إن الاحتفاء باليوم الوطني السعودي لذكرى عظيمة غالية، يتطلب من جميع أبناء هذه المملكة الشريفة، وكل من ينتمي لها من أفراد هذه الأمة العظيمة أن يكرسوا الجهود، ويبذلوا غاية المساعي للاستفادة من الدروس التاريخية المشرقة في التضحية والبطولة والإقدام على الحق، أساسه العلم والبصيرة والحكمة والوسطية، والتي ضربها مؤسس هذه المملكة، إمام المسلمين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه -، ومن تبعه من سلالته من الملوك الأمناء والقادة الأوفياء، وكل ذلك من أجل توحيد صفوف أبناء الجزيرة العربية، وإنهاء النزاعات الطائفية، وبناء الإنسانية المجيدة، وإقامة دولة إسلامية يحكمها الكتاب والسنة بعد غيابها عن أرض الجزيرة لعقود طويلة، فرحم الله من مات منهم رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ووفق الحي منهم ومتعه بالصحة والعافية. لقد عادت - بفضل الله وتوفيقه - الدولة السعودية إلى أرض الجزيرة للمرة الثالثة مسطرة صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي على يدي مؤسسها المفضال، سلطان نجد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - عام 1902، حيث اعتبر هذا حدثا فاصلا في تاريخ الدولة السعودية، إذ وحد جلالته تلك المناطق قبائلها وعشائرها ماضيا بها نحو التقدم والرقي والازدهار. ومنذ ذلك الوقت، ينعم أهل هذه الدولة الطيبة بالأمن والسلام والأمان والاستقرار تحت راية الإيمان والإسلام إلى يومنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووليّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله تعالى -. فإنه قد وصل خير هذه المملكة وعطاؤها أرجاء الأرض المعمورة، ونخص بالذكر هذه البلاد الطيبة جمهورية إندونيسيا الغالية. لقد أكرمها إكراما، ووقف معها وقوفا أخويا صادقا، وقدم لها الكثير والكثير من الخيرات والإعانات. ومن أعظم هذا العطاء عطاؤها العلمي التربوي عن طريق مؤسساتها التعليمية الرائدة المتمثلة في معهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا، ثم وصولا إلى معهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعربية في بندا أتشيه، ومعهد ميدان، ومعهد سورابايا. ما أعظمه من عطاء! وما أكرم هذه الأسرة الشريفة آل سعود! إذ اصطفاها الرب تعالى من بين تلك القبائل والعشائر لتواصل مهمة الأنبياء في خدمة بيته العتيق، وكعبته المشرفة. إنه لشرف وعزة، يستوجب على أبناء هذه المملكة والأمة الإسلامية الاعتراف به، والوقوف مع هذه المملكة العظيمة وقوفا حميدا مشرفا، حتى يشارك الجميع مع هذه المملكة المباركة أجر خدمة بيت الله الحرام، ومسجد نبيه الكريم بفضله تعالى وعونه وتوفيقه. * معلم بمعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعربية في بندا أتشيه - إندونيسيا