بمبادئ راسخة، وقيم إنسانية نبيلة، لا تتردد المملكة في الوقوف بجانب دول العالم في أزماتها ومحنها، وتمد يد العون والمساعدة إلى الشعوب الفقيرة والمحتاجة، دون منة أو أذى، دافعها الأول والأخير، التخفيف عن كاهل الإنسان، أياً كان دينه أو لونه أو عرقه أو معتقداته. وبالمبادئ والقيم نفسها، تلتزم المملكة الحياد التام في الأزمات والخلافات الدولية، فلا تتدخل لطرف على حساب الطرف الآخر، ولكن تستغل ثقلها ومكانتها في التوصل إلى حل سياسي لإنهاء هذه الخلافات، إسهاماً منها في دعم الأمن والاستقرار الدوليين، وهو ما حرصت عليه الرياض في الحرب الدائرة بين روسياوأوكرانيا. ومنذ اندلاع الحرب، أعلنت المملكة موقفاً واضحاً من الأزمة، يستند إلى أسس القانون الدولي، وأكدت دعمها لجميع الجهود الرامية إلى حل الخلافات، من خلال الحوار والدبلوماسية، ومواصلة العمل على تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الأطراف المعنية التي أقرها مجلس الأمن في قراره 2202. كثرة المواقف الإنسانية التي تبديها المملكة مع دول العالم، جعل منها دولةً رائدةً عالمياً في العمل الإنساني، تحرص -طوعاً- على تقديم المساعدات الإنمائية، وخلال العقود الماضية، قدمت السعودية مساعدات بقيمة 96 مليار دولار لأكثر من 156 دولة، وكانت دوماً ضمن قائمة أكبر 10 دول في العالم تقديماً للمساعدات. آخر مشاهد صنع الخير السعودي، ما قدمته المملكة إلى دولة أوكرانيا من مساعدات بقيمة 400 مليون دولار، تشمل مواد غذائية وطبية، إضافةً إلى مشتقات بترولية لمساعدة الشعب الأوكراني على مواجهة فصل الشتاء القارس. واعتبرت القيادة الأوكرانية تلك المساعدات دليلاً على ما توليه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد من حرص للإسهام في تخفيف المعاناة الإنسانية، وأكدت أن الشعب الأوكراني لن ينسى هذه المواقف الإنسانية النبيلة التي تثبت صداقة السعودية لأوكرانيا. مواقف المملكة ومبادئها دفعتها مرة أخرى إلى التصويت المؤيد لقرارات الأممالمتحدة الصادرة تجاه الأزمة الأوكرانية، وينطلق هذا التصويت من تمسك الرياض الدائم بضرورة التزام الدول كافة بميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، ورفضها لأي مساس بسيادة الدول على أراضيها، وهو ما تحرص عليه المملكة في علاقاتها وسياستها في التعامل مع الأزمات والخلافات الدولية.