت مصادر إندونيسية إنه ضغط من دول مجموعة السبع للتنديد بروسيا في القمة هذا الأسبوع. قالت مصادر دبلوماسية إنه ليس من المرجح على ما يبدو صدور بيان مشترك لمجموعة العشرين، والذي سيحتاج إلى موافقة جميع الأطراف.