بدأ العد التنازلي لبداية مشوار منتخبنا في مونديال قطر 2022، وهي المشاركة التي نطمح أن تكون مختلفة، وتليق بالدعم الكبير الذي تحظي به كرة القدم السعودية من القيادة، والذي أوصلها لمكانة كبيرة قاريًا وعالميًا، من خلال النتائج الإيجابية لمنتخباتنا وأنديتنا في مشاركاتهم الدولية، أو بجذب نجوم عالميين في دورينا. مواجهة ايسلندا أدخلت الطمأنينة في نفوسنا بعض الشيء، مقارنة بالوديات التي لعبها منتخبنا أمام كولومبيا والإكوادور وأميركا، لا أقصد نتيجة المباراة، إنما الشكل الفني للمنتخب داخل الملعب، مع تبقي وديتين مهمتين أمام بنماوكرواتيا خلال الأيام القليلة المقبلة، ويعجبني في رينارد أنه مدرب يعرف ماذا يريد، ويضع له في كل مرحلة أهدافا ويعمل على تحقيقها، فاللقاءات الثلاثة الودية المغلقة في أبو ظبي كانت أهدافه فيها لياقية، وبدءًا من ايسلندا أصبحت الأهداف "تكتيكية" وذلك بعد وصول لياقة اللاعبين للمستوى الذي يبحث عنه، نظرًا لأن اللياقة تلعب دورًا كبيرًا في تنفيذ اللاعبين لتكتيك المدرب. من دون شك أن مباراتي بنماوكرواتيا اختباران مهمان لرينارد واللاعبين، خصوصًا وأنه سيضع اللمسات الأخيرة لتشكيلة مواجهة الأرجنتين الافتتاحية، ويحسب للمدرب والجهاز الإداري جعل توقيت لقاء كرواتيا في نفس توقيت مباراة الأرجنتين، من أجل تأقلم اللاعبين على اللعب في هذا التوقيت من ناحية، ومن أجل تقييم جدول يوم المباراة للاعبين من ناحية ثانية، أقصد بذلك توقيت الاستيقاظ ووجبة الإفطار ونوعية الوجبة في ظل ضيق الوقت بين استيقاظ اللاعبين من النوم والنزول لأرضية الملعب لإجراء الأحماء وخوض مباراة قوية، كلها عوامل مؤثرة من شأنها أن تنعكس على اللاعبين، لا سيما في ظل الاختلاف الكبير بين توقيت المباريات في ملاعبنا وتوقيت مباراة الأرجنتين التي تتطلب جدول إعداد مختلف. رغم وقوع منتخبنا في مجموعة صعبة، إلا أنه من أبسط حقوقنا أن نطالب اللاعبين بمستويات مشرفة، لن نتمسك بمطالبنا بتحقيق الانتصارات والتأهل للأدوار النهائية، نظرًا للفوارق الكبيرة بيننا والمنافسين، ولعلنا نتذكر حديث سمو ولي العهد الواقعي للاعبين، ومطالبته لهم بأن يلعبوا ويستمتعوا دون أن يطالبهم بتحقيق الفوز، ونأمل أن تساهم هذه التهيئة المعنوية من سموه في ظهور الأخضر بالشكل اللائق، مع التأكيد بأن كرة القدم لا تعرف المستحيل، بالتالي لا نستبعد أن يذهب منتخبنا بعيدًا في المونديال. الأهم أن نقف مع صقورنا الخضر، وندعمهم، وأن نتخلى عن ألوان الأندية في طرحنا، كل اللاعبين يمثلون السعودية، ويجمعهم هدف واحد هو تقديم نسخة مشرفة لمنتخبنا أمام العالم في هذا المحفل الكروي الكبير.