كتبت رسالة إعجاب واحدة في حياتي! وأرسلتها لمذيعة مصرية في إذاعة الشرق الأوسط التي لا أدري الآن أهي تبث أو توقفت!.. ولم تكن مجرد رسالة إعجاب! بل عرضت عليها الزواج! مع أني وقتها مجرد مراهق في المرحلة المتوسطة من الدراسة! ومع أني لا أدري هل هي متزوجة أم لا! عشقتها من صوتها الذي يتراقص مع الموسيقى في الليل! وكنت مشتعل الخيال مع قصص ألف ليلة.. وأعشق السهر! والليل واهب الأحلام وقابس الخيال! وحدة وليل وخيال لاهب وصوت جميل! وقعت في حبها مع أني لم أرها قط! للصوت الحلو سحر عجيب! ولم أندم على تلك الرسالة العجيبة التي لم أجد لها أي رد! رغم أني وضعت عنواني بوضوح تام! وكنت - يالسذاجتي - أنتظر رد مذيعتي الجميلة! مع أني في الحقيقة لا أدري أهي جميلة أم قبيحة! ولا أدري هل وصلتها رسالتي أصلًا! كل ما أدريه أني عشقت صوتها وعشت معه شهورًا في سعادة وحبور كلما تراقص صوتها الحنون منطلقًا من راديو صغير في ظلمة الليل البهيم! لم أندم على تلك الرسالة، بل كلما ذكرتها شعرت بالمرح والسعادة وشكرت تلك المذيعة الرقيقة التي لا أدري الآن أهي حية أم ميتة! لقد نسيت مع السنين اسمها واسم برنامجها الذي كان لا يفوتني منه حلقة! ولكني لم أنس صوتها العذب! ولا زلت حتى الآن، وقد تقدم بي العمر كثيرًا أحب الأصوات الجميلة وأهيم معها وأعود ذلك المراهق! لهذا أعشق الراديو وأعرف الأصوات الجميلة وصاحباتها ومواعيد إذاعتها! وتمنحني تلك الأصوات خيالا وسعادة.. للصوت المرح الحنون في الآذان والقلوب وقع جميل يمنح السامعين متعة حلوة ويجعل المرح يضحك في أمواج الأثير.. لا حرمنا الله من الأصوات الجميلة!.