أدى حريق كبير نجم عن انفجار سيارة مفخخة إلى توقف الحركة على جسر القرم، كما أعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب من دون أن تتهم أوكرانيا. وهذا الجسر الذي بُني بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لربط شبه الجزيرة التي أعلنت موسكو ضمها، بالأراضي الروسية، يُستخدم خصوصا لنقل معدات عسكرية للجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا. وألحق الانفجار أضرارا بالغة بالجسر. وقالت لجنة التحقيق الروسية إنها "فتحت تحقيقا جنائيا بشأن الحادث الذي وقع على جسر القرم"، موضحة أن الانفجار وقع بعد "انفجار شاحنة". وأضافت "على جزء طريق من جسر القرم وقع انفجار سيارة مفخخة أدى إلى اشتعال النار في سبعة مقطورات صهاريج للسكك الحديدية كانت متوجهة إلى شبه جزيرة القرم". من جهتها، قالت لجنة مكافحة الإرهاب إن "مسارين طرقيين انهارا جزئيا"، مشيرة إلى أن قوس الجسر لم يتأثر. وقال المتحدث باسم الكرملين لوكالة ريا نوفوستي إن فلاديمير بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لتحديد الوقائع. وذكرت وكالات أنباء روسية أنه تم إيقاف حركة السكك الحديدية والطرق، وتم إنشاء عبارات للسماح بالعبور. مخربون أوكرانيون وعدت لجنة التحقيق الروسية، هيئة التحقيق الرئيسة في البلاد بكشف "كل الأشخاص المرتبطين بهذه الجريمة" وفتحت تحقيقا جنائيا. ودان رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف ضربة وجهها "مخربون أوكرانيون". ولم تعلق أوكرانيا لكن رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية أندريه إيرماك نشر في تغريدة على تويتر رسما تعبيريا لجسر وسط سحب من الدخان. وكتب ميخايلو بودولياك المستشار الآخر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر "يجب تدمير كل شيء غير قانوني ويجب إعادة كل شيء مسروق إلى أوكرانيا". وهذا الجسر ضروري لنقل الأشخاص والبضائع إلى شبه الجزيرة وكذلك إلى القوات المنتشرة في أوكرانيا. وفتح الجسر في 2018. وهو يمتد فوق مضيق كيرتش. ونشر كيريل ستريموسوف المسؤول الروسي في منطقة خيرسون المجاورة لشبه جزيرة القرم على حسابه على تلغرام تسجيل فيديو كاميرا مراقبة للجسر يظهر فيه انفجار عنيف. وأضاف أن الإصلاحات قد تستغرق "شهرين". وتؤكد روسيا أن الجسر آمن على الرغم من القتال في أوكرانيا لكنها هددت في الماضي كييف بالانتقام إذا هاجمت القوات الأوكرانية هذه البنية التحتية أو غيرها في شبه جزيرة القرم. ونقلت وكالة الأنباء ريا نوفوستي عن النائب الروسي اوليغ موروزوف دعوته السبت إلى رد "مناسب"، مؤكدا أن "هذا النوع من الهجمات الإرهابية سيتضاعف" إذا لم يتم ذلك. وفي سياق ذي صلة، تقدمت القوات الروسية تدريجيا بالقرب من باخموت حيث تسعى منذ أغسطس إلى الاستيلاء على مدينة يكافح سكانها المدنيون من أجل البقاء. وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو صباح الجمعة الاستيلاء على ثلاث قرى هي أوتراديفكا وفيسيلايا دولينا وزايتسيفي. وسيشكل الاستيلاء على باخموت، المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ سبعين ألف نسمة قبل الحرب، انتصارًا لموسكو. وفي زابوريجيا، قتل 14 شخصا على الأقل في عمليات قصف على المدينة التي استهدفتها سبعة صواريخ صباح الخميس، كما أعلن مصدر رسمي أوكراني. وقال أمين عام مجلس بلدية المدينة أناتولي كورتيف على تطبيق تلغرام مساء الجمعة إن "الأنباء المحزنة تصلنا بفضل تحليل الأنقاض من المباني المتضررة من الهجوم. حتى الآن، ارتفع عدد القتلى إلى 14". وكانت الحصيلة الأولى الخميس تتحدث عن قتيل وسبعة جرحى. ورفعت إدارة الطوارئ الأوكرانية الجمعة الحصيلة إلى أحد عشر قتيلا. وأصابت سبعة صواريخ زابوريجيا في الساعة الخامسة من صباح الخميس، سقطت ثلاثة منها على وسط المدينة. ونسف مبنى يطل على الشريان الرئيس لهذه المدينة، بالكامل تقريبًا ولم يبق سوى الطابق الأرضي من طوابقه الخمسة. أما ما تبقى فقد أصبح ركاما. وهذه ليست أول كارثة تشهدها المدينة. في 30 سبتمبر، قتل 31 شخصًا في ضواحي زابوريجيا في موقف للسيارات سقط فيه صاروخ. وباستثناء شرطي، كان الثلاثون الآخرون يسعون للعودة إلى الجزء الخاضع للسيطرة الروسية من أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة على تلغارم إن زابوريجيا "تتعرض لهجمات صاروخية ضخمة كل يوم".