ثمن الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني د. عبدالله بن محمد الفوزان على الدور المهم والمسؤولية المجتمعية التي تقوم بها المؤسسات المجتمعية من أجل تعزيز وترسيخ القيم النبيلة للتطوع والتي تسهم في تعزيز منظومة القيم الإنسانية المشتركة، مؤكدا على حرص المركز في تبني البرامج التطوعية واستمراريتها مما يجسد صورا متعددة للتلاحم والتعايش بين أبناء المجتمع. جاء ذلك خلال اللقاء التعريفي الذي نظمه المركز بالتعاون مع وزارة الرياضة بمشاركة 30 متطوعاً ومتطوعة من دول مجلس التعاون الخليجي للتعريف بالجهود التي يقدمها المركز في برامج التطوع والتي يوليها اهتماما خاصا اضطلاعا بدوره في نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي إذ يأتي ضمن مستهدفاته الاستراتيجية وفقا لما هو متأصل في المجتمع من قيم وامتدادا لتعاليم الدين السمحة، ولما يمثله التطوع من دورٍ مهم في نشر ثقافة الحوار والتعايش التسامح والتلاحم الوطني، وأكد الفوزان أن استدامة الأعمال التطوعية تعد واحدة من السمات التي تميز المجتمع السعودي وما يقوم به المركز من جهود حثيثة ومتواصلة لاستثمار طاقات الشباب لخدمة العمل التطوعي، وتعزيز ثقافته لدى مختلف فئات المجتمع هو استمرار لتلك الجهود مبيناً أن الشباب والشابات هم الطاقة الحيوية للعمل التطوعي والقوة المحركة في المجتمعات. وقال الفوزان: إن العمل التطوعي ليس قضية حديثة فمنذ أن وجد الإنسان على كوكب الأرض فهو بحاجة إلى أخيه الإنسان وكما قيل عن الفلاسفة "إن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده" لا بد من وجود أخيه الإنسان بجانبه ليدعم بعضهم البعض ولذلك واجه الإنسان من أن وجد على هذه الأرض من تحديات فلا بد من التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع لمواجهة هذه التحديات، فالحكومات مهما بلغت من قوتها وتوفر الإمكانات المادية والبشرية لا تستطيع القيام بكافة الأعمال فلا بد أن تسند بجهود أهلية تدعم جهود الدولة. مشير إلى أن أحد أساسيات السلم داخل المجتمع الواحد ونشره المحبة والوئام هو مساندة الناس لبعضهم البعض وقد كانت الأعمال التطوعية جهودا غير مخططة لكن مع تطور العقل البشري بدأت عملية التطوع تتطور تنظيمياً وصارت لها مؤسسات خاصة، فأصبح العمل التطوعي عملية تقوم عليها مؤسسات داخل المجتمعات وفق سياسات وتشريعات كحقوق المتطوع وواجباته والمسؤوليات الأخلاقية المرتبطة بالعمل التطوعي. ونوه بالبرامج والمشاريع التطوعية التي يقدمها المركز من خلال الدورات تدريبية مبيناً أن عدد المتطوعين في مركز الحوار الوطني يتجاوز (6000) متطوع ومتطوعة في كافة مناطق المملكة، وذلك من خلال منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مبيناً أن المركز نظم مؤتمرين دوليين للتطوع والحوار بالتعاون مع اليونسكو كان الأول منها في مدينة جدة والآخر في باريس، والمركز ينظم وبشكل دوري ملتقى للتطوع احتفاءً باليوم العالمي للتطوع. أوضح الفوزان أن مسيرة العمل التطوعي في المملكة شهدت تطورًا مستمرًا وهذا يجسد إيمان القيادة الحكيمة بأهمية التطوع في المساهمة في تطوير المجتمع وازدهاره وتحقيق التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. إثر ذلك زار المتطوعون من دول الخليج والمملكة معرض الحوار التفاعلي للتعرف على دور المملكة في دعم الحوار بين مختلف الثقافات والحضارات، من خلال دعمها لمشاريع محلية وإقليمية وعالمية في مجالات نشر ثقافة الحوار وتعزيز التنوع الثقافي وتعزيز العيش المشترك. يذكر أن هذا القاء يأتي استمراراً للجهود الكبيرة التي يوليها المركز لتمكين ومشاركة الشباب واحتواء جهودهم وتنظيمها في العمل التطوعي، باعتباره قيمة إنسانية نبيلة تعزّز ثقافة التعايش المجتمعي والتلاحم الوطني، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إسهامات مؤسسات العمل التطوعي والمتطوعين في خدمة الوطن. الحضور النسائي الخليجي جانب من اللقاء