اعتبرت مهنة الطب مهنة ذات هدف يسمو إلى توفير كافة سبل الراحة، ولكنها لم تكن بالمهنة اليسيرة فلقد كانت تحتوي في طياتها على منعطفات ذات خطورة محدقة، فالطبيب لا يسعى إلى اختيار القرار السهل إن كان في فحواه جزء بسيط باحتمالية الفشل أو عدم النجاح بطريقةٍ ما، بل وإنه يسعى إلى اتخاذ القرار الأنسب مهما تقلد بالصعاب والذي يضمن سلامة المريض على المدى البعيد، فالحمل الأصعب هو الذي يلقى على عاتقه كخوف العائلة وهلع المريض من أن لا تسير العملية كما تم التخطيط لها، ولعل الأمر يزداد صعوبة في حين مواجهة العضو الأهم في جسد الإنسان العضو الذي يعتمد عليه الجسد بأكمله وهو القلب، فإن احتمالية حدوث الخطأ مُرعبة إذ إن موقع حدوثها ذو خطر محدق، ولكن الطبيب الذي استطاع تفادي تلك الأخطاء قادر على تخطي بقية العقبات. استطاع الطبيب الجراح هاني نجم أن يواجه النبض الذي يمتلك كافة الشرايين والصمامات والعضلات، لقد استطاع أن يواجه القلب البشري الذي لم تستطع مقدرة البشر ومشاعرهم الوصول إليه، فلقد كانت مقدرته على سباق الزمان في معظم الحالات التي لا تستطيع التأجيل وكان لقراراته طابع الجراح المحنك، فشخصيته تحلت بالهدوء المتسم بالذكاء والذي تستدعيه طبيعة عمله، ونجاحاته كانت مرهونة بالتحديات التي استطاع التغلب عليها، تقاس براعة وتميز الطبيب الجراح بالعمليات وعددها ونسبة النجاح بها كما أن سمعة الطبيب أمام نظرائه عامل يسهم في تميزه، وكان سطوع نجم الطبيب هاني في عام 2004 فلقد كان أول من قام بزرع قلب صناعي مساعد في مركز الملك عبدالعزيز لأمراض القلب وحاز على العديد من الأوسمة لإنجازاته داخل المملكة العربية السعودية وخارجها أيضاً، ومن أصعب وأندر الحالات التي واجهها هي حالة لجنين في الشهر السادس شُخص بوجود ورم في القلب، فلقد كانت تلك الحالة من أشد الحالات خطراً على الجنين وعلى الأم أيضاً واتخذ قراره بعزم وبثقة بمقدرته على إزالة ذلك الورم، فقام الفريق الطبي بفتح البطن والرحم جراحياً ثم التمكن من رفع الذراعين ودخول تجويف الصدر وإزالته واستعادة تدفق الدم أيضاً ثم أعاد الجراح وضع الجنين في الرحم لإكمال الحمل، وبهذا أصبح الطبيب هاني نجم أحد ألمع وأشجع الأطباء في مجال جراحة القلب.