يروى في القصة المشهورة أن أول خطأ حاسوبي كان بسبب حشرة وقعت على العتاد فتسببت في تماس كهربائي، بعد ذلك، كان الاسم الذي اصطلح عليه للتعبير عن أي خطأ برمجي هو (البق). ومن الطريف أن لكلمة (البق) مرادف في العربية بالنطق نفسه لكنها تعني حشرة بعينها لا عموم الحشرات كما في اللغة الإنجليزية، لكن المعنى الشائع لاستخدام (البق) الذي يعني عطلاً برمجياً ليس منشأه القصة المشهورة كما يبدو. في العام 1947م، وفي اليوم التاسع من شهر سبتمبر بالتحديد، تعطل الحاسب الآلي مارك-2 في جامعة هارفارد، بعد دراسة لأسباب العطل، وجد أن حشرة العثة قد وقعت على العتاد وعلقت فيه، مما تسبب في تعطل الدائرة الكهربائية، سجلت الحادثة في دفتر الصيانة باعتبارها أول عطل بسبب العثة، مسجلة الوقت والتاريخ إضافة إلى الحشرة نفسها أو ما تبقى منها ملصقة في الدفتر. قبل حادثة (العثة) بعقود، كان توماس أديسون قد استخدم مصطلح (البق) في تدويناته مشيراً إلى عطل هنا أو هناك في الأجهزة التي يعمل عليها، مرة أخرى تكون لتوماس أديسون يد في اختراع آخر. بعد عطل الحاسب الآلي الذي دون في جامعة هارفارد، شاع استخدام هذا المصطلح في مجتمع الحاسب الآلي كثيراً، وإذا كان لأحد يد في شيوع المصطلح، فسيكون فريق مارك-2 بقيادة غريس هوبر. عرفت غريس هوبر إضافة إلى حادثة عطل مارك-2 الشهيرة بريادتها في صناعة أول معالج حاسوبي، كانت الأوامر البرمجية تكتب بلغة الحاسب الرياضية، وبالنسبة لغريس هوبر وزملائها من علماء الرياضيات، كان الأمر مقبولاً. لكن لتوسيع دائرة المشاركة، رأت هوبر ضرورة استخدام اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة مشتركة يفهمها الجميع للتحدث إلى الحاسوب، بناء على فكرة هوبر نشأت لغات البرمجة المعروفة وفي مقدمتها لغة (الكوبول) التي ساهمت في كتابتها، واعتمدت لاحقاً لغة لبرمجة تطبيقات الشركات لمدة طويلة. كان استخدام اللغة الإنجليزية المتداولة لبرمجة الحاسب تحولاً كبيراً، فمع وجود معالج يترجم أوامر تكتب باللغة اليومية اتسعت دائرة مطوري البرمجيات لتفتح الباب لاحقاً على مصراعيه للجميع تقريباً. فمن الشائع اليوم تداول شعار (البرمجة للجميع)، لتشجيع المجتمع في المشاركة في تطوير البرمجيات، لأنها اللغة التقنية الأكثر تداولاً، ذات العائد الأكبر اقتصادياً في العالم، ولأن لغات البرمجة اليوم موحدة تقريباً، أصبحت لغة عالمية عابرة للقارات تتجاوز الحواجز الثقافية بين الشعوب. نتيجة للطفرة البرمجية الكبيرة اليوم، بات من المهم إيجاد وسائل جديدة لجعل العملية البرمجية أقل تكلفة وأعلى جودة مع توسيع دائرة المشاركة المجتمعية إلى أقصى مدى، فمنذ أول خطأ حاسوبي إلى اليوم، أصبح عدد الأخطاء وكلفتها يتضاعف، وأصبحت المسؤولية الملقاة على البرمجيات أوسع وأخطر.