وُلد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في 31 أغسطس 1985 في الرياض، تلقى تعليمه العام في مدارس العاصمة الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج المتخصصة. حصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وحاز على الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية. وعُين سموه في 10 أبريل 2007، مستشارًا متفرغًا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي، وفي 16 ديسمبر 2009، انتقل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء إلى إمارة منطقة الرياض ليُعين مستشارًا خاصًا لوالده أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولكنه استمر مستشارًا غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى 3 مارس 2013، قبل أن ينتقل للعمل مستشارًا خاصًا ومشرفًا على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والده الأمير سلمان وذلك بعد توليه ولاية العهد. في 3 مارس 2013، صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسًا لديوان ولي العهد ومستشارًا خاصًا له، وفي 13 يوليو 2013 عُين الأمير محمد مشرفًا عامًا على مكتب وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالإضافة إلى عمله. وفي 25 أبريل 2014، صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدولة عضوًا بمجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله. في 23 يناير 2015 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدفاع كما صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمرتبة وزير. وفي 29 يناير 2015، صدر أمر ملكي بالتشكيل الوزاري واستمر في منصبه وزيرًا للدفاع كما صدر أمران ملكيان بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتشكيل المجلس برئاسته. وفي 29 أبريل 2015، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمرًا ملكيًا ينص على اختيار الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع ورئيسًا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. هو صاحب «رؤية السعودية 2030» وهي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية تم الإعلان عنها في 25 أبريل 2016، وتتزامن مع التاريخ المحدد لإعلان الانتهاء من تسليم 80 مشروعًا حكوميًا عملاقًا، تبلغ تكلفة الواحد منها ما لا يقل عن 7,3 مليارات ريال وتصل إلى 20 مليار ريال. نظَّمَ مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الخطة برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حيث عرضت على مجلس الوزراء برئاسة والده الملك سلمان. وفي 7 يونيو 2016 وافق مجلس الوزراء السعودي على برنامج التحول الوطني أحد برامج «رؤية المملكة 2030». بعد شهرين فقط من توليه وزارة الدفاع السعودية أشرف على إدارة العملية العسكرية «عاصفة الحزم» التي انطلقت فجر يوم 26 مارس 2015، وكانت بالتحالف مع عشر دول عربية وإسلامية ضد جماعة الحوثيين وحلفائهم في جمهورية اليمن المجاورة. وأوكل له والده العديد من ملفات السياسة الخارجية، عبر تكليفه بإجراء العديد من الزيارات الخارجية، والنيابة عنه في حضور عدد من المناسبات المهمة بالخارج، منها زيارته للولايات المتحدة الأميركية في مارس 2017، واستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. اُختير بمنصب ولي العهد في 21 يونيو 2017، بعد إقرار هيئة البيعة السعودية بإعفاء ابن عمه ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود. حصل محمد بن سلمان على عدة جوائز، منها: جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013 المقدمة من مجلة «فوربس الشرق الأوسط»، وذلك بصفته رئيساً لمجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب. للأمير محمد بن سلمان نشاطات خيرية ومبادرات اجتماعية متعددة، حيث تأثر بعمل والده الملك سلمان بن عبد العزيز في المجال غير الربحي، وأسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية «مسك الخيرية» التي يرأس مجلس إدارتها، والهادفة إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية. أطلق ولي العهد برنامجاً مجتمعياً غير ربحي بعنوان «سند محمد بن سلمان» في 30 ديسمبر 2018، بحيث يتلمّس احتياجات فئات متنوعة من المجتمع لتحقيق الحياة الكريمة والاستقرار، ويقدم مبادرات تنموية واجتماعية، توفر المساندة من خلال الدعم المادي والمعرفي في إطار عملي واضح وآليات محددة عبر منصة تقنية تشمل جميع خدمات البرنامج وتكفل الوصول إلى فئات المجتمع المختلفة. وأعلن برنامج «سند محمد بن سلمان»، في أبريل 2019 بدء صرف عطاء يصل إلى 100 مليون ريال لمستحقي الدفعة الأولى البالغ عددهم أكثر من 4200 مستفيد من مبادرة «سند الزواج». وتُعد «سند الزواج» إحدى مبادرات برنامج «سند محمد بن سلمان»، التي تهدف إلى مساندة السعوديين حديثي الزواج، وتقوم المبادرة على التحقق من طلبات المتقدمين بالتعاون مع الجهات الحكومية بشكل مستمر ودوري، ويمكن إعادة التقديم مرة أخرى لمن لم تنطبق عليهم شروط المبادرة بعد تحديث البيانات الشخصية لدى الجهات ذات العلاقة. قدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إنجازات مميزة قادت المملكة العربية السعودية للأمام منذ تعينه وليًا للعهد، وذلك من خلال إنشاء برامج ومشاريع تهدف إلى تطوير المملكة على المستويين المحلي والعالمي، بالإضافة إلى ذلك مساهمة المملكة في بناء عدّة هيئات لحمايتها من المتطرفين ومحاسبتهم. وفيما يأتي أبرز الإنجازات التي قام بتحقيقها حتى الآن مشروع «رؤية المملكة 2030» طرح الأمير محمد بن سلمان مشروع «رؤية المملكة 2030» في 25 نيسان/إبريل لعام 2016م، ويهدف إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية لإخراج المملكة من اقتصادها المعتمد على النفط، بالإضافة إلى ذلك فتح المملكة أمام مصادر متنوعة من الدخل وأنواع متعددة من الاستثمارات. بناء أنماط صحية تخدم الحجاج والمعتمرين، والسياح من جميع أنحاء العالم. واحتضان المملكة للمواقع الأثرية الموجودة فيها، والحفاظ عليها، بالإضافة إلى ذلك إدراجها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. تنمية صندوق الاستثمار العام، وزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والناشئة في الناتج المحلي العام. وأطلق الأمير محمد بن سلمان خطة هدفها تحويل إدارة المملكة التنموية عام 2020م، من خلال إنشاء 24 هيئة حكومية تعمل في قطاعي التنمية والاقتصاد، بالإضافة إلى ذلك قام بإطلاق مكتب إدارة المشاريع (PMO) الذي يهدف إلى وضع بعض الاستشارات لزيادة الكفاءة في القطاع العام. ومن أجل تنشيط الترفيه في المملكة قدم الأمير محمد بن سلمان فكرة لإطلاق شركة ترفيه بقيمة 2.4 مليار دولار تهدف إلى إبقاء المواطن السعودي في البلاد بدلًا من سفرهم إلى الخارج بهدف السياحة والترفيه، بالإضافة إلى ذلك جذب السياح للمملكة من جميع أنحاء العالم. وإنشاء صندوق الاستثمارات العامة، فقد حرص الأمير محمد بن سلمان على زيادة الاستثمارات في المملكة من خلال إنشائه لصندوق ضخم مهمته تطوير المشاريع الضخمة للمشاركة في تحفيز اقتصاد المملكة، ومن المشاريع الذي يشملها هذا الصندوق مشروع «أمالا»، ومشروع «نيوم»، بالإضافة إلى مشروع البحر الأحمر، ومشروع القدية. وطالت إنجازاته المرأة، فهي جزء من المجتمع السعودي قدم الأمير محمد بن سلمان إنجازات عدّة للمرأة السعودية، إذ رفع من شأنها، وجعلها مساوية بالحقوق والواجبات مع جميع أفراد المجتمع السعودي تبعًا لتعاليم الإسلام، ومن أبرز إنجازاته للمرأة رفع الحظر على المرأة في قيادتها للسيارات، وذلك في حزيران لعام 2018م. خفف من قواعد اللباس بالنسبة للسائحات. عمل على تحسين بيئة العمل للمرأة، وزاد من فرص عملهن. سمح للمرأة بإجراء الخدمات الحكومية الخاصة بها دون ولي الأمر، بهدف تحسين حياتها من الناحية القانونية والاقتصادية. سمح للمرأة بالمشاركة في المسابقات الرياضية والتحضير لها، بالإضافة إلى ذلك حضور مباريات كرة القدم في الملاعب. ثم يأتي مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، الذي أُعلن عنه في عام 2018، بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ويولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز هذا المشروع أهمية كبرى، لما للمساجد التاريخية من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، إضافة إلى أنها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري، ولأصالة طابعها المعماري، وما تمثله المساجد المشمولة بالبرنامج من عمق تاريخي وثقافي واجتماعي. أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أن الفساد كان قد انتشر في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية مثل السرطان، وأصبح يستهلك 5 % إلى 15 % من ميزانية الدولة. ما يعني أداء 5 % إلى 15 % أسوأ على أقل تقدير في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما إلى ذلك. ليس فقط لسنة أو سنتين، ولكن تراكمياً على مدى ثلاثين سنة. وأضاف ولي العهد: «إنني بصدق أعتبر هذه الآفة العدو الأول للتنمية والازدهار وسبب ضياع العديد من الفرص الكبيرة في المملكة العربية السعودية. هذا الشيء أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم على أي نطاق كان دون حساب قوي ومؤلم لمن تسول له نفسه، كبيراً أو صغيراً. نتائج حملة مكافحة الفساد كانت واضحة للجميع، حيث بلغ مجموع متحصلات تسويات مكافحة الفساد 247 مليار ريال في الثلاث سنوات الماضية تمثل 20 % من إجمالي الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى أصول أخرى بعشرات المليارات تم نقلها لوزارة المالية، وستسجل في الإيرادات عندما يتم تسييلها بما فيها من عقارات وأسهم».