يعد السخاء من سمات وطننا ومنهجاً إنسانياً، ثبَّت دعائمه ورسخها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، فأيادي الخير تمتد من أرض العطاء لتصل إلى كل أنحاء العالم، فتغيث المكلومين والملهوفين والضعفاء والمحتاجين. إن صورة العمل الإنساني في المملكة تعتبر جزءاً أصيلاً من مبادئها واستراتيجياتها ونهجها للعالم كله أجمع، إذ منحت قيادتنا الرشيدة -أعزها الله- العمل الإنساني عناية خاصة ودعماً بشكل غير محدود، بجميع مجالاته، حتى وصلت بعطائها إلى كافة بلدان الأرض من دون تفرقة أو تمييز، وتمكنت من خلال أيادي مواطنيها البيضاء أن ترسخ منزلتها الرائدة في المجتمع الدولي، ويكون الخير والعطاء أبرز صفاتها وأهم مرتكزات التعاضد المجتمعي والانصهار الوطني الذي تتميز به. وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات السعودية 95 مليار دولار أميركي منذ توحيد المملكة شملت 160 دولة، وقد أنشئ مركز الملك سلمان للإغاثة بتوجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عام 2015م، ليكون مركزاً رائداً للإغاثة والأعمال الإنسانية وينقل قيمنا للعالم، والذراع الإنساني للمملكة والجهة الوحيدة المخولة لتسليم مساعدات المملكة للخارج. وفيما تشير الإحصاءات إلى أن المشروعات الإنسانية والإغاثية التي قدمها المركز منذ تأسيسه وحتى الآن وصلت إلى 20210 مشروعاً في 86 دولة بالتعاون مع 175 شريكاً دولياً وإقليمياً ومحلياً، بقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار أميركي، كان لليمن النصيب الأوفر منها، شملت مختلف قطاعات العمل الإنساني مثل: التعليم والصحة والتغذية والإيواء والتطوع والحماية والمياه والإصحاح البيئي والاتصالات في حالات الطوارئ والخدمات اللوجستية وغيرها. لقد دعمت المملكة العديد من الدول والشعوب التي كانت تواجه أزمات إنسانية مثل اللاجئين السوريين واليمنيين والروهينجا في مختلف أماكن وجودهم؛ فضلاً عن المساعدات المقدمة للتخفيف من معاناة المحتاجين خلال الأزمات في كل من السودان وإندونيسيا وباكستان وجنوب إفريقيا واليابان وغيرها؛ فضلاً عن أن المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة قدمت خلال جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19) مساعدات طبية لأكثر من 33 دولة. غنيٌّ عن القول إن مبادرات المركز الإنسانية متواصلة، فعلى مستوى البرامج الطبية التطوعية على سبيل المثال لا الحصر والتي تُعد من أكثر البرامج التي يستهدفها المركز؛ وذلك نظراً للاحتياج الإنساني في الدول المتضررة والمنكوبة، فقد شملت خطة البرامج الطبية التطوعية للعام 2022م تنفيذ المركز 171 برنامجاً تطوعياً؛ منها 22 برنامجاً عاماً و149 برنامجاً طبياً في 58 دولة عبر 4 قارات في العالم. أما على مستوى المبادرات فقد ساهم المركز في تعزيز العمل الإنساني السعودي، وتعزيز آفاقه على المستوى الدولي، عبر المنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي مثل منصة المساعدات السعودية، ومنصة المساعدات المقدمة للاجئين (الزائرين) في المملكة، ومنصة التبرع الإلكترونية (ساهم)، كما تدعم الدولة برنامج فصل التوائم السيامية الذي أضحى علامة فارقة ومرجعًا دوليًّا في مجاله؛ حيث استطاع منذ إنشائه دراسة 125 حالة حتى الآن من 23 دولة في 3 قارات حول العالم، وإجراء 52 عملية جراحية لفصل توءم سيامي وطفيلي.