بذلت المملكة جهودا جبارة في بناء وعمارة الحرمين الشريفين وتزويدهما بكافة التجهيزات الحديثة، لتحقق مسيرة من الخدمات المتكاملة لحجاج بيت الله الحرام وللمعتمرين ولزوار المسجد النبوي الشريف، فمنذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وتوليه الحكم ودخوله مكةالمكرمة عام 1343ه، أولى عناية وأهمية بالغة، في توسعة الحرمين الشريفين، وسرعان ما أعلن عن بدء ترميمات الحرمين، وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيلهما، كما تتابعت الخطى الملكية لأبناء المؤسس - رحمه الله - لتوسعة الحرمين الشريفين ومد الإمكانات اللازمة من الخدمات وتقديم كل ما من شأنه التيسير على الحجاج لأداء مناسكهم بكل أمان، وقد تكللت تلك الخطى بالإنجازات حتى يومنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - والذي أولى اهتماما بالغا بإطلاقه خمس مشاريع جديدة عززت عملية البناء والاتساق والتكامل، وأصبح الحرمان الشريفان أيقونة معمارية وحضارية يشار لها بالبنان على مستوى العالم. التوسعات التاريخية شهد الحرم المكي مراحل تاريخية مختلفة من التوسعة فمنذ عام 1344ه، أمر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بتشكيل إدارة خاصة سميت مجلس إدارة الحرم، والتي عملت على إدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته، وفي عام 1346ه، تم ترميم أروقة المسجد الحرام وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم، وتركيب مظلات لوقاية المصلين من حرارة الشمس وتبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر. وفي شعبان عام 1347ه، تم تجديد مصابيح الإنارة في المسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت نحو ألف مصباح، وفي عام 1373ه، أنير المسجد الحرام وتم وضع المرواح الكهربائية وسميت بالتوسعة السعودية الأولى وأصبحت مساحة المسجد الحرام بعد التوسعة الأولى تستوعب أكثر من ثلاث مئة ألف مصلّ في وقت واحد، وفي حالات الزحام أصبحت تستوعب أكثر من 4000 ألف مصلّ، وفي التوسعة السعودية الثانية فقد استمر العمل فيها بصورة متجددة منذ عام 1375ه إلى عام 1396ه. مراحل التوسعة.. "ازدهار منذ عهد المؤسس" بدأت مراحل التوسعة التاريخية بأمر من الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأتم مسيرتها الملك سعود والملك فيصل، ثم أتت توسعة الساحات الشرقية التي تمت في عهد الملك خالد، وأعقبها توسعة المسجد من الجانب الغربي التي تمت في عهد الملك فهد، وتلاها توسعة المسعى التي تمت في عهد الملك عبدالله ومنها البوابة العملاقة التي تزن كل ردفة منها 70 طنا (70000 كجم) وبارتفاع 13 م وعرض 7م، وتابع الملك سلمان - حفظه الله - واستكمل توسعة الحرمين الشريفين. خمسة مشروعات جديدة امتدادا للتوسعات التاريخية، فقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خمسة مشروعات جديدة ضمن التوسعة الثالثة للمسجد الحرام بمكةالمكرمة، هذه التوسعة التي تعد امتدادًا للتوسعات التاريخية السابقة، والتي بدأت بأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود، وتشمل هذه التوسعة التاريخية بإجمالي المسطحات لكامل المشروع 10470.000 متر مربع ليتسع المسجد الحرام لأكثر من 10850.000 مصلّ، وللمشروع بوابات أوتوماتيكية تدار من غرف خاصة للتحكم بها عن بعد بإجمالي عدد أبواب المشروع 78 بابًا بالدور الأراضي تحيط بمبنى التوسعة. ويحتوي على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي عدد كاميرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي، لترتفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف من (19) ألف طائف بالساعة إلى (30) ألف طائف بالساعة، ليبلغ عدد الطائفين في جميع أدوار الحرم إلى (170) ألف طائف في الساعة. الخطة الاستراتيجية لضيوف الرحمن تنطلق استراتيجية المملكة لرؤية 2030 لتقدم خدمات متكاملة في سبل تطوير منظومة الحج والعمرة والتي تولي من اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان، حيث يأتي الاهتمام بالحرمين الشريفين أسمى وأهم ما توليه المملكة، وتضع له خططا استراتيجية لها تأثيرها كل عام، شملت الخطة الاستراتيجية لوزارة الحج والعمرة في توسعة الحرمين الشريفين، وإنجاز شبكة قطار المشاعر المقدسة، ومشاريع إسكان، وخيم الحجيج ، والانتهاء من توسعة وإنشاء مطارات ضخمة لاستقبال ضيوف الرحمن، وذلك بتوفير إدارة أمنية فعالة ومنجزة للحفاظ على أمن الحجاج واستقرارهم، كما وسعت المملكة منظومة خدماتها الصحية لضيوف الرحمن لتشمل تجهيز المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية لرعايتهم، وتقديم خدمات معلوماتية وتوعية وتموينية ونظافة شاملة ودائمة في المشاعر على مدار الساعة، مع خدمات متقدمة للتصريف الصحي، وعمليات التشجير والإنارة في المشاعر المقدسة، وتنفيذ توسعات مستمرة لجسر الجمرات، وذلك يؤكد أهمية جهود المملكة ودورها الكبير الذي توليه لحجاج بيت الله الحرام في كل عام. الأمن وفق أحدث التقنيات أولت المملكة أيضا اهتمامها في تحقيق الأمن وفق التقنيات الحديثة في الحج فقد تم تطبيق الأسورة الإلكترونية والتي بدأت لأول مرة في عام 1437ه، وقد طبق على مليون ونصف المليون حاج، تحقق الأسورة الإلكترونية الخدمات السريعة للحجاج من خلال سرعة التعرف على الحجاج، وقراءة بياناتهم إلكترونيًا خاصة الذين لا يتحدثون العربية، أو مجهولي الهوية، وتمكن وزارة الحج والعمرة بالتعرف على بيانات الحاج ومقر عمله وكافة المعلومات اللازمة، التي تمكن من مساعدة الحجاج على ضوء بياناتهم في الأسورة الإلكترونية، مثل خدمة إرشاد التائهين، فقد أسهم ذلك في رفع كفاءة الأداء في قطاع الحج والعمرة واختصر عليهم زمن الإجراءات، ونجح في تطبق الشفافية المعلوماتية، كما طبقت وزارة الحج والعمرة آليات رقابة جديدة تشمل فرق متابعة الجاهزية، وفرق مراقبة البوابات، وفريق دعم المسارات، وذلك إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في تقديم كافة الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى المملكة وحتى عودتهم لبلادهم سالمين غانمين، مسخرة لهم كافة الإمكانات والبرامج، والكفاءات التشغيلية والبشرية، حققت تلك الجهود الحثيثة الأمان العالي ووفرت كافة خدماتها وجل اهتمامها وبسطت كفيها من توفير الراحة والأمن للمسلمين والوافدين لحجاج ومعتمرين للحرمين الشريفين، حيث أتت تلك الجهود امتدادا للدور التاريخي الذي تحققه القيادة السعودية منذ عقود في خدمة الإسلام والمسلمين. مسيرة حافلة مراحل من التغيير طالت مسيرتها محققة بها إنجازات عظيمة على كافة مقاييسها محققة أهدافها وطامحة لرؤيتها، وانطلاقًا للخطة الاستراتيجية لوزارة الحج والعمرة، فقد حققت الخطة الاستراتيجية السعودية نجاحاتها في تطور الخدمات المتكاملة لخدمة ضيوف الرحمين، عقود من الحج مضت محققة جهود جبارة تسعى المملكة بكل حب وإخلاص لتحقيق السلام والاستقرار، وترك بصمة في عقل كل حاج من الداخل والخارج والمعتمرين والزوار حيث تشهد المملكة كل عام استقبال الآلاف من الحجيج والمعتمرين وحققت أرقاما قياسية بمعدلات الأمان والاستقرار والرعاية والاهتمام بالزوار وقاصدي بيت الله الحرام. توسعة المشاعر المقدسة خدمات متكاملة لراحة الحجاج والمعتمرين والزائرين